الطاهر ساتي

انتقم لهم ..!!

:: ومن المحن، بعد إقالته بأول قرار صادر عن رئيس الوزراء ضحى الاثنين الفائت، كشف الدكتور جلال الدين شليه المدير السابق لهيئة الموانئ البحرية أنه كان يتوقع هذه الإقالة عقب تولي الدكتور محمد طاهر أيلا منصب رئيس الوزراء، وأن القرار غير مفاجئ، و ( توقعت أن ينتقم مني)، أو كما قال .. ولكن فات عليه بأن إقالته كانت من مطالب العاملين المتظاهرين بموانئ بورتسودان منذ يوم تعيينه بديلاً للمدير الرافض للتوقيع على عقد الشركة الفبينية، اللواء شرطة (م) عبد الحفيظ صالح..!!

:: وكذلك فات على جلال شليه بان الذين تظاهروا بالموانئ، وطالبوا باقالته، وكان ذلك قبل تعيين طاهر ايلا رئيساُ للوزراء، فات عليه ان هؤلاء العاملين يعلمون بأن سيادته مهندس العقد الموقع مع الشركة العالمية الفلبينية، منذ أن كان مديراُ لهئية قبل عام فقط لاغير، وقال في ذات غضبة عمالية بالنص : ( لن يحدث شئ في الموانئ غير تطويرها بشراكات أجنبية، إذ ليس هناك خصخصة ولا تشريد للعمالة ولا بيع للميناء كما يظن البعض)، والحديث موثق ..!!

:: و ربما فات على جلال شليه أيضاُ أن هذه الشركة الفلبينية لم تجد طريقاً إلى الموانئ السودانية إلا في عهده، وعندما كان سيادته المدير القادم إلى هيئة الموانئ البحرية بتوصية من الدكتور محمد طاهر ايلا، وكان والياً للبحر الأحمر، وكان جلال شليه معتمد حلايب .. نعم، سبتمبر العام 2013، عندماكان جلال شليه المدير العام لهيئة الموانئ ، استولت هذه الشركة الفبينية على امتياز تشغيل وإدارة الميناء الجنوبي لمدة خمس سنوات، ولم تكمل فترة العقد لعجزها عن تطوير الميناء .. !!

:: لتبقى الأسئلة التي توجه جلال شليه، كيف ينتقم منك رئيس الوزراء لمواقف تصفها بالشخصية، وهو من اختار شخصك الكريم لمنصب المعتمد تحت ظل حكومته الولائية؟، حيث قبل هذا المنصب الدستوري كنت موظف خدمة مدنية بالدرجة الثالثة .. ثم كيف ينتقم منك لمواقف شخصية، وهو من رشح شخصك الكريم لرئاسة الجمهورية، لتعينك مديراُ لهيئة الموانئ البحرية لما يقارب العقد من الزمان، كأول مدير يقضي كل هذه الفترة ؟.. لو كل منتقم يقدم مثل هذه المزايا لضحيته، لتمنى الشعب أن يكون ضحية المنتقم ..!!

:: ثم الأسئلة التي ستلاحق مهندس العقد الفلبيني حتى بعد اقالته .. ما مصير العمالة؟، وكم قيمة العقد؟، وكم منها تدفع مقدما؟، وكم تدفع شهرياٌ؟، و كم فترة العقد؟، وهل هو عقد تشغيل أم تشغيل وتطوير؟، وهل التشغيل بآليات الموانئ البحرية أم سوف تجلب الشركة آليات حديثة؟، وهل على الشركة مسؤولية إجتماعية أم لا؟، وهل لولاية البحر نسبة من قيمة العقد أم لا؟.. وهل قيمة العقد أعلى من موارد الميناء؟.. والكثير من الأسئلة التي كان يجب أن يُملًكها مهندس العقد للعاملين بالميناء الجنوبي قبل أن يطردوه ..!!

:: والمهم.. من أطاح بجلال شليه عن سدة هيئة الموانئ ليس قرار رئيس الوزراء الحالي، بل نهج رئيس الوزراء السابق، والذي فرضه على العاملين، ليوقع على عقد الشركة الفلبينيه، بما كل مافيه من عيوب وثقوب .. ولذلك احتشدوا بالآلاف، وهتفوا ضده ورفضوا استقباله بالموانئ ونادي البجا، وأضربوا عن العمل، وطالبوا بإقالته و إلغاء العقد ليعودوا إلى العمل، وكان طبيعياً ينفذ رئيس الوزراء مطالبهم، أي ( ينتقم لهم)..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى