الفاتح جبرا

لو فضل فيها

صدمت حقا وأنا اشاهد الفيديوهات التي تم تصويرها من داخل جامعة العلوم الطبية حيث إقتحمها عددا من الملثمين المسلحين بالعصى والهراوات والخراطيش والبمبان وأقاموا حرباً لا هوادة فيها على كل من بداخلها من طلاب وأساتذة وعمال ، شيء لا يمكن مجرد تصوره في القرن الواحد والعشرين بل وفي أحط عصور البشرية ، هالني بالفعل هذا التشفي والحقد العجيب الذي تلاحظه في قسوة الضرب وإرتفاع الأيدي بالعراوات إلى أقصى مدى ، هل هؤلاء الذين يقومون بالضرب ينتمون إلى فصيلة البشر؟ لا والله لا يمكن أبداً فمثل هذا الضرب الذي رأيناه لا يمكن أن يمارسه شخص عاقل يتمتع بأدنى درجات الإنسانية و(النخوة) تجاه فتيات طالبات .

لو أن هنالك رجل عاقل واحد في هذا النظام المترنح لعلم أن أن مثل هذا العنف يولد الغبن والضغائن التي تزيد الإحتجاجات لهيباً والتي ترفد هذه الإحتجاجات المشروعة بحجم هائل من الإصرار والعزيمة لإقتلاعه إذ لا يمكن لنظام أن يحكم شعباً بمثل هذه الأساليب الباطشة التي يتجلى فيها عدم الرحمة أو الشفقة والتعامل السلمي بل يظهر فيها وبجلاء الحقد والتشفى .
يبدو أن من يديرون هذا النظام غير سودانيين ، فإن كانوا كذلك لعلموا بأن السوداني لا يقبل الظلم و(الحقارة) أبداً .. ابداً بل أن هذه الصفة ظلت تلازمة لم تنقص بفعل أي عوامل أخرى ، فالقلب الحار ورفض الذل هي صفة سودانية يعلمها القاصي والداني وإثباتاً لهذا القول ها هم الفتية يكشفون صدورهم أمام (لعلعة الرصاص) الحي غير آبهين بالموت رغم (حصاد الأرواح) الذي قامت به (كتائب الظل) ولا زالت .

هل يجدي الضرب والقمع والقتل؟ وهل يمكن لنظام أن يحكم شعباً دون رضاه وإرادته؟ هذا لم ولن يحدث في تأريخ البشرية ولكن يبدو أن هنالك من فسر (سكوت) هذا الشعب كل هذه السنوات (بالجبن) وعدم المقدرة على (رفع الصوت) بالرفض !

من الواضح أن القوم يريدونها (عزبة) خاصة ، يرتعون فيها ويمرحون بل لعلهم توهموا بأنهم قد إستخرجو لهذه البلاد (شهادة ملكية) فصار كل من عداهم ذليلاً حقيراً ليس عليه إلا السير في قطيع الفاقة والإنكسار والرضى بما يفعله (اسياده) الذين سطوا على الحكم بليل ويطالبون الآن (الجموع) بالإنتظار حتى 2020 لأجل (صنادديق الإقتراع) !

من الواضح ان (الجماعة) وقد كانت بيدهم مفاتيح الحل الذي يجنب البلاد والعباد هذا الذي يحدث (ولسه) ، أنهم قد إلتصقوا بالسلطة لدرجة إستحالة الفكاك (والسلطة حلوة وكده) و (الهبر أحلى) و(السفريات) والبيوت والعربات والعملات الحرة التي لا تكتشف إلا عند السرقات !

نعم من الواضح أن (السلطة ونعيمها) يسكرون العقل ويصورون له عكس ما هو واقع ، وهل كان الواقع أن الذين خرجوا في هذه الإحتجاجات هم مندسون وعملاء وخونة؟
في إعتقادي أن الوقت لا يزال فيه (برهة قليلة) لتغليب صوت العقل والتعامل بواقعية مع ما يحدث من رفض لنظام مغلق منعزل عن الجماهير التي ظلت طويلاً تدفع ثمن فشله وخطل سياساته وفساد منسوبيه الذي فاق المعقول .

مما لا شك فيه أن الحل لا يأتي من ممارسة البطش بأنواعه أو القتل أو الإعتقال إذ لا يمكن أن تعتقل شعباً كاملاً أو ترديه قتيلاً (وتعدمو نفاخ النار) فهذا لا يوجد إلا في مخيلة أشد الأنظمة تسلطاً وإستبداداً إنما واقع الأمر وما قرأناه في كتب التأريخ يقول أن البقاء للشعوب !

كسرة :
كلما يمر الوقت .. كلما يصعب الحل (لو فضل فيها حل) !
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو شنووو؟ 105 واو – (ليها ثمانية سنين وتسعة شهور)؟ .. فليستعد اللصوص !

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى