الفاتح جبرا

كوعنا من بوعنا !

النهضة والتطور هو أن تستبقي على ممتلكاتك ومشاريعك وتعمل على تحسين أدائها وتطويرها لترفدك بأقصى ما يمكن من أرباح ، غير أن النهضة والتطور لها معان أخرى لدى حكومتنا السنية فهي تعني إهمال المؤسسات ونهبها عن طريق تفشي الفساد المالي والإداري بها ثم طرحها للبيع بأبخس الأثمان والتخلي عن مسؤولياتها عنها وبهذا المنوال فقدت البلاد الكثير من المؤسسات السيادية التي لا يمكن أن تفقدها أي بلاد أخرى .

هذا النهج العجيب بدأ منذ إستحواذ القوم على السلطة فقد تبنوا سياسة تحجيم وتصفية الممتلكات والمشروعات العامة من أجل عدم الصرف عليها والتخلص من مشقة إدارتها والأهم من ذلك تفتيت عضد النقابات بها وتشريد القوى العاملة فيها فقاموا ببيع معظمها رغم ربحيتها (وبلا دوشة فارغة) !

وفي خطوة غير مسبوقة عالمياً ولم تحدث في تاريخ الأمم قام القوم ببيع 70% من الناقل الجوي الوطني (سودانير) لشركة عارف هذا غير أفراغ الناقل البحري الوطني (سودانلاين) حتى لم تتبق فيه باخرة واحدة ومن قبلهما تم تدمير (الناقل البري) السكة وتدمير مشروع الجزيرة، وتصفية النقل النهرى والنقل الميكانيكى والمخازن والمهمات والأشغال !

وإستكمالا للنهضة (كما يهتف القوم) فقد تم بيع العديد من (الأراضي) الزراعية للمستثمرين العرب بعقود لمدة 99 عام (فقط) ولو قلتا يا جماعة ده بيع (يقولو ليك إيجار) !
الكلام الفوق ده كلو مقدمة للحديث حول (موضوع الساعة) وهو ما يحدث في (الميناء الجنوبي) والعقد الذي تم توقيعه مع الشركة الفلبينية (التي يقال انها لا فلبينية ولا حاجة) ، هذا العقد الذي يمنح الحق للشركة بإدارة وتشغيل الميناء المدة 20 عاما (الناس دي أصلو ما بتعرف خمسة وستة !) ، ودون الدخول إلى حتة (الأكل) والأرقام حيث قال قائل بأن قيمة العقد العشريني هي (أرباح الميناء) لمدة 3 سنوات فقط .

دون الدخول (في أي أرقام) نسال في براءة شديدة لو أن هذه الصفقة (خسرانة) والميناء (لا يربح) ما الذي يجعل هذه الشركة تقوم بقبول الصفقة هذه وتتعاقد عليها؟ هل هي (شركة غبيانة)؟ بالطبع لا إنما نحن جموع الشعب السوداني الفضل (غبيانين) و(دلاهات) !

ثم إذا إفترضنا أن الميناء يحتاج إلى تأهيل وهو ما سوف تقوم به هذه الشركة (لقلة حيلتنا) أليس من المخجل حقاً أن (تقوم الشركة بذلك) بينما يصعب على (دولة)؟ وإذا كانت الموانئ في كل العالم هي مصدر (سند) وداعم قوي للإقتصاد بما توفره من عملات حرة على مدار العام فلماذا وصل هذا الميناء إلى هذه المرحلة التي تعجز فيها آلياته عن العمل ؟ (قروشو كانت بتروح وين؟) وإفتراضاً أنه كان يحتاج إلى دعماً مركزياً (عشان يقيف على حيلو) فلماذا لم يتم توفير الدعم اللازم (إن شاء الله من قروش البترول ديك !) ؟!

من الواضح كما جاء في صدر هذا المقال أن متلازمة الفشل والفساد قد تمكنت من هذا النظام بدرجة مريعة حتى أن المسالة قد وصلت مرحلة أن يتم تسليم (جهات أجنبية) لهذه المؤسسات السيادية (المواني) ليعلم القاصي والداني إحتياجاتنا وما نقوم بإستيراده (بالضبط) وهذه معلومات (حساسة) أمنياً ينبغي ألا تكون (في السهلة) !

في لقاء (حضرته) في إحدى القنوات الفضائية إستمعت للسيد وزير النقل، حاتم السر، في مداخلة تلفونية سئل سيادته عن العقد فأجاب بأن هنالك أكثر من عشرين خبيراً شاركوا في صياغتة وأن العقد قد إهتم حتى بالتفاصيل الصغيرة وأنه لم يترك شاردة ولا واردة بل أن الأوراق التي كتب عليها قد فاقت المائة ورقة !

غير أن سعادة الوزير (إتلجلج) عندما سئل عن لماذا طالما العقد قد ناقش كل شي لم يناقش مسالة إستيعاب العمال والموظفين بالميناء؟ فأجاب سعادته إجابة (ما بتخش الراس) قائلاً بأن هذا الموضوع وإن لم يتم التطرق له في العقد غير أنهم يتناقشون فيه مع إدارة الشركة مؤكدا حرص الدولة على حقوق ومكتسبات العاملين (شوفتو كيف؟ ) !

طيب يا سعادتك وكت الدولة دي حريصة على حقوق ومكتسبات العاملين ، والعقد لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا تطرق لها لماذا لم يتطرق العقد لحقوق ومكتسبات العاملين؟ أليس من الأهمية بمكان الإتفاق مع الشركة في العقد المشار إليه حول هذه الحقوق والمكتسبات؟ أم انكم بعد أن ضمنتم قيمة العقد (كحكومة) قصة العاملين دي ما مشكلة وكده؟

بمتابعتي (غير اللصيقة) لهذا الملف إسترعى إنتباهي أن شركة موانئ (دبي) كانت قد سجلت زيارة في وقت سابق لهذا الميناء بدعوى أنها من سوف يقوم بإدارته ، فهل لها شراكة مع هذه الشركة (الفليبينية) وللا القصة شنووو؟ والله بقينا ما عارفين كوعنا من بوعنا !

كسرة :
السؤال ليس كيف نبيع .. السؤال (لماذا نبيع)؟ … (مع إنو كيف دي ذاااتا مااا ساهلة) !!
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو شنووو؟ 105 واو – (ليها ثمانية سنين وتسعة شهور)؟ .. فليستعد اللصوص !

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى