الهندي عز الدين

الجنرال “بكري” .. والدبلوماسي “معتز” .. رمزية التاريخ .. وشرعية الانقلاب !

1
كتبتُ كثيراً خلال العام الماضي مهاجماً حكومة الفريق أول “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء السابق ، مستنداً إلى ما انتهجته من أخطاء كارثية في قطاع الاقتصاد ، عبر سياسات قادها وزير المالية السابق الفريق دكتور “محمد عثمان الركابي” ، والمحافظ السابق للبنك المركزي المرحوم “حازم عبد القادر” .

وكانت مشكلة الفريق “بكري” الأساسية أنه ظل متمسكاً بوزيره ، مدافعاً عن سياساته الخرقاء التي رفع بموجبها قيمة الدولار الرسمي والجمركي ، وجفف السيولة في البنوك بصرف مئات المليارات على شراء الذهب (كاش) من خزينة بنك السودان ، مع التوقف عن طباعة العملة ، حتى إذا ما حل الرئيس الحكومة بعد عام ونيف ، وجاء “محمد خير الزبير” محافظاً للبنك المركزي وشرع في طباعة العملة المحلية ، كان الجفاف والتصحر الكامل قد ضرب كل البنوك ، بل كل البلد ، فأخذ يبتلع في سرعة البرق كل كمية من العملة يضخها البنك المركزي !! وها نحن في هذه الدوامة التي تسببت في احتجاجات شبابية تطاولت لشهرين ، والسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة .

غير أن نقدي المستمر لحكومة الجنرال “بكري” والمطالبة بحلها ، لا علاقة له برأيي الإيجابي جداً في شخصية “بكري” العسكرية ورمزيته الساطعة في القصر الجمهوري وتاريخه الوضئ في (الإنقاذ) ، فهو أول من اقتحم القيادة العامة للقوات المسلحة مع الرئيس “البشير” – العميد وقتها – وهو أول من واجه قادة انقلاب رمضان 1990 م في سلاح المظلات ،

ودخل السلاح بعد أن دان تماماً للانقلابيين ، في شجاعة وبسالة نادرة تشبه ضابط المظلات مديد القامة ، وهو يهتف فيهم : ( أرضاً سلاح ) ، فإذا بهم يستسلمون ، ويسلّمون سلاحهم ، وما علموا أن انقلابهم كان ناجحاً بنسبة (90%) ، فهزمته جسارة “بكري” والشهيد “إبراهيم شمس الدين” ، ورفاقهم ، تحت قيادة ثابتة وراكزة مثلها رئيس مجلس قيادة الثورة الفريق “البشير” .

إذن .. للفريق “بكري” رمزية مهمة تمثل مزيج التوافق بين العسكريين والمدنيين في دولة (الإنقاذ) .
إنني من أنصار بقاء الفريق “بكري” في موقعه بالقصر الجمهوري نائباً أول للرئيس دون أي تعديل .
يبقى “بكري” ما بقي “البشير” .. فهو رباط الوفاء .. والولاء .. ورحلة التضحيات الطويلة .

2
ومثلما كان رأيي أن السيد “معتز موسى” لم يكن خياراً موفقاً لمنصب رئيس الوزراء ، وقد عبرتُ عن وجهة نظري هذي قبيل تعيينه بسويعات في قروب (سوبر في آي بي) بتطبيق (الواتس اب) ، عندما تداولت الوسائط اسمه مرشحاً لرئاسة الحكومة ، فإنني أزعم أنني وعبر هذه المساحة أول من رشح “معتز” وزيراً للكهرباء والسدود ، خلفاً للسيد “أسامة عبد الله” ، وقد لفت انتباهي وهو يتحدث عن مشروع سد مروي في قاعة اجتماعات بوزارة الري بشارع النيل على منصة تنوير إعلامي بصحبة الوزير “أسامة” ، وقتها كان “معتز” مديراً للمشروعات بسد مروي .

غير أن قيادة الدولة قفزت سريعاً بالدبلوماسي “معتز موسى” من وزارة كهرباء إلى رئاسة الحكومة ، جامعاً معه وزارة المالية ، ورئاسة القطاع الاقتصادي بالحزب الحاكم !!
التركة ثقيلة .. أثقل من خبرات وتجارب “معتز” والنتيجة أن الدولة ما زالت غارقة في الوحل .

لا مكان للعواطف في تقييم قيادات ينتظرهم شعب عظيم ظل يعاني من تطاول أمد الأزمات ، لا مكان للعواطف – سيدي الرئيس – فالجماهير الصابرة تريد مالاً في البنوك ، وجازولين في المحطات ، ودقيقاً في المخابز ، ولا تريد وعوداً وخطباً ومؤتمرات صحفية .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى