الطاهر ساتي

مآسي الأمس ..!!

:: ونحكي الحكاية بعد (سودنتها)، إذ يحكى أن بوش وبلير خرجاً من إجتماع ، فسألهما أحد الصحفيين : ( ما هي أجندة الإجتماع؟، وما القرارات المرتقبة)، فأجاب بوش : ( إتفاقنا على قتل مليون مواطن وطبيب أسنان)..وبعد فاصل من الدهشة، أعطت المنصة فرصة السؤال الثاني لصحفي آخر، فسأل : (من هو طبيب الأسنان المستهدف؟، وما جنسيته؟، ولماذا تقتلوه؟)، فمال بوش على بلير هامساً : (أها، أنا مش قلت ليك ما ح يهتموا بالمليون مواطن؟).. وما لم ينتبه الإعلام، فهذا ما سيبصح عليه حال الناس في بلادنا ..!!

:: لهم الرحمة بإذن الله، كل ضحايا الإحتجاجات الراهنة، ولأسرهم الصبر و السلوان، فالفقد مؤلم .. وليس فقط المعلم والطبيب، لهما الرحمة والمغفرة باذن الله، بل كل ضحايا الاحتجاجات الراهنة يجب أن يكونوا في خاطر الناس والإعلام حين تتحدث السلطات عن لجان التحقيق، وذلك حتى لا يصبح حالنا كمن يهتم بأمر طبيب الأسنان ويتجاهل أمر المليون مواطن .. وليس هذا فحسب، بل عند تشكيل أية لجنة تحقيق ومحاسبة، فمن العدل أن نسأل السلطات عن مصائر لجان التحقيق السابقة، والتي تم تشكيلها بحماس عقب أحداث كأحداث اليوم ..!!

:: ثم نقرأ ما يلي بالنص : ( طلب وزير العدل – من النيابة العامة – إعداد تقرير حول ملابسات قضية المعلم أحمد الخير، ووجه وزير العدل وجه الإدارة القانونية بكسلا والقضارف بإمداد لجنة تقصي الحقائق حول الاحتجاجات بالبلاد، وهي اللجنة التي يرأسها)، هكذا لجنة التحقيق المركزية، والتي يرأسها وزير العدل .. ثم أكد النائب العام بأن وكيل نيابة كسلا يتولى التحقيق في حادثة وفاة المعلم أحمد الخير بنفسه، و أن النيابة العامة أولت إهتماماً خاصاً بهذه الحادثة ..!!

:: ثم شكل جهاز الأمن والمخابرات الوطني لجنة تحقيق أخرى، أي بعد اللجنة التي يرأسها وزير العدل والأخرى التي يتولى فيها وكيل نيابة كسلا أمر التحقيق بنفسه، كما قال النائب العام .. أي ثلاث لجان تحقيق، في دولة واحدة، وتحكمها حكومة واحدة، لمعرفة كيف مات المعلم المغفور له باذن الله.. جميل، يحيا العدل، أو هكذا يأمل البعض ويظن بأن تتقصى اللجان وتظهر الحقائق والجناة للناس بكل شفافية، و أن لا يتم دفن الوقائع والتستر على الجناة، كما حدث عقب أحداث دارفور و سبتمبر وكجبار و بورتسودان و…و.. !!

:: وبالمناسبة، بعد أحداث سبتمبر، كانت الحقيقة كما يلي : (هناك عربات بدون لوحات كانت تضرب في الذخيرة)، الفريق أحمد إمام التهامي، رئيس لجنة التحقيق في أحداث سبتمبر، مُجيباً على سؤال الرأي العام : من قتل ضحايا أحداث سبتمبر؟.. ومنذ ذاك العام، و إلى يومنا هذا، لاشئ عن أحداث سبتمبر غير أن الضحايا لقوا حتفهم برصاص عربات بدون لوحات.. و عليه، إن كان الحال كذلك في مأساة سبتمبر وكل ( مآسي الأمس)، فما الجديد بحيث ينتظر البعض تقصياً نزيهاً وعقاباُ عادلاً في ( مآسي اليوم)..؟؟

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى