تحقيقات وتقارير

الامتحان التجريبي لطلاب الشهادة.. التوقيت الحرج

حزمة من (العراقيل) واجهت طلاب المدارس بعدد من الولايات على رأسها الخرطوم، خلال هذا العام الدراسي تسببت في تعطيل الدراسة منها إجازة الدورة المدرسية التي وجدت انتقاداًً من بعض الطلاب وأولياء أمورهم، بل حتى إدارات المدارس التي قالت – وقتذاك- إنها كل عام تتفاجأ بتلك الإجازة. لكن يبقى (الجديد) هذا العام عُطلة (المُظاهرات) وهي بالطبع لم تكن في الحسبان مُطلقاً..

الوقت غير مناسب

في خضم هذه (التقاطعات) وجد طلاب الصف الثالث الثانوي بالخرطوم، أنفسهم أمام (امتحان تجريبي) سينتهي اليوم (الثلاثاء)، يعقبه بعد شهر فقط الامتحان النهائي (الشهادة الثانوية).

وبحسب رأي خبراء تربويين ، فإن هذا الامتحان التجريبي ربما يتفوق ضرره على نفعه – هذا العام- ويبرر الخبير حسين الخليفة الحسن تلك الفرضية في حديثه لـ(السوداني)، بأن الطلاب خاضوه في ظروف تختلف عما كان عليه الوضع في الأعوام السابقة وربما ينعكس ذلك على نفسياتهم في حال كانت نتائجهم فيه غير جيدة. مشيراً إلى أن العطلة القصرية الإجبارية الأخيرة كانت مبرراً كافٍياً لإلغاء هذا الامتحان، فمن المؤكد أن فترة الـ40 يوم غياب عن التحصيل الأكاديمي سيكون لها ما بعدها من تأثير سالب.

واعتبر الخليفة أن دفع الرسوم للكثير من المدارس هو الهدف الأساسي في ظل هذه الأوضاع، وأضاف: لأنه لا الأوضاع ولا المقررات في صالح قيام امتحان تجريبي للطلاب، خصوصاً وأن كل طالب يأخذ ورقته ويقوم بتصحيحها فما داعي الامتحان كان عليهم فقط شرح طرق الامتحان وإعطاءهم نسخاً من امتحانات سابقة، لأن الدرجات التي يحصلون عليها في هذه الفترة بالتأكيد سوف تكون محبطة للكثيرين، مشيراً إلى وجود مدارس لم تكمل مقرراتها وكان عليهم جعل كل مدرسة تقيم ما يحدث معها دون تحديد امتحانات شاملة للكل.

ما هو موقف الطلاب؟

الطالب يوسف محمد ابتدر حديثه لـ(السوداني)أمس، وقال:(بكل صدق لم نكن مُستعدين إطلاقاً)، مؤكداً أن كثرة الإجازات وطول الغياب عن المدرسة جعل الطلاب يعتمدون على الاجتهاد الشخصي ومساعدة الأسر، لأن المقررات لم تكتمل والاعتماد كان على الأهل ليقوموا بالتركيز والمساعدة، إضافة إلى أن هذه الإجازات المتكررة جعلتهم يصابون بـ(الكسل). منوهاً إلى أن الأوضاع التي تمر بالبلاد انعكست عليهم كطلاب لأن البيوت لا تنفصل عن الشوارع فكل ما يحدث بالشارع يتأثر به (البيت السوداني)، وتمنى محمد أن يتمكن هو وكل زملائه الممتحنين من الدخول في أجواء الامتحانات (الرسمية) حتى يُكتب لهم النجاح والفلاح ودخول الجامعات.

الطالبة ميناس يوسف في حديثها لـ(السوداني) لم تبتعد كثيراً عن حديث زميلها محمد، معتبرة توقيت الامتحان التجريبي هذا العام غير مناسب تماماً لأنه أتى بعد إجازات كثيرة وحصص تم تقليصها، وأضافت: التوتر سيد الموقف للجميع بل حتى ما يدور في الشارع من احتجاجات شبه يومية جعلت الطلاب وأسرهم لا يشعرون بالأمان ونتيجة لكل ذلك كان أداء معظم الممتحنين (وسطاً)، فالاعتماد بشكل كبير كان على الدروس الخصوصية والمراجعات الجماعية.

فترة عصيبة!!

أساتذة المدارس كان لهم تقييمهم للموقف، ويذهب المعلم – مدرسة الكلاكلة النموذجية بنين صابر أحمد في حديثه لـ(السوداني)أمس، إلى أنَّ هذه الفترة تعتبر الأسوأ بالنسبة للطلاب خصوصاً تلاميذ الصف الثامن لمرحلة الأساس، والثالث الثانوي، لأنهم قبل أن (يفيقوا) من إجازات الـ 18 يوماً للدورة المدرسية (المرحلة الثانوية)، باغتتهم إجازة الاحتجاجات التي جابت الشوارع لتشوش بدورها على الطلاب وتركيزهم، وأضاف: هنالك مقررات لم تكتمل وما اكتمل منها غير مُجوَّد كما كان في الأعوام السابقة.

صابر توقع أن ينعكسُ كل ذلك على أداء الطلاب في الامتحان التجريبي، وأضاف: (باعتباري واحداً من المصححين فقد اطلعتُ على أوراق كثير من الطلاب وإجاباتهم كانت سيئة جداً والأداء محبط). مشيراً إلى أن الطلاب يحتاجون لمتابعة لصيقة لتطوير مستوى التركيز لديهم، وقد كان ذلك واضحاً من خلال الامتحانات، عازياً غياب التركيز لكثرة الإجازات.
ويرى صابر أن الخيار أمامهم كمعلمين هو الاجتهاد مع الطلاب خلال فترة الشهر المتبقي لامتحان الشهادة لتعويض ما يمكن تعويضه، منوهاً إلى أن كثيراً من الطلاب انصرف فكرهم في الفترة الأخيرة إلى ما يدور في الشارع من أحداث خصوصاً (الذكور)، الذين يقررون في بعض الأحايين الخروج من تلقاء أنفسهم قبل انتهاء اليوم الدراسي وذلك للحاق بالشارع، مشيراً إلى أن البنات أكثر التزاماً من زملائهم الأولاد، لأنهن يجتهدن في المدرسة والمذاكرة الجماعية.
من جانبه يذهب مدير مدرسة الصواهل بأم درمان ياسر هاشم في حديثه لـ(السوداني) أمس، إلى أن الأوضاع التي شهدتها البلاد مؤخراً انعكست على العام الدراسي، وأنه لأول مرة يلاحظ غياب من الامتحانات وسط الطلاب لا سيما (الإناث)، مستدلاً بغياب (7) طالبات بمدرسته من الامتحان التجريبي. وأضاف: عند سؤال الأسر عن الغياب وجدنا بعضهم متخوفين مما يحدث في الشارع وأن خروج بناتهم ربما يعرضهن للخطر، والبعض الآخر يقول إنهم غير مستعدين للجلوس لهذا الامتحان. أما بالنسبة للأولاد فهنالك غياب لكنه معقول مقارنة بالأحداث التي تشهدها الشوارع ومشاركة الشباب في صناعتها. وأكد أن هناك مواداً لم يتم تغطيتها حتى الآن مثل (الكيمياء ــ التربية الإسلامية ــ العلوم الهندسية) مشيراً إلى أنهم سوف يجتهدون لإكمالها خلال هذا الأسبوع لأن الفترة القادمة ستكون للمعسكرات.

تقرير : ياسر الكردي

الخرطوم (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى