الهندي عز الدين

مصر .. دولة البصر والبصيرة !

يصل رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” اليوم إلى القاهرة ، في زيارة تمتد لساعات ، يلتقي خلالها الرئيس المشير “عبدالفتاح السيسي” رئيس جمهورية مصر العربية ، في إطار برامج الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين ، فقد زار “السيسي” الخرطوم في أكتوبر الماضي .

لا شك أنها زيارة مهمة وفي وقت يستدعي المزيد من التواصل والتشاور والتضامن ، وتأكيد الموقف المصري الثابت والداعم لأمن واستقرار السودان .
كانت مصر سباقة كعادتها ، بإرسالها وفداً رفيعاً إلى الخرطوم خلال هذه الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ، ضم وزير الخارجية ومدير المخابرات ، وأكد الوزير “سامح شكري” وقوف الدولة المصرية مع السودان وثقتها في قدرة حكومتنا على تجاوز هذه الأزمة .

لم تخيب مصر ظننا فيها ، فعندما كانت وما تزال بعض الأنظمة العربية والأفريقية التي يحكمها شباب حديثو التجربة مثل أمير قطر ، تتوهم اعتماداً على معلومات غير دقيقة أن الحكم في السودان آيل للسقوط ، فوجهت فضائياتها لتسخين (الثورة) في السودان ، كانت السلطة في مصر واعية ومتعقلة وحكيمة ، تبصر البعيد .. بعين زرقاء اليمامة ، فنأى الإعلام المصري بكل شاشاته (المائة وخمسين) ، وإذاعاته الغزيرة ، وصحفه واسعة الانتشار عن الخوض في وحل احتجاجات السودان التي لن تسقط نظاماً راسخاً وقوياً .

لقد ظللتُ عبر (المجهر) أنافح لعامين طويلين عسيرين عن العلاقات الإستراتيجية بين السودان ومصر ، وكانت تُكذبني السلطة في الخرطوم ، وكان يتهمني السفلة هنا وهناك بالعمالة لمصر ، ولكنني كنت أُبصر كما تبصر زرقاء اليمامة أن الأيام ستكشف لحكومتنا وحكومتهم ، لمخابراتنا ومخابراتهم ، أن المؤامرات الصغيرة لن تصمد في وجه فيضان النيل ، ولن تقوى على مخالفة مسار الطبيعة ، ولن تستمر عكس الرياح ، وهاهي مصر تقف إلى جانبنا في هذا المنعطف التاريخي بالغ الخطورة ، تؤازرنا يوم أن تملّص عنا الآخرون من الذين لا يُحسنون قراءة التفاصيل، فتعميهم العناوين ، فيتعجلون الحكم والتدبير !!

مصر .. دولة الحضارة وبلد الفراعنة والسلاطين والملوك ، تعرف بخبراتها وتاريخها وبصيرتها .. كيف تتخذ القرار .. ومتى تتخذه .. وماذا تريد من ورائه .
مصر الدولة لا يمثلها رهطٌ من باحثي مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية رغم أنه يتبع للحكومة ، فهؤلاء المتسورون لحائط بلادنا ، الحاشرون أنوفهم المزكومة في قضايانا الداخلية أمثال “هانئ رسلان” ، “حلمي شعراوي” و”أماني الطويل” وغيرهم ، خرجوا و- يا للعجب – من رحم شمولية الحزب الوطني في مصر ، هم عبدة نظام التوريث وهتيفة “جمال مبارك” وأمانة السياسات ، فعلام يحدثون شعب السودان عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ؟!!

لا شأن لكم ببلادنا ، إلا في إطار التعاون لتطوير العلاقات في إطار خطط الرئيسين “البشير” و”السيسي” ، أما غير ذلك فأنتم مخربون للعلاقات ، متآمرون على برنامح الرئيس “السيسي” للتكامل بين البلدين .
زيارة موفقة سيادة الرئيس “البشير” .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى