الفاتح جبرا

ديل مانحنا

للشيخ شمس الدين ابن القيم الجوزية (691 هـ – 751 هـ) وهو عالم من علماء المسلمين المعروفين بيت شعر حاز إعجاب الناس، وحلا لهم وأكثروا من الإستشهاد به بين الفينة والأخرى وهو :
إن كنت (ما) تدري فتلك مصيبة …. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

والمعنى واضح (كما يقول البروف عبدالله الطيب) وهو : إن كنت لا تعلم بهذا الأمر الشديد الأهمية لك فهي مصيبة (كارثة يعني) ، وإن كنت تعلم بهذا الأمر المهم ولا تعيره اهتمامك فلاشك ان الأمر أشد وأدهى (من الكارثة ذات نفسها)!

هذا ما إنطبق تماماً على (شرطة السودان) ممثلة في شخص الأخ الصديق اللواء الدكتور هاشم علي عبدالرحيم المتحدث الرسمي بإسمها والذي أوضح في بيان للصحفيّين أنّ (الشّرطة فرّقت تجمّعات غير قانونيّة الخميس الماضي في الخرطوم، وأصيب عدد من المواطنين ورجال الشّرطة، والخميس توفي أحد المصابين، وفجر اليوم توفي مصاب آخر) مشدداً على أنّ المتوفين اثنان وليس ثلاثة، مضيفا أنّ الشّرطة فرّقت التجمّعات باستخدام الغاز المسيل، لا بالرّصاص الحي. وقال (أشدّد الشرطة لم تستخدم الرصاص الحي) !

الواقع الذي رآه العالم كله عبر الفيديوهات المتداولة (وأكيد أخونا اللواء هاشم شافو) هو أن هنالك جهات ترتدي زياً رسمياً (وأخرى مدنياً) تقوم بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين فتردي بعضهم (قتلى) والبعض (جرحى) كما تقوم بضرب الآخرين (دون رحمة) بالعصي والهراوات وتقوم بإجبارهم على الركوب في (بكاسي دون لوحات) بل أن بعض هذه القوات التي ترتدي زياً نظامياً قد قامت بالتعدي على المنازل ودخولها (عمداً) منتهكة حرماتها (وكلو بالفيديو) !

طيب يا سعادتك وأنت تشدد على أن الشرطة لم تطلق الرصاص الحي وتعترف بان هنالك (قتيلان) أليس من المفترض أن تخبرنا عن هوية من أطلق عليهما الرصاص؟ إليس من واجبكم كشرطة تأمين مثل هذه (التجمعات) والقبض على حاملى ومستخدمي الأسلحة النارية (وغير النارية) حفاظاً على أرواح أبناء هذا الوطن؟

إن مجرد (التنصل) من إستخدام الرصاص الحي يا سعادتك لا يعفي الشرطة من عدم القيام بواجبها تجاه تأمين المواطنين المتظاهرين (سلمياً) ، والعمل على سلامة أرواحهم وأجسادهم ومنازلهم وممتلكاتهم ، كما إن التأكيد من (عدم إستخدام الرصاص الحي) دون التعرض إلى (الفاعل) من شانه هز الثقة و(المصداقية) التي قامت الشرطة بإرسائها خلال تاريخها الناصع الطويل من خلال الأدوار المتعاظمة في تحقيق أمن المواطن منذ فجر الاستقلال وحتى يومنا هذا في مهنية عالية .

من المحزن جداً سعادة اللواء أن يكون لسان حال الشرطة (الحارس الأمين) هو:
(نحنا ما ضربنا ذخيرة حية .. شوفو الضرب منو؟) … و(نحنا ما أتهجمنا على البيوت .. شوفوا الإتهجم منو؟) .. (ونحنا ما ضربنا المتظاهرين .. شوفو الضربهم منو؟) لأنو كده (والبواضح) الشرطة ممكن تكون في خدمة (أي حاجة) لكنها بالقطع ليست في (خدمة الشعب) !

كسرة :
(الرصاص ده خليناهو) طيب ما هو موقف الشرطة من إنتهاك حرمة منازل المواطنين (الموثقة) ؟ وهل تم القبض على الجناة ؟ أم أن الإجابه سوف تكون : (ديل ما نحنا؟)
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو شنووو؟ 104 واو – (ليها ثمانية سنين وثمانية شهور)؟ .. فليستعد اللصوص !

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى