تحقيقات وتقارير

المهدي والخطيب.. سر الصمت المريب؟

دخلت الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد أسبوعها الرابع منذ بدايتها في 19 ديسمبر، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية، ثم تحولت المطالب لسياسية، مما دعا السلطات للتعامل معها بعدة أساليب أبرزها الأسلوب الأمني من خلال اعتقال عدد من قيادات الأحزاب السياسية، مثل عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني، وعلي الريح السنهوري ومحمد ضياء الدين، بيد أن عدداً من زعماء القوى السياسية لم تطلهم الاعتقالات رغم وجود ترجيحات بوقوفهم خلف تحريك الشارع، ولكنهم لاذوا بالصمت، فكان أبرزهم سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي.

الصمت بيان

يقول أهل البيان إن الصمت في معرض الحاجة لبيان (بيان)، لذا يعد صمت الصادق المهدي والخطيب في وقت الحاجة لحديثهما بياناً، المهدي اكتفى بعقد مؤتمر صحافي في بداية التظاهرات وقال رأيه فيما يحدث، بعدها مارس فضيلة الصمت الطويل، واكتفى حزبه بإخراج البيانات الصحافية بعضها كان يؤيد الحراك الجماهيري ولكن ليس بصورة حاسمة.

بينما ظهر الخطيب في مؤتمر صحافي تناول ما يحدث في الشارع قبل أن يعلن رفضهم لخروج بعض الأحزاب من الحكومة وعدم ترحبيهم بالخارجين من صفوف الحكومة.

نقد كثيف

تعرض الإمام الصادق المهدي لهجوم عنيف في أعقاب مؤتمره الصحافي الذي خصصه للحديث عن التظاهرات، حيث وصف المهدي ما يحدث (بدخان المرقة)، وقال إنه يريد أن يعرف إلى أين تمضي التظاهرات، من ثم الانخراط في صفوفها، حديث المهدي قوبل بنقد كثيف من قبل المتظاهرين خاصة عبر وسائط التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها، كذلك عدم ترحيب محمد مختار الخطيب بمجموعة مبارك الفاضل وغازي صلاح الدين التي غادرت صفوف الحكومة قوبل بنقد كثيف واعتبره البعض حديثاً إقصائياً يجعل بعض الأحزاب تتردد في الخروج من صفوف الحكومة.

لماذا الصمت؟

يتساءل البعض عن سر صمت قيادات حزبية بقامة الصادق المهدي ومحمد مختار الخطيب في الوقت الراهن، وعدم الخروج للشارع وتعبئة المتظاهرين، ويرى خبراء أن الحزب الشيوعي السوداني يريد أن ينأى بنفسه عن التواجد في كابينة التظاهرات حتى لا يتم اتهامه بأي تخريب يحدث أو وصم المحتجين بأنهم أذيال شيوعيين. بينما يرى البعض أن زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي لديه طريق ثالث يسعى لتطبيقه وهو مقترح حكومة قومية برئاسة متفق عليها، حيث أعلن المهدي عقب عودته من هجرته في مخاطبة جماهيرية أن الحل يتمثل في طريق كتابة صيغة عقد اجتماعي يوقع عليها كل الزعماء السياسيين وقادة المجتمع المدني وكل ألوان الطيف السوداني وتسلم لرئيس الجمهورية، وأطلق عليها وثيقة الخلاص الوطني، بيد أن الحراك الجماهيري المتصاعد أدى لتعليق مبادرة المهدي إلى حين إشعار آخر.

فاعلية جماعية

حول صمت المهدي والخطيب، يقول أستاذ العلوم السياسية عبد الله آدم خاطر إن أحزابهم تعمل في الشارع، مشيراً لتواجد عدد من عضوية حزب الأمة في مواكب التظاهرات الماضية، وأضاف خاطر لـ(الصيحة): كذلك الشيوعي موجود في الحراك الجماهيري وفاعل فيه، بالتالي لا حاجة لوجود المهدي والخطيب في قيادة مواكب المتظاهرين، وقال وجودهم في مواكب التظاهرات ربما يعرضهم للاعتقال.

نظرة مستقبلية

خاطر ينظر أيضاً لصمت المهدي والخطيب من زاوية أخرى، إذ يقول إن الصادق المهدي لديه رؤية خاصة للحوار مع الحكومة من خلال قيادته لتحالف نداء السودان أو عبر حوار ثنائي بين الأمة القومي والمؤتمر الوطني، ويرى خاطر أن عدم اعتقال السلطات للمهدي يعتبر عربوناً لحوار قادم.

في ذات السياق، يرى خاطر أن الشيوعي لديه شروط للتحاور مع الحكومة بالتالي قدمت له الحكومة عربوناً بعدم اعتقال سكرتيره الخطيب للتحاور معهم مستقبلاً، وشدد خاطر على أن وجود المهدي والخطيب خارج المعتقل لا يعني عدم فاعليتهما، بل هي نظرة حكومية لحوار مستقبلي.

ويضيف خاطر: الخطيب والمهدي لهما ارتباط قوي مع المجتمع الدولي، وتواصل من أجل تحقيق العملية السلمية في السودان والحكومة حريصة على عدم تحطيم جسور التواصل مع قيادات لها علاقات سلمية مع المجتمع الدولي.

تقرير : عبدالرؤوف طه
الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى