ناهد قرناص

الألم في مواضع الكلم

العبارة أعلاه تمثل عنوانا لكتاب انوى لو امتد بي العمر ..ان اجمع فيه تصريحات ومقولات …واقاويل (هناك فرق بين مقولات وأقاويل ..لكن تلك قصة أخرى) ..عبارات وكلمات خرجت من افواه اصحابها ..و عجزوا ان يرجعوها او يتراجعوا عنها ..وهي في المقابل شكلت تاريخهم ..,صنفت مواقعهم حين تمايزت الصفوف ..ورفعت الاقلام وجفت الصحف ..ربما (الله يدي العمر والعافية ) اتبعه بكتاب اخر بعنوان (التكوير والتدوير في فقه التبرير ) اذ ان الشخصيات التي جرى الحديث عنها عاليه ..تحتاج دائما لمن يبرر حديثها او مقولتها ..والتبرير محتاج تدوير ..والتدوير محتاج تكوير ..والمفتاح عند النجار ..وكدا يعني .

في خضم الاحداث ..والشارع محتقن ..والايام تأتي بكل جديد ..خرج علينا السيد الفاتح عز الدين شاهرا سيفه يهدد بقطع الرؤوس لكل متظاهر خرج احتجاجا على سوء الاوضاع وضيق الحال ..السيد الفاتح عز الدين .فات الكبار والقدرو ..عندما هدد وتوعد ..وأرغى وأزبد ..معطيا فترة زمنية قصيرة (اسبوع بس ) هذا وقد كنا في حيرة من أمرنا ..ذلك ان سؤال واحد يتردد في أذهاننا (هو دا نائب معانا دا؟ ؟ ) اليس من المفترض ان يكون نائبا عن الشعب ؟ ولا في خلط في المهام ؟ ..نود نحن الشعب ان نرسل رسالة للسيد النائب انه ليس في أي موضع تنفيذي وليس موظفا في وزارة ذات صلة بالامن أو الدفاع ..هذا ما يعنينا كمواطنين ..اما فكرة انه المسؤول عن قطاع الفكر والثقافة في الحزب الحاكم ..هذا شأن حزبي خاص لا علاقة لنا به ..وان كنا من باب المناصحة نقول لهم (شوفوا زول تاني ..ذلك ان الشتارة في الحديث غير مستحبة في منصب كهذا) ..لكن ما علينا ..المهم انه منصبه الحزبي لا يخول له الحديث علنا عن الاوضاع الامنية او الشؤون الداخلية للبلاد ..انتهينا.

الطريف ان السيد الفاتح هو نفسه الذي صرح قبل سنوات انهم لن يسمحوا بدفن المعارضين في أرض السودان؟؟ يبدو ان صديقنا اتته اشارة من جهة ما ..انه قد امتلك أرض السودان لذلك هدد وتوعد الذين يهتفون منادين بفجر جديد .. لكن المتامل في تبعات تصريح السيد الفاتح الاخير ..هو التفسير الذي خرج به بعد ان قال كلمته وتناقلتها الأسافير ..ذلك انه لم يكن يقصد الشعب السوداني ..بل كان يقصد المخربين ..والمندسين !! يبدو انه نسى انه لم يكن ينطق باللغة المروية ..او الهيروغليفية ..فقد تحدث الرجل باللغة العربية وهي لغة اغلب سكان البلاد ..وهو ايضا لم يستخدم مفردات غريبة او متقعرة ..لم يلجأ للجناس والطباق او اي نوع من انواع البلاغة من شاكلة (اطلق الجزء وأراد الكل) ..وناس التورية والاستعارة المكنية وهلم جرا ..فما الذي يجعلنا نخرج حديثه عن صياغه ونفهمه على غير ما اراده ؟؟

..هذا وقبل ان تهدأ الأسافير جراء تهديداته ..خرج الرجل علينا مبشرا بقرب انتهاء ازمة السيولة مصرحا بان الماكينات ستطبع النقود (رب رب رب ) وانه لن تكون هناك ازمة كاش بعد الان ..ليت الذين يبررون له اقواله ..ويسوقون له الأعذار ..ليتهم يشرحون له ( الحاصل ) حتى لا يدخلهم في نوبات احراج كهذه ..يعني المشكلة كانت طباعة وحبر ؟!! طيب (ما كانش حد غلب ) ..رجاء.. احكوا له عن قصص الطباعة على المكشوف .. انعدام الغطاء الذهبي والتضخم والحصار الاقتصادي ..والحاجات دي ..حتى لا نفاجئ غدا بتصريح اخر من نفس الفصيلة وذات العينة ..اما من ناحيتنا نحن جماهير الشعب السوداني ..فهي رسالة واحدة لسعادة النائب .. (انطق جميلا ..او تجمل بالسكوت ).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى