الطاهر ساتي

نموذج قيادي ..!!

:: ومن أخبارالأمس، ما يسمونها بالإحتجاجات بالخرطوم بحري، ثم ما يلي بالنص : تصريحات الدكتورالفاتح عزالدين لا تمثل السياسة الرسمية للدولة، ولم تصدر عن المتحدث الرسمي لحزب المؤتمر الوطني .. وعليه، فان ( الشينة منكورة)، ومن الطبيعي أن يصف الحزب الحاكم حديث كادره الموصوف بالقيادي الفاتح عزالدين بالموقف الشخصي، و انه لا يمثل الحزب، أو كما وضح محمد المصطفى الضو، نائب رئيس القطاع السياسي بالحزب الحاكم، لصحيفة (مصادر)..!!

:: فالقيادي بالحزب الحاكم الفاتح عز الدين كان قد (هرج كثيراُ)، ثم هدد بقطع رقاب من يحتجون، ولم يفعل أي شئ لمن خرجوا – تحت سمعه وبصره – بالخرطوم بحري، ولن يفعل، فالرجل الذي لا يعف عند المغنم من الذين يلوذون بالديار والعسس حين يحتدم الوغى.. وكما تبرأ حزبه من تصريحاته (الشتراء)، كان يجب أن يكون هناك عدلاً يتساوى أمامه الفاتح عز الدين و كل من يتم القبض عليهم بتهمة التهديد وإثارة الفتن وغيرها من مصادر المخاطر، ولكن هذه المساواة لم – ولن – تحدث.. !!

:: والمهم..ما كان يجب أن نسترق السمع لحديث عز الدين، أو نتأثر به لحد الغضب، فالرجل مصاب بالحديث (اللا إرادي )، ومن النوع يتكلم ما يمكن وصفه بال (كلام ساكت)، أي لامعنى لحديثه ولا جدوى ولا تأثير .. وهذا التهريج ليس الأول، إذ خرج قبل سنوات للناس – وكان رئيساً للبرلمان- قائلاً : (سيأتي يوم لن يجدوا فيه أحداً يقبل الصدقة في السودان)، هكذا وعد الناس والبلد بولاية الجزيرة في ( ذات كذبة).. ولحسن حظه لم يحدد اليوم الذي يتساوى فيه كل أهل السودان في الرخاء لحد رفض الفقراء للصدقات، بل تركه لذمة التاريخ حين قال (سيأتي يوم).. ربما يأتي هذا اليوم، ولكن ليس في حال أن يكون عز الدين (مسؤولاُ )..!!

:: وبالمناسبة، ليس وحده، كان قد سبقه بعد نيفاشا مباشرة، علي عثمان محمد طه بالنص: (أجمل أيام السودان لم تأتِ بعد)، فوثقته مجلة الخرطوم الجديدة التي كان يرأس تحريرها الأخ الطاهر حسن التوم.. ثم جاءت أيام نيفاشا، وما بعدها، وفقدنا الجنوب.. ثم انتقلت الحرب إلى جنوب جديد، أي جنوب كردفان والنيل الأزرق.. وقبل هذه وتلك، اشتعلت دارفور.. ثم ارتفع معدل الموت والنزوح واللجوء والفقر والفساد لحد اللامعقول.. ولا يزال الحال، سياسياً كان أو اقتصادياً، في محطة البؤس والقبح وقتل الناس بالرصاص إذا ما عبروا عن جوعهم صراخا.. فهل ما نحن عليه نحن اليوم من حال هو أجمل الأيام التي وعدنا بها قائد كتائب الظل ..؟؟

:: على كل، عندما يحاضر عز الدين الناس -بصفة قيادي -نتذكر ( واقعة موثقة).. قبل سنوات، تقدم المواطن الدكتور الفاتح عزالدين بطلب للمجلس القومي للصيدلة والسموم، للسماح له بإستيراد وإستخدام أجهزة طبية مستعملة في المركز التركي الخاص به، بصفته رئيس مجلس إدارة المركز، ورفض المجلس طلبه، ولكنه – رغم الرفض – نجح في إستيراد وإستخدام الأجهزة، فأنتبهت السلطات إلى المخالفة، وأمرت المركز بالتخلص من الأجهزة، وذلك من أجل سلامة المواطن.. ليبقى السؤال، هل تخلص الفاتح عز الدين ومركزه من تلك الأجهزة (الاسكراب) ؟، وهل اعتذر للناس والقانون؟.. أم صارت مخالفة القانون – والتلاعب بصحة الناس – من صفات ( القيادي) ..؟؟

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى