يا الخضر !!
*ولا نعني نبي الله الخضر بالطبع..
*وإن كان الآخر الذي نعنيه يتمنى لو أنْ أُوتي مثلما أُوتى الأول… ربما..
*إذن لقتل كلاً من الجزيرة…والعربية…والبي بي سي..
*بل لقتل فضائيات الخارج كافة…التي أولت اهتماماً لأحداث السودان الأخيرة..
*ثم قال : خشينا أن ترهقنا طغياناً وكفرا..
*أو بحسب مفرداته التي جاءت في سياق هجومه المحموم عليها : بهتاناً وبترا..
*فهو يرى أن هذه القنوات بهتت الحكومة…وبترت الأحداث..
*لم تنقل الأحداث كما هي – يقول – وإنما شوهتها لصقاً…ولزقاً…ومزجاً… وتكراراً..
*وكان ذلك خلال مقابلة مع فضائية عربية شهيرة..
*وأفحمه مذيعها الفصيح قائلاً : قنواتكم لا تنقل…وقنواتنا لا تسمحون لها بالنقل..
*فنعتمد إذن – يواصل المذيع – على كاميرات الهواتف النقالة..
*وكان بمقدوره أن يُفحمه أكثر…لولا أنه خشي أن يُتهم بالتحامل الشخصي؛ ربما..
*التحامل على حكومة الخضر؛ كشأن المندسين…ودول الحصار..
*كأن يقول مثلاً : أنتم ما زلتم في محطة تعاطٍ إعلامي تجاوزها قطار الزمن..
*محطة ما قبل الفضائيات…والفضاءات…والجوالات..
*محطة التلفزيون الرسمي…والناطق الرسمي…والبيان الرسمي…والخبر الرسمي..
*فهذا زمان يصعب فيه كبت الأحداث…وتكميمها..
*أو محاولة تجميلها…أو تقليلها…أو تلوينها ؛ فما عاد الزمان هو ذاك الزمان..
*ومن المؤسف ألا يدرك ذلك عبد الرحمن الخضر..
*رغم حمله شهادة دكتوراة…وشغله منصب أمين السياسية بالحزب الحاكم..
*ولكن من (الطبيعي جداً) أن يدركه مسؤول إعلام الحزب..
*فإبراهيم الصديق غاضبٌ أيضاً من تناول هذه الفضائيات لأحداث السودان الأخيرة..
*فهو كان مسؤولاً كبيراً بتلفزيون الدولة الرسمي..
*ويعلم أن شاشته دوماً في وادٍ…والأحداث التي تجرح خاطر الحكومة بوادٍ آخر..
*وعند تفجر أحداثنا هذه كانت فضائية السودان تتفجر غناءً..
*وعندما انتهى الغناء تفجرت – وانفجرت – كلاماً سياسياً كثيراً…ومملاً… وسخيفاً..
*لم ترد فيه إشارة واحدة إلى أحداث الشارع..
*طيب ماذا يفعل العالم – بل وحتى شعب السودان – حيال مثل هذه الحالة (الطناشية)؟..
*ما من سبيل أمامهما سوى (ميديا) لا تخضع للرقابة..
*وهي مثل السيل ؛ تحمل ما ينفع الناس….وتحمل – في الوقت ذاته – الزبد..
*فلا سبيل في عصرنا هذا سوى إتاحة (التنفس)..
*أن يتنفس الناس…والإعلام…والفضاء…و حتى تلفزيونات الدولة الرسمية..
*لا أن تبدو كتلفزيون إبراهيم الصديق (المكبوت)..
*ولا أن يبدو أمين السياسة – الخضر – كجوبلز…والصحاف… ومحمد سعيد..
*وغضب الخضر هذا الآن لن يؤثر في فضائيات الخارج..
*اللهم إلا أن يدعو عليها بمثل دعاء جداتنا…زمان..
* أن يصيح (يا النبي الخضر !!).