صلاح الدين عووضة

يا الخضر !!

*ولا نعني نبي الله الخضر بالطبع..

*وإن كان الآخر الذي نعنيه يتمنى لو أنْ أُوتي مثلما أُوتى الأول… ربما..

*إذن لقتل كلاً من الجزيرة…والعربية…والبي بي سي..

*بل لقتل فضائيات الخارج كافة…التي أولت اهتماماً لأحداث السودان الأخيرة..

*ثم قال : خشينا أن ترهقنا طغياناً وكفرا..

*أو بحسب مفرداته التي جاءت في سياق هجومه المحموم عليها : بهتاناً وبترا..

*فهو يرى أن هذه القنوات بهتت الحكومة…وبترت الأحداث..

*لم تنقل الأحداث كما هي – يقول – وإنما شوهتها لصقاً…ولزقاً…ومزجاً… وتكراراً..

*وكان ذلك خلال مقابلة مع فضائية عربية شهيرة..

*وأفحمه مذيعها الفصيح قائلاً : قنواتكم لا تنقل…وقنواتنا لا تسمحون لها بالنقل..

*فنعتمد إذن – يواصل المذيع – على كاميرات الهواتف النقالة..

*وكان بمقدوره أن يُفحمه أكثر…لولا أنه خشي أن يُتهم بالتحامل الشخصي؛ ربما..

*التحامل على حكومة الخضر؛ كشأن المندسين…ودول الحصار..

*كأن يقول مثلاً : أنتم ما زلتم في محطة تعاطٍ إعلامي تجاوزها قطار الزمن..

*محطة ما قبل الفضائيات…والفضاءات…والجوالات..

*محطة التلفزيون الرسمي…والناطق الرسمي…والبيان الرسمي…والخبر الرسمي..

*فهذا زمان يصعب فيه كبت الأحداث…وتكميمها..

*أو محاولة تجميلها…أو تقليلها…أو تلوينها ؛ فما عاد الزمان هو ذاك الزمان..

*ومن المؤسف ألا يدرك ذلك عبد الرحمن الخضر..

*رغم حمله شهادة دكتوراة…وشغله منصب أمين السياسية بالحزب الحاكم..

*ولكن من (الطبيعي جداً) أن يدركه مسؤول إعلام الحزب..

*فإبراهيم الصديق غاضبٌ أيضاً من تناول هذه الفضائيات لأحداث السودان الأخيرة..

*فهو كان مسؤولاً كبيراً بتلفزيون الدولة الرسمي..

*ويعلم أن شاشته دوماً في وادٍ…والأحداث التي تجرح خاطر الحكومة بوادٍ آخر..

*وعند تفجر أحداثنا هذه كانت فضائية السودان تتفجر غناءً..

*وعندما انتهى الغناء تفجرت – وانفجرت – كلاماً سياسياً كثيراً…ومملاً… وسخيفاً..

*لم ترد فيه إشارة واحدة إلى أحداث الشارع..

*طيب ماذا يفعل العالم – بل وحتى شعب السودان – حيال مثل هذه الحالة (الطناشية)؟..

*ما من سبيل أمامهما سوى (ميديا) لا تخضع للرقابة..

*وهي مثل السيل ؛ تحمل ما ينفع الناس….وتحمل – في الوقت ذاته – الزبد..

*فلا سبيل في عصرنا هذا سوى إتاحة (التنفس)..

*أن يتنفس الناس…والإعلام…والفضاء…و حتى تلفزيونات الدولة الرسمية..

*لا أن تبدو كتلفزيون إبراهيم الصديق (المكبوت)..

*ولا أن يبدو أمين السياسة – الخضر – كجوبلز…والصحاف… ومحمد سعيد..

*وغضب الخضر هذا الآن لن يؤثر في فضائيات الخارج..

*اللهم إلا أن يدعو عليها بمثل دعاء جداتنا…زمان..

* أن يصيح (يا النبي الخضر !!).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى