محمد عبد الماجد

صف (السكري)

(1)
> حكى لنا بهذا السيناريو المتداخل قائلاً :
> معرفتنا بمرض (السكري) كانت محدودة ، هذا قبل ان يكون لمرض السكري اتحاد ورابطة وجالية ، بل وجماهيرية مستقلة وشعبية عريضة.
> اذكر ان جدنا (ود الابرق) وهو جدنا من ناحية الام ، يلتقي مع عثمان الكريف في الجد الرابع – تلك الانساب لم نكن نفهمها ،لكنها كانت تقال لنا في كل المناسبات ، وعلينا نحن بتقدير ذلك مع كل الاحترام والتقدير – كنا نفعل ذلك بحب كبير.
> جدنا ود الابرق اذكر انه ما نزل يوماً في مجلس ، إلّا ونادى المنادي ان يأتوا له بالشاي و(السكر برة).
> وكان في بعض الاحيان يحمل معه (علبة) خاصة، عليها حبيبات من السكر الطبي.
> يقال لنا ليتبدد استغرابنا ذلك ، ان جدنا ود الابرق عنده (السكري) ، حينها كنا ننظر له بشيء من الشفقة والخوف.
> السكري حينها كان محدوداً لا يظهر إلّا بين (الاجداد) في اوقات متباعدة.
> هكذا بدأت علاقتنا بـ (السكري).
> وتلك كانت حكايته معنا.
> ونذكر مما نذكر ان جدنا (ود الابرق) هذا مع انه في المجالس العامة يحرم نفسه من (سكر) الشاي والقهوة ويشربه ماسخاً ،كان شغوفاً بالحلويات من كل جنس ، يأكل منها باسطتها وطحنيتها وشكلاتتها بغير حذر او حساب.
> كم مرة دخل في كومة سكري بسبب شغفه هذا.
> مع ذلك كان لا ينقطع عن تلك الحلويات التى يأكلها بشراهة كبيرة.
(2)
> الطيب ود السرة بنت خلف السيد ، في ذات صباح خرج من بيته متلفحاً لمجموعة كبيرة من ملابسه القطنية بسبب شدة البرد وقتها.
> خرج الطيب ود السرة بنت خلف السيد وهو لا يشكي من شيء ، (يجر التمساح من بحره) فوجد احد الصفوف التى تمتد امام بصره بفوضاوية ظاهرة.
> حدثته نفسه ان يقف في ذلك الصف الذي يتصارع اهله من اجل بلوغ بدايته.
> وقف الطيب ود السرة بنت خلف السيد في الصف دون ان يسأل عن كينونته وهو يُمنى نفسه بصيد سمين.
> ظل سحابة النهار كلها يزحزح زحيحاً في الصف حتى بلغ مرماه عند غروب الشمس.
> علم قبل ان يمد يده ان ذلك الصف الذي يقف فيه ان ذلك الصف هو صف (مرض السكر) فاسقط عنه كلمة (مرض) وابقى على (السكر) ظناً منه انه سوف ينال حصته من سكر كنانة او حلفا الجديدة او عسلاية ، طالما كان القتال في الصف بتلك الضراوة.
> عندما بلغ الشباك ، طلبوا منه ان يمد يده ، ليطعن على اصبعه ثم حوّل الى صف اخر انتظاراً للنتيجة.
> حتى ذلك الحين كان الطيب ود السرة بنت خلف السيد يعتقد ان حصته من السكر سوف تمنح له ، الى ان ردد اسمه في غرفة خارجية ، ليخبر بانه مصاب بمرض السكر.
> قالوا له ان نتيجة الفحص اكدت اصابتك باربع صلايب سكر في الدم.
> ذهب الرجل وهو يلعن اللحظة التى جعلته يقف في الصف.
> من اين اتوا له بهذا المرض اللعين.
(3)
> اعتقد اننا لو عملنا فحصوات لكل الواقفين في الصفوف الان سوف تثبت نتائج الفحص اصابتهم جميعاً بالسكري.
> السكر والضغط.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى