الطاهر ساتي

كما قال مسار ..!!

:: رئيس لجنة الصناعة والتجارة بالبرلمان، وهو مسؤول حكومي وليس بزعيم معارض أو قائد حركة مسلحة ، يطالب سلطات حكومته بحماية المتظاهرين، ويؤكد بأن التظاهر حق ديمقراطي (مسموح به)، وأن التظاهرات السلمية (لا غضاضة فيها)، وموضحاً بأنها رد فعل لغلاء الأسعار وصفوف الرغيف والسيولة والوقود، وطالب بأن يكون لتلك التظاهرات (قيادة محمية)، وأن تكون مساءلة أمام القانون في حال تم المساس بممتلكات الدولة والمواطن.. ثم طالب رئيس لجنة الصناعة والتجارة بالبرلمان محمد عبد الله مسار – حكومته – بتشكيل لجنة تحقيق حول وفاة المتظاهرين..!!

:: هكذا حديث المسؤول الحكومي مسار، وأهم ما فيه المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة من وكيف ولماذا تم ضرب المتظاهرين لحد الموت والجرح؟.. طلب مسار مشروع، ولكن لن يتحقق.. وبعد أحداث سبتمبر الشهيرة، كتبت عن أغرب ما تم اكتشافه في بلادنا.. (هناك عربات بدون لوحات كانت تضرب في الذخيرة)، الفريق أحمد إمام التهامي، رئيس لجنة التحقيق في أحداث سبتمبر، مُجيباً على سؤال الأخ فتح الرحمن شبارقة بالرأي العام، وكان السؤال: من قتل ضحايا أحداث سبتمبر؟.. وعليه، من أغرب أسباب الوفاة في العالم، هو أن تلقى حتفك برصاص عربات بدون لوحات..!!

:: وبعد دفن المرحوم، يتم تدوين البلاغ ثم إغلاق القضية تحت مادة الوفاة لأسباب مجهولة.. وتعليقاً على حديث رئيس لجنة التحقيق، قلت بأن نتائج لجنة التحقيق – في أحداث سبتمبر – تذكرنا بنتائج البحث العلمي لبعض ذوي الخيال الواسع؛ إذ بحثوا ميدانياً ودرسوا الحالات وفحصوا العينات ثم قدموا بحثهم العلمي لأساتذتهم بنتيجة مفادها: (هذا وقد أثبت بحثنا أن أكثر النساء عرضة للولادة هن النساء الحوامل).. تلاميذ الأساس وأطفال الرياض، وناهيك عن أولياء أمورهم، شاهدوا يومئذ عربات بدون لوحات تصول وتجول وتقتل الناس في الشوارع، فما الجديد في اكتشاف لجنة التحقيق..؟؟

:: وعليه، بالأمس واليوم، فالناس ليسوا بحاجة لمعرفة إن كانت العربات التي استهدفت المتظاهرين بلوحات أو بدونها، بل هم بحاجة لمعرفة سائقي تلك العربات، ومن كانوا على ظهورها يطلقون الرصاص، ثم هويتهم وأسباب ذاك الانتقام الجهير، أو هكذا مهام لجان التحقيق والتقصي في أحداث كهذه.. وكالعادة، كما حدث في أحداث سبتمبر، فلن يقدموا للناس حجم الضحايا في أحداث اليوم (كما هو).. وبغض النظر عن صحة الرقم السابق والمرتقب، أليس معيباً أن يتم دفنهم ودفن قضيتهم بتقرير كذاك الذي تحدث به الفريق التهامي، بحيث لا يكشف لأسرهم (الجاني)، لتقتص بالقانون أو لتصفح..؟؟

:: قالوا إن الشرطة والنظامية الأخرى تعاملت بمهنية عالية في الأحداث، وتحلت بضبط النفس.. حسناً، ولكن من المهنية أيضاً أن تضبط الشرطة ذاتها – وأجهزة الدولة الأخرى – هوية العربات التي لا تحمل لوحات قبل أو عند أو بعد تسببها في حصد الأرواح بالرصاص.. فالأحداث -سبتمبر وديسمبر -لم تحدث في دولة مجاورة، ولا كان الموت والجراح خارج دولة الشرطة والأجهزة التي تتم تبرئتها دائماً.. وكما قال مسار فإن تبرئة الشرطة -وكل الأجهزة النظامية – من الأحداث لا تعني إسقاط المسؤولية عنها، إذ هي الأجهزة التي تقع عليها مسؤولية حماية المواطن من عربات بدون لوحات، وغيرها من مصادر الجرح والموت..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى