*ولا أعرف أين هو هذا الوادي..
*ولا أعرف حتى إن كان نطقي له صحيحاً… رغم مكثي بين بني شائق حينا..
*ولكني أعرف إنه ورد في أغنية للراحل عبد الرحمن بلاص..
*والمقطع الذي ورد فيه اسم الوادي يقول :
يا ود اللريل الفي وادي كبنا………. واناري..
جرينا… جرينا… لامن سال عرقنا…. واناري..
*وفي رواية أخرى : شتيلة المشرق… بدلاً من ود الأريل..
*والآن نحس بمثل جري الذين قصدوا وادي كبنا هؤلاء… ونستشعر عرقهم ذاته..
*فقد تقطعت أنفاسنا… وسال عرقنا ؛ ونحن نجري..
*نجري – في كل مرة – نحو وادٍ نظنه كبنا… وبه ود ريل…فإذا هو ود (بعشوم)..
*بل إن من ورد ذكرهم في الأغنية أفضل حالاً منا..
*فبعد كل جريهم هذا – وعرقهم – سيسعدون برؤية ود الريل… أو شتيلة المشرق..
*أما نحن فلا نعثر حتى على شجيرة عُشر…أو صبار..
*ودون كثير جري في (وادي) المقاربة نأخذ آخر مثال فقط… من أمثلة عديدة..
*فمنذ سنوات ندعو إلى إلغاء مهرجانات السياحة والتسوق..
*أو الاسم الصحيح لها : مهرجانات الطرب… والرقص… والفشل… و(السفه)..
*والسفيه لغةً – وديناً – هو من يبدد المال في (الفارغة)..
*سيما مع مثل حالات الفقر… والجوع… والشح… والفشل…… التي تعيشها بلادنا..
*فكل قرش أولى به هذه الحالات… وأولى به الشعب المطحون..
*ولكن من بين مسؤولينا – وولاتنا – من يرى أن الأولى بها بهجة (الهجيج)..
*أولى بها نانسي… وإنصاف… ودوشكا… وهدى عربي..
*ومن قبل ذلك – وبعده – أولى بها نفوسهم الأمارة بالجبجبة… في زمن المسغبة..
*طيب ؛ لقد جرينا جرينا لامن سال عرقنا… في هذا الوادي..
*وادي الأمل ؛ الأمل في إيقاف هذا الاستفزاز لمشاعر الناس… وإشعارهم بالأمل..
*ولو بعض أمل… في إمكان أن (يحس) بهم النظام..
*أما إحساسهم الحالي تجاهه فهو إنه (منفصم) عنهم تماماً….. وعن والواقع..
*وقمة الانفصام الرقص وسط أنين الآهات…في المهرجانات..
*وصدر قرار الإيقاف أخيراً… ولاحت بارقة أمل أمام أعين المسحوقين الغائرة..
*ثم لم يلبث الناس أن فوجئوا باستثناء مهرجان إيلا..
*وقبل أن يتلاشى وجع الإحباط في قلوبهم فوجئوا باستثناء مهرجان تهارقا أيضاً..
*ثم أعقب ذلك حديث عن استثناء ثالث ؛ مهرجان الشرق..
*وما زال بقية عاشقي النغم… في زمن الألم… يواصلون جهودهم لاستثناء مهرجاناتهم..
*وعما قليل تعود كل المهرجانات… ولن يعود هناك (قرار إيقاف)..
*وتم إرجاع عربون هدى إليها… بعد أن كانت أرجعته لمنظمي مهرجان إيلا..
*قيل لها بفرح : أمسكي عليك عربونك… فالهجيج قائم..
*ونحن عذابنا قائم… ووجعنا قائم… وفقرنا قائم ؛ وكل شيء محبط قائم إلا (قوائمنا)..
*فقد أعياها الجري – مع سيلان العرق – في وادي كبنا..
*أو…….. وادي (كبوبنا) !!.