محمد عبد الماجد

إدريس حسن آخر الصحافيين المحترمين

(1)
> لم أحظ بالتتلمذ على يد الأستاذ إدريس حسن ، ولم أنعم بأن تفرض عليّ سلطة إدريس حسن في (رئاسة التحرير) ، لكن ونحن في صالات تحرير أخرى، وفي صحف لا سلطة لإدريس حسن عليها، كنا نرتعش عندما تأتي سيرته وتصيبنا الربكة والهلع من مدرسة (الانضباط) التي أشاعها إدريس حسن في الصحافة السودانية، وكان رائدها الذي عرف بها، فقد أدخل إدريس حسن (الربط والضبط) في الصحافة السودانية دون الاستعانة بالبزة العسكرية، ودون أن ينقص الصحافة شيئاً من حرياتها ومن شفافيتها التي تعرف بها.
> عندما كان إدريس حسن رئيساً لتحرير صحيفة (الرأي العام)، كنا نضع في الاعتبار من الرهبة والاحترام ، أن هذا الذي نكتبه يمكن أن يقع في عين إدريس حسن فنضع لذلك ألف اعتبار.
(2)
> سيرة إدريس حسن في (الانضباط) ، فرضت على كل أهل الصحافة ، وهي سوف تمتد حتى لأجيال قادمة لم تشهد إدريس حسن، ولم تعرف عنه ، ما أشيع عن الرجل وعن (استاذيته) التي أعطت كلمة (أستاذ) في الصحافة السودانية ثقلها ومكانتها ووزنها الرفيع.
> إذا كانت كلمة (الأستاذ) في مصر تطلق على الصحافي الراحل محمد حسنين هيكل ، فإنها هنا لن تجد أفضل من إدريس حسن ليشغلها ، بل وليضيف إليها، فقد كان إدريس حسن مدرسة (الأستاذ) في الصحافة السودانية بكل شموخه وهيبته ومعرفته.
(3)
> منح إدريس حسن الصحافي السوداني ذلك القدر الكبير من الاحترام والتقدير الذي يجده من الجميع.
> ومنح إدريس حسن الصحافي السوداني كل تلك الثقة والاعتزاز بالنفس، يخيّل إلي اننا بدون إدريس حسن سوف نفقد بطاقة الصحافي السوداني هيبة وسلطة (الرجاء تسهيل حامل هذه البطاقة).
> بل إن (الرجاء) نفسه عند إدريس حسن لا وجود له، ولا هو وسيلة أو سبيل للحصول على (خبر) أو إنجاز مهمة صحفية يصل لها إدريس حسن ويحصل عليها عنوة واقتداراً.
(4)
> في زقاق (الرأي العام) ، مازلت أذكر (الهيبة) التي كان يمضي بها إدريس حسن في الممر ، ونحن نراقبه من على بعد بإعجاب لا يخلو من الخوف.
> كان كل الشارع يشير في همس إليه ، ليعرف الداني والقاصي أن ذلك هو (إدريس حسن) أفضل من شغل منصب (رئيس تحرير) وأقوى من منحه كل ذلك (الشموخ).
> الأجمل من كل ذلك، أن إدريس حسن وصل لمنصب رئيس التحرير خدمة عرق جبين، كان حتى وهو في أرفع المناصب يبذل بنفسه الغالي والنفيس من أجل الحصول على خبر.
> كان (مخبر) صحفي حتى وهو (رئيس تحرير) تقوم الدنيا وتقعد في كلمته.
> نحن كنا من السعداء أننا عملنا في الصحافة السودانية في عصر إدريس حسن ومحجوب محمد صالح، فهما قد أعطيّا للصحافة وللوطن ولم يستبقيا شيئاً.
> اللهم ارحمه واغفر له .. وأسكنه فسيح جناتك.
> ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى