الفاتح جبرا

دعاء الأزمات

على الرغم من أن كتب التاريخ تضم بين ضفتيها عدد لا بأس به من قصص الغش والخداع والإستهبال والتجارة بإسم الدين والتي تمارس في عصور التيه والإنحطاط منذ أن عرفت البشرية الأديان ، وتم الزج (بالمقدس) في غير مكانه تبريراً للفشل وإستغلالاً لوتر الدين (الحساس) ، على الرغم من ذلك إلا أن المسألة تتجلى وبصورة بشعة مثيرة (للطمام) وباعثة على (الإستفراغ) في هذا العهد الزاهي النضير فمرة يدعونا أحد وزراء المالية بأن نكثر من الدعاء حتى ينخفض سعر الدولار في السوق ،

ومرة تجبر أدارة مدرسة إحدى المدارس (أم عطية الأنصارية للبنات) طالباتها على أداء (صلاة الإستغاثة) والدعاء والتضرع إلى الله لإنقاذ المدرسة من السقوط حيث أن فصولها ومبانيها متهالكة ولم تجر لها أي عمليات صيانة أو ترميم منذ أن تم تشييدها في العام 1974 ، بل أنه في أحدى المرات طالب أحد النواب (ذات برلمان) وقد ظهر حينذاك وباء (الإيبولا) طالب المواطنين بالتضرع حيث أوضح أن مكافحة المرض لا تتم إلا (بالدعاء) غير مهتم (على الإطلاق) بتوفر الأمصال أو المختبرات للكشف علي المرض وضارباً عرض الحائط بكل إرشادات (هيئة الصحة العالمية) في ذلك الصدد !

هذا غير (الأسطوانة المشروخة) بأن كل ما يحيق بنا من (خراب) وضيق في العيش سببه (تطبيقنا لشرع الله) مع أن الله جل وعلا لا يمكن أن يكافئنا بالضيق والمسغبة عند التمسك بتطبيق شرعة (مال لو كفرنا ح يحصل أيه؟) !!

لقد أدمن (القوم) رمي إخفاقاتهم الناتجة عن الفساد وسوء الإدارة على أشياء (وهمية) ثم طلب العون والنجدة الإلهية في تلاعب واضح بالدين الذي يأمرنا بالعمل الجاد المخلص من أجل الوصول إلى غاياتنا الدنيوية والأخروية ، وهاكم هذا المثال الصارخ على حالة من حالات الإستهبال بإسم الدين .

بالأمس القريب تم تداول مقطع صوتي لصوت أحسبه صوت (رجل) قيل أنه يشغل موقعاً رفيعاً بإحدى المنظمات الدعوية وهو يدعو الناس والمسؤولين إلى صلاة الإستغاثة ويحدد لها يوماً بعينه ووقتاً محدداً قال أنه وقت يستجاب فيه الدعاء معلناً انه قد تم الإتصال بكافة الخلاوى والزوايا ومدها بألاف المصاحف من أجل إنجاح هذا المشروع الذي يهدف إلى الإبتهال إلى الله بأن يزيل هذه الأزمات !

أنظروا بالله عليكم كيف يتم التلاعب بالمقدسات .. يفسد القوم فيطلبون الإصلاح من الله .. أيضحك المرء أم يبكي (وللا يشرط هدومو) ؟ والله إننا في (أحط) العصور والأزمان التي مرت على هذا السودان ولو كان الأمر بيدي لطلبت بالقبض على هذا (المسخ) وأمرت بجلدة تسعمائة (بسطونة حاااارة) حتى يقول (الرووووب) !

فهو إن كان (رجلاً) يعرف الله لأمر بدعاء جماعي على ولاة الأمر الذين أوصلوا هذا الشعب بفسادهم وجبروتهم إلى هذا الدرك السحيق لكنه للأسف الشديد مثل كثير من الذين (اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا) والذين ( نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ) !

إنها (الزرة) وأيم الله .. وهل على (المزرور) حرج؟ بل كما يقولون هي (زرة كلب في طاحونة) كما يقول المثل المشهور ، فالمسألة قد وصلت إلى مراحل تحتاج إلى تدخل إلهي مباشر حيث لا حيلة من الممكن أن يقوم بها بني الإنسان لإصلاح ما فعله بنى الشيطان من دمار ما أنزل الله به من سلطان !

دمار طال كل شييء ولم يستثن شيئ ، كل ما يمكن أن يفكر فيه المرء قد طاله الخراب .. لا يمكن للشيطام نفسه أن يقوم بكل ذلك إلا إذا أعطى (إجازة بدون مرتب) وتفرغ تفرغاً تاماً !!
ثم يات مثل هذا الذي يدعو إلى صلاة إستغاثة يطلب فيها من الذين يربطون الحجارة على بطونهم ويأكلون (قريباً) من خشاش الأرض ويلتحفون السماء ويهرولون من صف إلى صف يطلب منهم (هذا) أن يرفعوا أكفهم إلى السماء حتى يزيل الله (الكرب) والأزمات ويملأ البنوك و(الخزنات) بالأخضر من (الدولارات) … عشان تااااني (يسفوا) من جديد !

كسرة :
طلبوا من أدروب ذات إستنفار الذهاب للجهاد فقال لهم : إستــنــفار تنادونا ! إستـثــمار ما تــنادونا !
• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 104 واو – (ليها ثمانية سنين وثمانية شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 63 واو (ليها خمسة سنين وثلاثة شهور).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى