صلاح الدين عووضة

وذاك أيضاً !!

*مصائبنا تكاثرت علينا من كل حدب..

*حتى رجال الدين صاروا جزءاً منها…ويفقعون مراراتنا المسكينة كل يوم..

*سيما أيام الجمعة…بما أننا لا نملك (حرية) ألا نسمع..

*والجمعة الماضية قيل إن إمام مسجد بالغ في (الفقع)…ففقعه بعض المصلين..

*فقد احتملوه وهو يقول لهم إن التظاهرات حرام..

*ثم يحذرهم من عدم مشروعية الخروج على الحكام…وإن ألهبوا ظهورهم بالسياط..

*واحتملوه وهو ينتقد تعاملهم بالربا…في سياق أزمة السيولة..

*ثم ينسى تعامل الحكومة نفسها بالربا…وفقاً لفتاوى أصدرها رجال دين مثله..

*واحتملوه وهو يسخر من ميلهم إلى الغناء…والرقص..

*ويتجاهل رقص الحكومة – وغنائها – في الاحتفاليات…ومهرجانات السياحة..

*كل ذلكم احتملوه…ومراراتهم تنفقع واحدة تلو الأخرى..

*ولكن حين وبخهم – بل شتمهم – صائحاً (أنتم سبب كل هذه المصائب)…لم يحتملوه..

*وانفجرت منهم المرارات غضباً…فأنزلوه من على المنبر غصباً..

*وقيل أن منهم من أوسعه ضرباً من شدة الغيظ…وهذا تصرف مرفوض قطعاً..

*مرفوض مهما كانت المسببات…ومهما كان الإمام (غياظاً)..

*ولكن على أئمة المنابر – في المقابل – أن يراعوا (أعصاب) الناس…هذه الأيام..

*فلا يُعقل تبرئة الحكام من أي ذنب…وتحميل الناس كل الذنب..

*فليس الناس من يضعون السياسات…ويختارون الوزراء…وينهبون المال العام..

*وليسوا هم من يدمنون أسفار الخارج في (عز) المسغبة..

*وليسوا هم من يصرفون المليارات على مهرجانات (الهجيج)…فوق جثة الوطن..

*وليسوا هم من جعل السودان أكثر بلاد الدنيا وزراءً…رغم الفقر..

*وفي تزامن عجيب كان هناك إمامٌ آخر يفقع مرارات المصلين…في اليوم ذاته..

*ويقول لهم إن التطبيع مع أمريكا هو سبب أزماتنا هذه..

*رغم إن حزبه الحاكم كان يعزو مشاكلنا الاقتصادية إلى عدم التطبيع مع أمريكا..

*فأيهما نصدق ؛ الحكومة أم هذا الشيخ (الجليل)؟!..

*ثم لا يعترف بأخطاء اقتصادية لحزبه (اعترف)…اعترف بها نائب الرئيس نفسه..

*طيب…دعونا نسلم معه جدلاً أن السبب التطبيع هذا..

*إذن من المفترض أن نرى دولاً خليجية – وأخرى – (تشحت) جراء هذا التطبيع..

*بل إن بعض هذه الدول علاقتها مع أمريكا أكثر من تطبيع..

*ورغم ذلك لا نرى فيها صفوفاً…ولا شحاً…ولا تخبطاً ؛ وإنما نرى (ثراءً)..

*علماً بأن منها من يرفع شعارات الدين مثلنا…بالضبط..

*وذلك إن كان الدين محض شعارات…وهتافات…وحدود…وقسوة تبلغ حد القتل..

*وأقسم لك يا شيخنا أن أمريكا أقرب إلى (روح) الدين منا..

*وقسمي هذا أنا مسؤول عنه أمام الله يوم لا ينفع مالٌ…ولا بنون…ولا (سلطان)..

*و يا مفقوعي المرارة : ثمة إمامٌ آخر !!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى