الطاهر ساتي

الجذور ..!!

:: المكتب القيادي للحزب الحاكم يمتدح ما أسماه بصبر الشعب السوداني، و تفهمه المستمر للضائقة المعيشية، وبعض الأزمات الطارئة، والتي تعود لأسباب استمرت لعقدين من الزمان..هكذا نص التصريح الصادر عن نائب رئيس المؤتمر الوطني فيصل حسن، والذي قال أيضاً ( الفرج قادم).. فالضائقة والأزمات – التي صبر عليها الشعب – لأسباب استمرت لعقدين من الزمان، وهذا إعتراف صريح بعجز الحكومة – لعقدين من الزمان – عن إزالة أسباب الضائقة والأزمات ..!!

:: ما هي أسباب الضائقة؟، وما هي أسباب الأزمات التي تلاحق الناس والبلد لعقدين من الزمان؟، ولماذا تفشل الحكومة طوال هذا الزمان عن إزالة الأسباب؟.. فالنائب كما لم يفصح عن الأسباب، لم يفصح عن أسباب عجز الحكومة وفشلها، بل تجاوز كل هذه الضروريات إلى حيث ( الفرج قادم).. ولم يفصح عن توقيت هذا الفرج أيضاُ، ولا عن الجهة التي ستأتي بهذه الفرج بعد أن عجزت الحكومة وفشلت لعقدين من الزمان.. لم يفصح، ربما ليشكر حزبه الشعب – على صبره المستمر – بعد عام او عقد من الزمان..!!

:: وعلى كل ، مصطحباً الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها بلادنا منذ إنفصال الجنوب ، تأمل أهم أسباب حدوث الأزمات، حسب تلخيص العلماء .. تأجيل حلول القضايا أو تجاهلها، من الأسباب الأساسية للأزمات..وكثيرة هي قضايا الإقتصاد التي تجاهلتها الحكومة – مكافحة الفساد نموذجاً، وكذلك ترشيد الصرف على السياسة – بمظان الرهان على الزمن في حلها.. ولم يزد هذا الرهان الخاسر الحال إلا وبالاً..وكذلك ضعف التخطيط من أسباب الأزمات، ولذلك لم يكن مدهشاً أن تتفاجأ الحكومة بآثار انفصال الجنوب..!!

: نعم، تفاجأت الحكومة بآثار الإنفصال ثم ذهاب النفط وإرتفاع الدولار، رغم أنها هي التي قررت في نيفاشا إحتمال (وقوع الإنفصال).. وإن كانت هناك إمرأة في طرف قرية ما تتحسب لقوت عامها في بداية العام بمحض (مطمورة)، فما بال نظام لا يتحسب لما (قد يحدث) ؟..ثم هناك الأًم التي تلد الأزمات.. والعلماء يسمونها (الإدارة العشوائية).. وهي عجز القيادة عن إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.. إما لعدم توفر المعلومة أو لعدم مقدرتها على التعامل مع المعلومة ..!!

::ثم هناك أخطر الأسباب .. وهو النزاع الداخلي.. أي الصراع على مستوى الإدارات التي تصنع القرارات..ومرد هذا الصراع هو عدم تجانس الأفراد داخل مؤسسات صناعة القرار، وذلك لضعف أو لعدم وجود اللوائح التي تنظم مستويات ومواصفات ومهام المناصب .. أولتجاهل صناع القرار أهمية توزيع المناصب لأصحاب الكفاءة وليس لأهل الولاء ..تلك هي أسباب حدوث الأزمات، فتأملها مصطحباً واقعنا الإقتصادي الراهن .. !!

:: والسؤال المهم كيف تواجه العقول الأزمات؟..عنصر الزمن من أهم العوامل التي تساهم في تفاقم الأزمة أو تقزمها، وما يحدث حالياً بعض آثار خطى التفكير السلحفائي التي إنتظرت الأزمة الإقتصادية خمسة أعواماً قبل الإنفصال ثم عاماً بعد الإنفصال دون أن تعمل على درء مخاطره .. ثانياً، الشفافية والتعامل المباشر مع الناس بالحقائق المجردة من كل أنواع الزيف.. وعليه، فالأزمة التي تعيشها البلاد لعقدين من الزمان ليست إقتصادية فحسب، بل هي أزمة (إدارة عامة).. فالإدارة العامة هي الأزمة الكبرى التي يجب أن تجد حلاً سياسياً شاملاً وعاجلاً .. و (عادلاً)..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى