تحقيقات وتقارير

تمهيداً لتسوية سياسية بدأت تلوح في الأفق مناوي وجبريل … اتفاق ما قبل التفاوض

من المتوقع أن تشهد العاصمة الألمانية برلين في غضون الأيام القادمة، اتفاقاً بين الحكومة وحركات دارفور، تحديداً حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، وهو اتفاق وصفه د. جبريل إبراهيم بأنه اتفاق ما قبل التفاوض، متوقعاً أن يكون هنالك توقيعاً على قضايا ما قبل التفاوض.

أبرز القضايا

يضع د. جبريل إبراهيم أربعة قضايا قال إنها ستكون مثار توقيع ما قبل التفاوض، أهمها وقف العدائيات، ثم توقيع اتفاق إطاري، ثم التفاوض على جذور الأزمة، ثم مناقشة موقف وثيقة الدوحة من أي مفاوضات مستقبلية.

مباحثات مكثفة

واحتضنت الدوحة في الشهر الماضي طرفي النزاع بالسودان، حيث شارك في جلسة مباحثات عامة وفد الحكومة السودانية بقيادة مدير مكتب سلام دارفور مجدي خلف الله، ومستشار الرئيس لشؤون التفاوض دكتور أمين حسن عمر، ولم تستمر المباحثات طويلاً، وكان الغرض منها كسر جمود التفاوض بين الطرفين، فيما يبدو أن تلك الجلسة ساهمت بشكل كبير في تحريك المياه الراكدة بين الحكومة وحركات دارفور، حيث ظلت المفاوضات تراوح مكانها منذ أمد ليس بالقصير.

لغة مختلفة

الشاهد في الأمر، أن د. جبريل إبراهيم تحدث في المؤتمر الصحافي الذي عقده بالعاصمة الفرنسية باريس بلغة مختلفة وبعيدة عن التعنت، غير أنه ظل يتحدث عن وثيقة الدوحة بنفس اللغة السابقة، مصراً على أنها غير ملزمة قانونياً لهم. جبريل في مؤتمره الصحفي تحدث عن اتفاق مستقبلي وكاد أن يجزم بأنه اتفاق قادم لا محالة، خاصة حديثه عن تكوين آلية مستقلة لتنفيذ الاتفاق المستقبلي .

التسوية السياسية

حديث د. جبريل إبراهيم عن اتفاق قبل التفاوض يصفه البعض بأنه تمهيداً لتسوية سياسية بدأت تلوح في الأفق، وهي تسوية يشرف عليها المجتمع الدولي الذي بدأ عازفاً عن دعم الحركات المسلحة، خاصة بعد استتباب الأمن في إقليم دارفور وتوقف الحرب في المنطقين (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، سيما بعد صدور قرار من رئيس الجمهورية عمر البشير بوقف إطلاق النار .

حرص متبادل

المساعي نحو تحقيق السلام لم تكن من طرف الحكومة أو الحركات المسلحة فقط، بل ثمة أحزاب سعت بشدة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة وحاملي السلاح أبرزها المؤتمر الشعبي، الذي قاد زعيمه د. علي الحاج مبادرة لإقناع الحركات المسلحة بقيادة أركو مناوي وجبريل بالسلام، بل قبل أسبوع تقريباً أرسل الشعبي القيادي بالحزب إبراهيم عبد الحفيظ لمقابلة حاملي السلاح.

يقول عبد الحفيظ لـ(الصيحة) إن الحكومة باتت أكثر جدية وجنوحاً نحو السلام، مضيفاً: التمست من الحركات المسلحة روحاً جديدة ورغبة في السلام، وأضاف: توقيع اتفاق ما قبل المفاوضات ومناقشة النقاط الخلافية، خاصة الخلاف حول منبر الدوحة ستمهد لعملية سلمية، مردفاً أن الاتفاق سيقرب وجهات النظر، بعدها سينخرط الطرفان في مباحثات مشتركة ربما تفضي لسلام شامل.

ومضى بالقول: التقيت بقادة الحركات المسلحة جبريل ومناوي ولديهم رغبة في السلام مع وجود بعض النقاط الخلافية، خاصة المتعلقة بمنبر الدوحة والخلاف حوله، لكن مع ذلك أتوقع أن يكون هنالك اتفاق سلام.

جولات حاسمة

يتوقع خبراء أن جولات المفاوضات القادمة بين الحكومة وحاملي السلاح في دارفور حاسمة، أو تمثل مدخلاً أساسياً صوب توقيع اتفاق السلام الشامل، وهذا ما ذهب إليه المحلل السياسي والمختص في الشأن الدارفوري د. عبد الله آدم خاطر، إذ يقول من المحتمل أن تكون الجولات القادمة حاسمة بشكل كبير، ومن المحتمل أن تؤدي لتوقيع اتفاق سلام أو تسوية سياسية مسنودة إقليمياً ودولياً، تقوم على مشاركة قادة الحركات المسلحة في الفعل السياسي والفعل التنفيذي الحكومي وزيادة حجم التنمية بالقدر الذي يساهم في تحقيق الاستقرار في دارفور، وتنفيذ وثيقة الدوحة المضمنة في الدستور الانتقالي على أرض الواقع.

وأضاف خاطر لـ(الصيحة): الجولات القادمة في ملف التفاوض الخاص بدارفور ستؤدي لنتائج مفصليه ومهمة.

سباق الزمن

ثمة من يتوقع أن تلحق الحركات المسلحة الدارفورية بقطار الانتخابات القادمة في حالة التوقيع على اتفاق سلام شامل أو حدوث تسوية سياسية، وهنا يقول آدم خاطر إن العملية السلمية ستنطلق بعد توقيع الاتفاق بين الحكومة وحركات دارفور، العدل والمساواة وتحرير السودان، مبيناً أن المواطن والإعلام عموماً يجب أن يلعب دوراً إيجابياً في دفع مسيرة السلام وتقصير المدة الزمنية التفاوضية.

في السياق يقول القيادي بحزب التحرير والعدالة القومي أحمد منصور الشايب، إن المدة الزمنية ستكون أكثر من ستة شهور، ويصعب على الحركات المسلحة الانضمام للانتخابات القادمة.

تقرير : عبدالرؤوف طه

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى