محمد عبد الماجد

سكوت الوزير (تطبيع)

(1)

> وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد في خبر لهذه الصحيفة الجمعة الماضية، رفض الرد على تساؤلات الصحافيين حول دعاوى التفاوض بين السودان وإسرائيل وقال : (دي خلوها مرة ثانية)… حسب ما جاء في الصفحة الأولى لصحيفة (الإنتباهة).

> حقيقة كنت أتعامل مع (التطبيع) مع إسرائيل على أنه (كلام واتساب) ، ان إجابة الوزير التي تمثلت في (دي خلوها مرة ثانية) وهو يسأل عن التطبيع مع إسرائيل جعلتني أقول في نفسي (الكلام دخل الحوش).

> انتقال الخطاب السياسي إلى هذا المربع بعد ان كنا نرفع شعار (أمريكا روسيا قد دنا عذابها) ..و (الأمريكان ليهم تسلحنا) لا أعرف هل لنا ان نسميه (شجاعة) و(جرأة) ، أم هي (سياسة) و(دبلوماسية) جديدة.

> لا أريد ان أقول ان رد الوزير أو رفضه للرد تطبيع مع اسرائيل ، لأن الطبيعة البشرية في السودان ما زالت تفرض ذلك ولا تقبله.

> ولا أريد ان أقول ان سكوت الوزير (تطبيع) على غرار (السكوت علامة الرضا).

> ولكن كل ما نقوله في هذا المقام والذي ما زال الحديث فيه يدور همسا – ان هناك مياهاً تجري تحت الجسر.

(2)

> الأمر الغريب ان التطبيع مع اسرائيل أصبح يطرح من رجال الدين ، بعد أن كانوا في وقت سابق الأكثر تشددا ورفضا حتى للتفاوض مع إسرئيل.

> بل كانوا يرفضون ذلك الحديث وان جاء في حديث عابر ، ونقاش لا يعتد به.

> يوسف الكودة كانت له مجادلات كثيرة ، يراها منطقية في التفاوض مع إسرائيل خاصة بعد ان خلقت اسرائيل عزلة للسودان حتى بين جيرانه بسبب توغلها في دول الجوار.

> الداعية الإسلامي محمد هاشم الحكيم اعتبر التقارب مع اسرائيل وإبرام هدنة مؤقتة او اتفاقية معها (مصلحة) ان انطبق عليها أحد شرطين ، ان تدفع شراً عن بلد مسلم اضطر إليها لا لجلب مصلحة له ، أو ان تحقق مصلحة لشعب فلسطين المحتلة.

> الحديث عن (المصلحة) طبعا يؤدي تلقائيا الى التطبيع مع إسرائيل وهذا مفهوم كل الدول العربية التى طبعت مع إسرائيل.

> من قبل ما كنا لنا أن نسمع ذلك من رجال الدين.

> مع وضع في الاعتبار ان هناك اصواتاً رافضة بشدة للتطبيع مع إسرائيل وإن تراجعت قليلا في الفترة الأخيرة.

> د. عصام أحمد البشير في خطبة الجمعة في مسجد النور هاجم دعاة التطبيع مع اسرائيل واعتبر ان اية محاولة للتقارب مع العدو الإسرائيلي لن يحل أزمة البلاد الاقتصادية وصفوف الوقود والنقود والخبز.

> ان كان التطبيع مع اسرائيل بسبب الأزمة الاقتصادية الاخيرة فإن الأزمة أفضل للناس من التطبيع.

> فوق ذلك فان التطبيع كما أشار د. عصام احمد البشير لن يحل أزمات السودان الاقتصادية.

> إلّا اذا كان ذلك من باب صرف الناس ومنابر المساجد والإعلام للحديث عن (التطبيع مع إسرائيل) بدلا من الحديث عن صفوف الخبز والوقود والنقود.

(3)

> نحن سوف ندخل مرحلة جديدة في النقاش والصراع حول التطبيع مع إسرائيل بين الرفض والقبول.

> وهذا أمر يمكن ان يزرع الفتنة والفرقة والشتات بين الناس في السودان ، وهو أمر أخطر على البلاد من التطبيع مع إسرائيل.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى