تحقيقات وتقارير

زادت عن سبع حالات خلال عام .. الإقالات… الحكومة تُشهر (سيف) الإصلاح

يعد هذا العام، عام إقالة المسؤولين عن مواقعهم دون منازع، حيث شهدت الفترة ما بين يناير ونوفمبر الجاري أكثر من سبع إقالات آخرهم إعفاء مدير الإمداد بوزارة النفط، ووكيل الوزارة نفسها، والنائب الأول لمحافظ البنك المركزي الذين تم إعفاؤهم بقرار من رئيس الوزراء مساء (الأربعاء).

 

محمد عطا… أبرز إقالات هذا العام

أبرز الذين طالهم سيف الإقالة هذا العام، هو المدير العام لجهاز الأمن المخابرات الوطني، الفريق محمد عطا المولى، والذي خلفه الفريق أول صلاح قوش، كان ذلك في فبراير من العام الحالي، بعد إقالة عطا بأشهر قليلة تمت إقالة وزير الخارجية إبراهيم غندور من منصبه، وتحديداً في أبريل من العام الجاري بعد حديثه في البرلمان عن أوضاع البعثات الدبلوماسية بالخارج.

 

البشير و(الفقيه)… الإقالات الأكثر (شهرة)

أيضاً من الإقالات التي تمت خلال هذا العام إقالة رئيس مجمع الفقه الإسلامي عصام أحمد البشير من منصبه وتعيين الدكتور عبد الرحيم علي بدلاً منه وكان ذلك في أبريل من العام الجاري، على ذات الصعيد شهد الشهر الجاري إقالة فادي الفقيه من منصبه كمدير عام لبنك الخرطوم الدولي، وتعتبر إقالة الفقيه من أشهر الإقالات في هذا الشهر.

 

الشريف الهندي.. إقالة من خارج (الحوش)

الشاهد في الأمر، أن معظم الإقالات التي تمت كانت مربوطة بالمسؤولين المنتمين لحزب المؤتمر الوطني، بيد أن حمى الإقالات وصلت دور الأحزاب الشريكة في الحكومة، حيث أصدر رئيس الجمهورية قراراً بإقالة الشريف الهندي من منصبه كوزير دولة بالتعاون الدولي بعد طلب تقدم به الأمين العام المكلف أحمد بلال عثمان، وتعيين منى فاروق بدلاً عنه، كان ذلك في أغسطس من العام الجاري.

 

(الزبير) و(مساعد)… إقالات بأمر رئيس الوزراء

سيف الإقالات في السنوات الماضية كان بيد الرئيس، وهو الذي يعين ويعفي، لكن بعد استحداث منصب رئيس الوزراء، أصبح بيده قرار الإعفاء والتعيين، حيث أصدر رئيس الوزراء السابق الفريق أول ركن بكري حسن صالح قراراً بإعفاء الزبير عثمان أحمد من منصبه كمدير عام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، وتعيين العبيد مروح بدلاً عنه.

على ذات النهج، سار رئيس الوزراء الجديد معتز موسى، الذي أصدر قرارات أمس الأول قضت بإعفاء النائب الأول مساعد محمد أحمد من منصبه وتعيين حسين يحيى جنقول بدلاً عنه، وإعفاء مدير الإمداد بوزارة النفط، وتعيين أزهري إبراهيم باسبار وكيلاً لوزارة النفط، الجدير بالذكر أن باسبار كان يعمل وكيلاً لوزارة الزراعة.

 

الإقالات الأخيرة.. محاولة لسبر الأغوار

بالبحث عن الإقالات الأخيرة التي صدرت مساء الأربعاء أنها مربوطة بشكل مباشر بالأزمات التي تشهدها البلاد في مجال النفط وتوفير الوقود، ومن ثم تمت إقالة مدير الإمداد ووكيل وزارة النفط والمعادن، وتشهد البلاد هذه الأيام أزمات مستفحلة في الوقود مما خلق شحاً فيه بالمحطات بالعاصمة والولايات. بالمقابل يأتي إعفاء نائب أول محافظ بنك السودان المركزي مساعد محمد أحمد، في ظل أوضاع قاتمة في مجال توفير السيولة بالمصارف وشح النقد الأجنبي.

وبحسب مصدر عليم الصلة، فإن شخصية مساعد محمد أحمد المتصفة بالتسامح وعدم الحزم والحسم لعبت دوراً كبيراً في إعفائه.

 

قراءة تحليلية.. ارتباط بضعف الأداء

يرى خبراء أن موجة الإقالات في العام الحالي تعتبر سنة حميدة يمكن أن تساهم في تطوير العمل وتجويده وتعتبر رسالة في بريد المسؤولين وإشارة لإمكانية إقالتهم في حالة أي تقصير، حيث يقول أستاذ العلاقات السياسية، د. حسن الساعوري: إذا كانت الإقالة مرتبطة بسوء الأداء تعتبر أمراً إيجابياً، وإذا كانت مرتبطة بسن المعاش تعتبر عادية، وأضاف: الإقالة لضعف الأداء تعتبر أمراً ممتازاً، والتغيير مهما كان نوعه به مصلحة وليس مضرة، وأضاف (للصيحة): الإقالات التي ترتبط بضعف الأداء تجد الترحيب من الجميع، ولكن الإقالات الناجمة عن الصراع الشخصي تستحق التوقف عنها، ومن ثم تقييمها.

 

رؤية مستقبلية… هل تستمر الظاهرة؟

بعد قرار رئيس الوزراء معتز موسى بإقالة ثلاثة مسؤولين من مناصبهم لجهة تقصيرهم في أدائهم بدليل استفحال الأزمات في المحطات التي يعملون بها وجدت استحساناً من الكثيرين، وطالب البعض أن يكون منهج معتز موسى في الفترة القادمة هو إقالة وإعفاء المسؤولين من مواقعهم في حالة التقصير وعدم الاكتفاء بالعمل الميداني وسد الثغرات بنفسه وهذا ما ذهب إليه المحلل السياسي، د. حسن الساعوري إذ قال: يجب مراقبة الأداء وكل من يقصر في واجبه ينبغي أن تتم إقالته وفي التغيير فوائد كثيرة.

تقرير : عبدالرؤوف طه

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى