محمد وداعة

الدستوريون والتنفيذيون … لا يدفعون ضرائب!!

صدر قانون شاغل المناصب الدستورية والتنفيذية والتشريعية وامتيازاتهم ومخصصاتهم في عام 2001م وجرب تعديله في اغسطس 2005م بالقرار الجمهوري رقم (108) لسنة 2005م ، وقد حدد القانون شاغلي المناصب الدستورية التنفيذية والتشريعية كما يلي (رئيس ونوابه ، رئيس المجلس الوطني ونائبه ، مساعدي رئيس الجمهورية ومستشاريه ، الوزراء الاتحاديون ووزراء الدولة ، الولاة والوزراء الولائيين والمعتمدين ، رؤساء اللجان الدائمة واعضاء البرلمان ، رئيس ونائب رئيس مجلس الولاية ورؤساء الهيئة ؟؟؟ ورؤساء اللجان الدائمة بمجلس الولايات واعضاء مجلس الولايات .

القانون في المادة (18) استثنى الرواتب من الاعفاءات الضريبية ونصت المادة على ( فيما عدا الرواتب ، تكون جميع المخصصات والامتيازات المنصوص عليها في هذا القانون معفاة الرواتب ) ، و قد مرر التعديل على القانون في البرلمان دون مراعاة تعارضه مع الدستورالانتقالي لسنة 2005م الذي نص صراحة في المادة (3) على ( الدستور هو القانون الاعلى للبلاد و تتوافق معه كل القوانين و الدساتير الولائية ).

حسب تعريف الدستور يوجد حوالي ( 1800) دستوري هم (الرئيس و نائباه و 7 من مستشاريه و مساعديه.. و65 وزيراً اتحاديا ووزراء دولة – 450 برلمانيا.. 14 ﺭﺅﺳﺎﺀ ﻠﺠﺎﻥ ، رئيس ﺍﻟمجلس الوطني.. نائباه.. 17 ﻭﺍلٍ .. 17 ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺗﺸﺮﻳﻌﻲ ﻭﻻﺋﻲ.. 102 ﻭﺯﻳﺮاً ﻭﻻﺋياً.. 850 ﻋﻀﻮ ﺑﺮﻟﻤﺎﻥ ﻭﻻئي .. 170 ﻣﻌﺘﻤﺪاً.. )

باستثناء راتب السيد/ رئيس الجمهورية غير المعلن، فإن جملة رواتب الدستوريين و التنفيذيين ، و من في حكمهم من النظاميين و المتعاقدين و الوظائف العليا في الدولة التي تشمل مدراء الوحدات و نوابهم ، و الخدمة المدنية ( من الثالثة العليا حتى الاولى ) ، و تبلغ حوالي ( 51) مليار سنوياً ، و تبلغ ضرائب الدخل الشخصي عليها حوالي (22) مليار جنيه ، لا يتم استقطاعها دون اي سند قانوني ، خاصة بعد ان تجاوز الدستور الانتقالي لسنة 2005م ، لائحة الاعفاءات لسنة 1997م ، و باعتبار ان قانون شاغلي المناصب الدستورية لسنة 2001م سابق للدستور ،

فان الامتيازات الواردة فيه ومنصوص على اعفاءها من الضرائب كأن لم تكن ، فإن حوالي (24) مليار اخرى ، ليصبح اجمالي المبلغ الخاضع للضريبة حوالي (75) مليار ، وجب ان تخضع للضريبة وفقاً للدستور و القانون ، وهذا الامر يتم تجاهله منذ سنوات طويلة ، سؤال منطقي و يفسر حالة الافلاس التي تعانى منها الحكومة ، وهو من اين تأتي هذه الرواتب و الامتيازات الضخمة اذا كان هذا الرقم يعادل ايرادات الموازنة للتسعة اشهر الماضية ؟

إن إدارة الضرائب لم تلتفت الى أهم وأكبر مستودع للفاقد الضريبي، و هو ضريبة الدخل الشخصي للدستوريين، الذي يبلغ وفقاً لتقديرات شبه رسمية حوالي ( 22) مليار ج في السنة تمثل (20%) من موازنة الحكومة، حسب إحصاءات شبه رسمية يوجد (8,500) دستوري و تنفيذي و متعاقد و نظامي و مصريى ، لا يدفعون ضرائب الدخل الشخصى ، و لا يدفعون كهرباء أو مياه، او ايجار، أو رسوم محلية وربما يحجون ويعتمرون و يتعالجون على نفقة الدولة، في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ، على الاقل ووفقا للقانون يمكن استرداد هذا الفاقد الضريبي الضخم بأثر رجعي للخمسة سنوات السابقة ، وهو يبلغ (110) مليار جنيه بالجديد.

رئيس الوزراء يلهث و يتفقد صفوف الوقود و الافران و الصيدليات و الصرافات الفارغة ، و المليارات تمر من تحت قدميه ، أليس هو المشرف على ديوان الضرائب ؟ لماذا لا تورد ضرائب الشركات النفطية فى ديوان الضرائب ؟

اما بعد ، فربما توجب على رئيس الوزراء السعي لاصدار قرار رئاسي فورى بتحصيل الاعفاءات الضريبية فورا ، والا ، لماذا تحصل الضرائب من صغار الموظفين و العمال و التجار ، و يعفى منها الدستوريين و كبار رجال الدولة و الخدمة المدنية و كبار موظفي البنوك و مدراءها ؟ لماذا لا يستخدم رئيس الوزراء ( الاغلبية الميكانيكية ) لتحصيل المال العام المهدر خلال سنوات الانقاذ الطويلة ؟
نواصل مع معتز و نقلب دفتر الشركات الحكومية ، و الحكومية الخاصة .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى