هناك كثير من الناس يظنون أن المرأة السودانية لا تجيد سوى الطبخ ورسم الحناء، لذلك كانت هذه الفقرة (عندما تكتب المرأة السودانية الشعر) في محاولة متواضعة لنصرة المرأة السودانية المبدعة .
نموذج: خليتك أنا
خليتك أنا أو كما يعرفها الكثيرون بمطلعها صدقني ما بقدر أعيد وهي من الأغنيات الجميلة التي كتبت بمشاعر أنثوية سودانية صادقة، كتبتها الأستاذة الشاعرة حكمت يس” وحشدت فيها كل الكلمات التي تعبر عن الفراق والحزن، كتبتها وهي تجعل المرأة تقف على أرضية صلبة في القصص الغرامية دائماً ما تكون فيها المرأة هي ألأضعف .
لذلك جاءت كلمات حكمت قوية ومعبرة ورافضة خنوع المرأة للرجل، الذي يظن أنها ما زالت تهواه، ويصور له خياله أن حبها له ما زال ندياً ليأتيه الرد قوياً وشافياً: لو كنت فاكر حبي ليك لسه ندى أنا حبي ليك بدري أنتهي وزي الما كان بيناتنا شي .
هذه القصيدة كتبتها حكمت يس” في العام 1973 وعلى الرغم من أن عمرها أكثر من ثلاثة عقود ولكنها حتى تاريخ اليوم لا زالت ملجئاً للحيارى والمعذبين في دنيا الحب، بل وأكثر من ذلك نقول أن ثمانين في المائة ممن يستشهدون بهذه القصيدة لا يعرفون أنها تكبرهم بسنوات، لذلك وجب علينا أن نحي هذه الإنسانة المبدعة التي كتبت قصيدة رومانسية من العيار الثقيل وكتبت على غطائها من الخارج تاريخ الصلاحية مدى الحياة .
التحية للشاعرة المبدعة حكمت يس” التي أثرت الساحة السودانية بكثير من الأغنيات منها على سبيل المثال في الحالتين أنا الضايع، ويا يمه خلتني الظروف وكثير من الأغنيات الجميلة التي كانت آخرها أغنية (الطلاق) التي سجلت بصوت الفنانة سمية حسن، بهذا القدر وأترككم لتنهلوا من فيض الرومانسية التي تتدفق من قصيدة “حكمت يس” :-
خليتك أنا كلمات الشاعرة حكمت يس
صـدقني ما بقدر أعيد
أعزرني ما بقدر أعيد
قصة غرام بالشوق مضت
رحلة عزاب دابة انتهت
كيف تأني ترجع من جديد
من عمري أديتك كتير
أخلصت ليك وانت بتغير
والغيرة كم فرقت قلوب
وطريقها كان مخضر نضير
من بدري خليتك أنا
ونسيتها عشرة كم سنه
ما انت ضيعت الهنا
كل السعادة العندنا
كتبت لي ريدنا الفنا
وبقت النهاية المحزنة
الليلة بتقول نبتدي
لازم أنا أنسى الحصل وليك أجي
يفرح عمرنا وينتشي
أنا كنت فاكر حبي ليك لسه ندي
أنا حبي ليك بدري انتهي وزي الماكان بيناتنا شي
الخرطوم (صحيفة المجهر)