محمد عبد الماجد

(Refresh) الصادق المهدي

(1)
كل الذي خرجنا به من السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في معارضته الطويلة للنظام أو مهادنته له، خروجه من البلاد سراً أو علناً ثم إعلانه للعودة للبلاد بعد مفاوضات ومناقشات وتأجيلات وتواريخ تحدد ثم تستبدل بغيرها.
هذا ما يجيده السيد الصادق المهدي وما يحسن فيه، وهو قد ظل يكرره بشكل دائم ومستمر منذ خروجه في عملية (تفلحون) الشهيرة إلى عودته عن طريق عمليه (تهتدون).
> تفلحون ذهاباً وتهتدون إياباً.
> حيث نبقى نحن في سيرة السيد الصادق المهدي ما بين الذهاب والإياب الذي لا ينتهي في سيرة السيد الصادق.
(2)
يبقى شهر ديسمبر دائماً هو تاريخ لعودة السيد الصادق المهدي حدث ذلك في سنوات عديدة ، وذلك لارتباط شهر ديسمبر عند السيد الصادق المهدي بأحداث وتواريخ خالدة.
ففي شهر ديسمبر ولد السيد الصادق المهدي ، وهو بطبيعة الحال يحتفل بعيد ميلاده دائماً في هذا الشهر ، سواء أكان داخل البلاد أو خارجها.
وفي شهر ديسمبر سقطت الخرطوم أو عادت وهو تاريخ له دلالات عظيمة عند الصادق وعند الشعب السوداني عامة.
لذلك يعلن في العادة السيد الصادق المهدي عندما يكون خارج البلاد عن عودته في شهر ديسمبر.
ثم تجبره الترتيبات والمفاوضات على العودة في شهر يناير ، ولشهر يناير أيضاً ذكريات خالدة ومناسبات وطنية باقية عند الشعب السوداني.
عصافير السيد الصادق المهدي تعلن عن عودته في شهر ديسمبر ثم تعود فعلياً للبلاد في شهر يناير.
هذا مسلسل أصبح معروفاً ومعلوماً لكل الناس.
وهو معلوم كذلك للقوة المعارضة وللقوة الحاكمة أيضاً.
بهذا التكتيك والتكنيك يفكر السيد الصادق المهدي.
(3)
في الأيام الماضية وقبل شهر ديسمبر نشطت حركة عودة السيد الصادق المهدي للبلاد ، وأعلن في بعض المنابر الإعلامية أن السلطات سوف تكون في انتظار عودة السيد الصادق المهدي لمحاكمته واعتقاله.
وهذا شيء أيضاً يحدث عند كل اعلان لعودة السيد الصادق المهدي… من أجل المزيد من الاثارة والتشويق ، كما يحدث في الاعمال الدرامية.
ثم يصدر من الحزب الحاكم ما يؤكد ترحيبه بعودة السيد الصادق المهدي : ( رحب المؤتمر الوطني بعودة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الامة إلى السودان. وقال نائب الرئيس لشؤون الحزب فيصل حسن إبراهيم (الجمعة) الماضية خلال مخاطبته ملتقى متعلق بشؤون المرأة، إنهم يرحبون بعودة الإمام الصادق طالما أنه ارتضى العودة للعمل السلمي في الوطن. وكان المهدي قال بداية الشهر الجاري، إنه قرر العودة إلى السودان، بعد غياب استمر نحو 9 أشهر أمضاها متجولاً بين القاهرة وعمان ولندن).
ذلك سيناريو يسبق عودة السيد الصادق المهدي ، ما يؤكد الترتيب بين النظام والصادق المهدي.
لا اختلافات في مغادرات السيد الصادق المهدي للبلاد ، وبين عودته للبلاد.
السيد الصادق المهدي افضل من يعمل (Refresh) لسيرته وصفحته الشخصية معارضاً كان أو مشاركاً.
(4)
الذي نأكده في هذه المساحة ، أن السيد الصادق المهدي سوف يعود للبلاد – قد يكون ذلك بعد احتفاله بعيد ميلاده أو بعده.
ثم يبقى الصادق المهدي لفترة لا تتجاوز الـ 7 أشهر ثم يغادر بعدها البلاد غاضباً.
يبقى في الخارج لمدة 9 أشهر ثم تبدأ الترتيبات والمفاوضات لعودة السيد الصادق المهدي.
وما يحدث الآن ، كان قد حدث سابقاً – وهو نفسه الذي سوف يحدث مع عودة السيد الصادق المهدي القادمة.
لا جديد يذكر في ذلك الأمر.
غير أننا علينا جميعاً – في المعارضة او في النظام ان نندهش من ذلك ، وان نحافظ على دهشتنا عند مغادرة المهدي وعند عودته.
وأن نعتبرها كذلك تطوراً في الحركة السياسية ، عندما يخرج وكذلك عندما يعود.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى