محمد وداعة

بيان خاشوقجي.. لا يمثلني!

أصدر اتحاد الصحفيين السودانيين بياناً عن أزمة اختفاء الصحفي السعودي خاشوقجي جاء فيه (ظل الاتحاد العام للصحافيين السودانيين يتابع بقلق واهتمام بالغين التطورات المتعلقة باختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وما صاحبه من جدل وغموض جعل قضيته تحظي بمتابعة واهتمام العالم بأسره).

ومن واقع التطورات المتواترة على مشهد اختفاء خاشوقجي فأن الاتحاد العام للصحفيين السودانيين ظل يرصد كثيراً من الحراك والتداعيات، ويراقب باشفاق كبير مصير الصحفي خاشوقجي أملاً في نهاية للتطورات المتسارعة تطمئن العالم انه بخير.

ومع تطاول أمد الغموض المتصل باختفاء الصحفي السعودي وما صحب ذلك من ملابسات وتطورات فان الاتحاد العام للصحفيين السودانيين يؤكد مواقفه المبدئية الرافضة لكافة أشكال استهداف الصحفيين والتضييق عليهم، ويعلن قلقه البالغ والمتصاعد إزاء حالة الاختفاء الغريبة، وينتظر من الجهات التي تتولى التحقيق في القضية الكشف عن الملابسات والإعلان عن مصير خاشقجي بأعجل ما تيسر،

ويستنكر في ذات الوقت أية محاولات للتكتم وشراء الوقت وتمييع القضية قبل تقديم الحقائق الكاملة. ويطالب الاتحاد العام للصحفيين السودانيين المنظمات الحقوقية والجهات المختصة بقضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير باتخاذ مواقف قوية في حالة الاختفاء الغامض لخاشوقجي ويدعوها لاجراء تحقيقات نزيهة ومستقلة تميط اللثام عن الحقيقة، ويؤكد الاتحاد انه سيظل في حالة متابعة مستمرة لكل التطورات الخاصة بقضية اختفاء خاشوقجي حتى ينجلي الموقف).

بداية نقول إننا ضد ممارسة أي عنف تجاه أي إنسان و بالطبع زملاء المهنة وفي أي مكان، وضد قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.. وما حدث للصحفي السعودي إن كان قتلاً أو إخفاء يعتبر جريمة ضد الإنسانية تستوجب محاكمة مرتكبها (مرتكبيها) لينالوا القصاص العادل. أما انجرار الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بهذه الطريقة المشينة وركوبه موجة قناة الجزيرة فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، وسيكون سبباً في معارضة الاتحاد على النحو الذي يريد، وهو أمر مؤسف سعى إليه الاتحاد سعياً حثيثاً.

بهذا البيان فأن الاتحاد يزج بنفسه في معترك قضية صراع دولي استخباري يتعدى الموقف المهني من موضوع اختفاء صحفي إلى الانحياز السافر لأحد الأطراف، ويقف بوضوح إلى جانب المزاعم والادعاءات التركية، على خلفية علاقات غير مفهومة وخفية ببعض الدوائر النافذة في الحكومة وارتباطها بقطر وبقناة الجزيرة التي أشرفت وقادت حملة إعلامية شرسة لإدانة السعودية.

هذا الاتحاد يفترض به أنه يعبر عن كل الصحفيين وهو بهذا البيان يكون قد استغل اسم الاتحاد وزج به عن قصد في اتون حرب استخبارية لا تستهدف إظهار حقيقة اختفاء خاشوقجي أو مقتله في قنصلية بلاده في تركيا، بقدر استغلال الأمر لإلحاق الضرر بسمعة المملكة السعودية وبمواقفها في مواجهة التمدد الإيراني، وهو بهذا يقدم خدمة مجانية لمحور(إيران تركيا قطر)، والبيان اذ يحرض العالم ضد السعودية يؤكد أن بلادنا ربما لم تغادر هذا المحور ولعلها تصطف سراً مع قطر في سعيها للنيل من السعودية.

هذا الموقف غريب وعجيب، غير مهني وغير أخلاقي، ولا يخلو من الغرض، ويذكر بأن الدولة الإخوانية العميقة لا زالت تمسك بنواصي القرار في بلادنا، ونقولها بدون مزايدة لو لا وقفة المملكة العربية السعودية في وجه الأطماع الفارسية لكان الإيرانيين على شواطئ البحر الأحمر أن لم يكن قد عاثوا فساداً في بلادنا وجعلوا أعزة أهلها اذلاء.
أعجب لاتحاد لا يميز بين موقفه الإنساني تجاه خاشوقجي وعدم قدرته على استنتاج أن هذا البيان يصب في مصالح المحور (الإيراني، التركي، القطري)، لعل الاتحاد يفكر في تصحيح موقفه، وحتى ذلك الوقت.. فهذا الاتحاد لا يمثلني.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى