صلاح الدين عووضة

وكمان احتفال ؟!

*كتب عنها مرتين… في موضع الجمال..

*مرة حين رويت قصة ذاك المفتون بأحد تجلياتها البشرية للجمال هذا… حد الجنون..

*ثم كانت هي التي جُنت…. في نهاية المطاف..

*فقد رآها – بعد سنوات – تهيم على وجهها في طرقات الحي العتيق… بلا هدى..

*ولم ندر أجار أحدهما على الآخر؟… أم جار الزمان عليهما معاً؟!..

*ومرة عندما تحدثت عن رحلة تبادل فيها الصحاب نظرات مع هندية… في المنتزه..

*وما دروا أن نظرات الحسناء كانت موجهة لأحد أبناء جنسها..

*وسماه البعض شامي كابور… فقد كان يشبه نجم السينما الهندية هذا وقتذاك..

*وكره أحدنا ممثله المفضل هذا… بقدر عشقه لهندية كسلا..

*فبنت القاش جميلة ؛ وحظيت بالنصيب الأكبر من غزل الشعراء… وطرب المطربين..

*من لدن (غرب القاش سكونها)… وحتى (فراش القاش)..

*بل ومن قبل ذلك رفدتنا بنسخة سودانية من حكاية قيس وليلى… تاجوج والمحلق..

*ومن ثم فإن من غير الجميل أن نكتب بألم عن موطن الجمال..

*ولكن ماذا نفعل إن كنا تلقينا مهاتفتين باكيتين منها البارحة… من رجل وامرأة؟..

*وملخصهما أن كسلا تئن تحت وطأة مصائب أبت أن تأتى فرادى..

*فالشيكونغونيا ما زالت (تكنكش) ؛ وآخر ضحاياها فلانة… وفلانة… وفلان..

*ونُعطى الأسماء… والأوصاف… وطرائق التثبت..

*ولكنا لا نُثبت شيئا ؛ ولا نجود بفرصة أن يُثبت علينا شيءٌ..

*فما يهمنا الآن أن ننفعل مع توسلات هاتفية مشفوعة بالدموع..

*فإن لم يستمطر هذه الدموع وجعٌ فنحن – إذن – إزاء توصيف آخر لكسلا..

*فإما أنها لم تعد موضع الجمال… وإنما التمثيل (الهندي)..

*وإما أن واليها نجح – بامتياز – في أن (يستمطر) على نفسه عداواتٍ بغيضة..

*إلى درجة أن (ست بيت) تكابد مشاق البحث عن هاتفنا..

*ثم لا يكون عندها هدف سوى إسماعنا – بلغة البسطاء – غضبها من الوالي..

*بل وتزعم – مناديةً ابنها – أن المدارس أُغلقت لشح الخبز..

*وفي مصادفة عجيبة – بافتراض كذبهما – يتكلم الرجل أيضاً عن صرف التلاميذ..

*وتذهب المصادفة إلى أكثر من ذلك… توافقاً على مصيبة أخرى..

*وهي أن الوقود يكاد يكون منعدماً ؛ ومحطاته تعج بصفوف… كصفوف المخابز..

*أما المصادفة الأعجب فتتمثل في عبارة (سوف يحتفل السبت)..

*وسبب الاحتفال (الانجاز الخرافي في القضاء على حمى الكنكشة… قضاءً مبرماً)..

*وإن صح الذي سمعته فقد عرفت الآن سبب شح الخبز والوقود..

*وعرفت أين سيذهب طلاب المدارس المعطلة يوم الزينة..

*وعرفت لم أحوالنا تسير دوماً للوراء… وأنا (دوماً) أتساءل : من أي عينة هؤلاء؟..

*عينة الذين يفشلون… و(يحتفلون) !!!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى