الطاهر ساتي

(كتر خيركم)

:: قبل أسابيع، وكان بالمكتب زحام، جاءني مدير تحريرنا الأخ عطاف محمد مختار طالباً: (عايز أحسن أعمدة كتبتها في الفترة الفاتت، عشان نشارك بيها في جائزة عميد الصحافة السودانية)، فذكّرته بالردّ المتفق عليه من قبل المطربين عندما تسألهم وسائل الإعلام عن أحب أغانيهم إلى نفوسهم، وهو: (أغنياتي زي بناتي، بحبهن كلهن).. وغادرنا عطاف ضاحكاً، وكان في نفسه بعض العتاب لعدم تحقيقي لرغبته.. وما كنت أعلم بأنه ذهب إلى الأرشيف وبحث ثم اختار من الأعمدة ما يشاء، لتشارك به الصحيفة في الجائزة، إلا بعد أن تلقيت الخبر السعيد..!!

:: فالجائزة قيّمة، وفكرتها (أقيم).. قيمة الجائزة ليست هي المال، أو كما يختزلها البعض، بل قيمتها في قائمة العظماء الذين يختارون لجان التحكيم التي تختار الأعمال الفائزة.. فالأجلّاء علي شمو، عطا البطحاني، كمال الجزولي، الطيب زين العابدين، عبد الله حمدنا الله، سارة البيلي، عالم عباس، فضل الله محمد، خالد التيجاني، سمية المطبعجي، محمد محجوب هارون، السر السيد، آمال عباس، فيصل محمد صالح و.. أكثر من عشرين خبيراً؛ هم الذين يشكلون مجلس أمناء الجائزة، ومن حسن سيرتهم ومسيرتهم تستلهم الجائزة قيمتها التي لا تُقدر بكل أموال الدنيا..!!

:: وأما الفكرة (الأقيم)، هي ما يلي: (الفكرة من ابتدار جائزة باسم الأستاذ محجوب محمد صالح في مجالات الصحافة الورقية والإلكترونية المختلفة تقوم على الاحتفاء والاهتمام بالأدوار الكبيرة والمساهمات الجادة التي تقوم بها الصحافة تجاه المجتمع والبلاد، وتهدف الجائزة لأن يكون لها إسهامٌ في عملية التطوير والتحفيز فيما يخص العمل الصحفي عموماً، كما تهدف إلى تكريم الصحفيين عموماً في شخص عميد الصحافة السودانية الأستاذ محجوب محمد صالح، الذي تتلمذت على خبراته وقدراته في المجال الصحفي أجيالٌ وأجيال) – نقلاً عن الموقع الإلكتروني للجائزة..!!

:: وبما أن تلك هي الفكرة والأهداف، فخور أنا بجائزتها لحد الثمالة.. شكراً لعميد الصحافة وهو يوشحنا باسمه، كأغلى جائزة.. وشكراً لمجموعة دال، وهي توجه البصائر والأبصار إلى حيث الصحافة ودورها المرتجى في خدمة المجتمع.. ثم شكراً، وهي تساهم في تجويد المهنة وتطويرها بخلق روح التنافس الشريف بين المؤسسات.. ثم شكراً لها، وهي تقول لصحافة مثقلة بقيود الواقع: (شكراً، لقد أحسنت)، أو هكذا حجم الفكرة.. وبدلاً عن اختزال كل هذا الحجم في (ساتي والكاروري وآمال)، يجب أن تتسع العقول لتستوعب عظمة الغايات.. ثم تجتهد في تطوير المبادرة وتصويبها بحيث تكون هذه الدورة نواة مشروع يتجاوز – جدواه وصداه – بلادنا إلى أينما كانت (الكلمة)..!!

:: أكرر، علينا حماية هذه (النواة)، ثم تطويرها حتى تصبح بحجم القارة والعالم.. ومن المُضحك أن يتوهم البعض أن الجوائز التي ترعاها الشركات تُلجم أفواه الأقلام وتشتري أسطرها، أو هكذا يظن الضعفاء..هذ الظن ساذج، ويعكس أفعالهم، أي إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه لحد تقييم موافقك – في الحياة العامة – بقيمة جائزة، حتى ولو كانت (نوبل)..وبالمناسبة، السماء لا تمطر قيمة جائزة نوبل.. ولا الأرض تنبت قيمة أية جائزة في الدنيا.. وراء كل جائزة (لافتة)، قد تكون خاصة أو عامة، ولكنها ليست أقوى من مواقفك التي أوصلتك إلى (منصة الجائزة)، ومن يضعف بتأثير منصات الجوائز لم يكن قوياً (من أساسو).. فالشكر لله أولاً وأخيراً، ثم لصاحب الجائزة الكبرى الذي يقرأ رغم تكاليف الغذاء أو الدواء..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى