الماضي !!
التذكير بما قبل الإنقاذ قمة العجز..
*بل هو إقرار بالفشل ما كان ليقع فيه صاحب عقل حصيف..
*فالنظام الحزبي لم يحكم سوى سنواتٍ ثلاث ؛ أُزيح بعدها بحجة إنه فاشل..
*جوَّع الناس… ودمر الاقتصاد… ومكَّن الموالين… ومارس الفساد..
*والذين أزاحوه قالوا إنهم جاءوا من أجل الإنقاذ..
*إنقاذ الشعب… والبلاد… والاقتصاد… والجنيه… والخدمة المدنية… والمال العام..
*وبعد ثلاثة عقود من الإنقاذ (عيب) المقارنة بالماضي..
*عيب أن نقارن ثلاثين عاماً بثلاثة أعوام ثم نقول (في الحتة دي نحنا أحسن)..
*فإن كان لا بد فلتتم المقارنة بين (3)… و(3)..
*أي أعوام (الفشل) الثلاثة… وأعوام الإنقاذ الثلاثة الأولى ؛ وأيضاً لا معنى لها..
*فأنت حين تقارن نفسك بالفاشلين تدين نفسك من حيث لا تدري..
*فلم الانقلاب أصلاً إذن؟!… ولم البيان الأول ؟!… ولم التبشير بعهد جديد؟!..
*لتأتي بعد ثلاثين عاماً وتقول (برضو زمان حصل كده)..
*وتنسى أنك بحديثك هذا تدفع الشعب إلى أن يتغنى (قول للزمان ارجع يا زمان)..
*فعندما يتساوى فشل وفشل يبحث الناس عن (المرجحات)..
*وقطعاً هذه المقارنة لن تكون في صالح العقود الثلاثة… مقابل الأعوام الثلاثة..
*ولا نريد أن نفصِّل ؛ فهدفنا ليس التجريم… والشماتة..
*وإنما نهدف إلى أن تكف (الألسن) عن زيادة إحباط الناس بالرجوع للماضي..
*والناس يرددون (جاي تفتش الماضي… خلاص الماضي ولَّى وفات)..
*فنحن (أولاد النهار ده)… ونريد أن نعرف ماذا فعلت لنا..
*فالهروب إلى الماضي – في سياق التذكير بفشل مماثل – لن يعفي من المساءلة..
*سيما إن كان (طول) الماضي هذا ثلاثين عاماً ؛ عمر (زول)..
*وخلالها نهضت دولٌ كانت خلفنا… وتجاوزتنا..
*وإثيوبيا – القريبة هذه – سبقتنا بسنوات ضوئية ؛ في فضاء السباق الحضاري..
*وصارت تملك الآن مئة طائرة… ونحن ؛ ولا واحدة..
*وتمدنا بالكهرباء ؛ بلا إحساس بالخجل من أنفسنا… ومن سدِّنا الذي بمروي..
*وقضت على الفساد والمفسدين… ونحن (نتمحرك)..
*وعرفت ثقافة الاستقالة… والفاشلون من مسؤولينا دونهم والاستقالة (خرط القتاد)..
*وكل الذي يفلحون فيه (يعني شنو؟!… ما زمان حصل برضو)..
*طيب يا أخي (زمان السجم ده) قلتم فشل… ولذلك جئتم للإنقاذ..
*فلا يعقل أن تذكِّرني به كلما فشلت… وكأن (الفشل علينا هو المكتوب يا ولدي)..
*فدعونا نتواثق على أن نترك الماضي هذا في حاله..
*فهو ماضٍ قديم جداً ؛ وُلد بعده أناسٌ… وتخرجوا… وتزوجوا… ومنهم من مات..
*ولنبحث عن مبررات للفشل في الراهن… لا في (زمان)..
*ولنكف عن ذكر مقارنات تبريرية… لن تكون في صالح جماعة الثلاثين عاماً..
*ولنمتنع عن (التفتيش في الماضي)… مع الاعتذار للشاعر..
*فقد (جفَّت مقلتي الباكية) !!!.