الطيب مصطفى

افتراءات ضياء الدين بلال !!

ما كنت لأضع كلمة (افتراءات) في عنوان مقالي لولا أن الأخ ضياء الدين بلال اضطرني إليها باختيارها عنواناً لمقال هاجمني فيه بضراوة، وأعجب أن يغرق الكاتب الكبير ضياء في (شبر موية) ليقاتل طواحين الهواء ولينفي أنه تجنى على رئيس هيئة علماء السودان الشيخ البروف محمد عثمان صالح حين حمل عليه وخطأه لمجرد أنه وصف ما تعرض له في برنامج (شباب توك) بالخدعة وبالفخ ، فقد قال ضياء في معرض نقده لموقف البروف محمد عثمان صالح ما يلي 🙁 شعرت بأسف وبعض الخجل حينما قرأت تصريحات منسوبة لرئيس هيئة علماء السودان الذي شارك في البرنامج وهو يقول :(تعرضت لمكيدة وتم جري إلى فخ)!

قبل أن أواصل سرد ما كتبه ضياء وهو ينتقد موقف الشيخ الجليل بكلمات أعتقد أنها نابية أود أن اتوقف قليلاً في عبارة : (شعرت بأسف وبعض الخجل) وأرجو منه ومن القراء أن يشاركوني إمعان النظر في مفرداتها.

أود أن أسال : ماذا يعني المرء عندما يقول لآخر : (أنا خجلان ليك) ؟! أجيب فأقول مفسراً إنه يعني (إنك ارتكبت شيئاً مخجلاً لا يليق بك)!

صدقوني أنني لم أجد عبارة أقرب إلى تلك التي استخدمها ضياء في حق الشيخ البروف من بيت الشاعر الشهير (جرير) الذي وصفه كثير من النقاد بأنه أقذع أبيات الهجاء في الشعر العربي فقد قال جرير في قصيدته الطويلة التي سميت بالدامغة في هجاء (الراعي النميري) :

فغض الطرف أنك من نمير

فلا كعباً بلغت ولا كلاباً

ويعني ذلك البيت الشهير (أخجل واستح يا رجل إذ يكفي أنك تنتمي إلى قبيلة (نمير)! وقد تكلم النقاد عن (الدمار) الذي ألحقه ذلك البيت وتلك القصيدة بتلك القبيلة الشقية في زمان كانت القصيدة وبيت الشعر يهوي بالقبيلة أو ينحدر بها إلى القاع.

أظن أن هذا يكفي ولا أحتاج إلى تذكير ضياء أنه أقذع في الإزراء بالشيخ الجليل حين استخدم تلك العبارة القاسية في حقه ولو لم يقل غيرها لكان ذلك سببا لوصف حديثه عن شيخنا الجليل ، الذي ربما يقارب عمره عمر والد ضياء ، بالجارح ولإغضاب من يجلّون الشيخ الذي يستحق كل تبجيل وتوقير بعد كل العطاء الذي قدمه لوطنه ولدعوته ولحقل التعليم الذي تسنم فيه منصب مدير الجامعة الإسلامية.

وبالرغم من ذلك لا يرى ضياء أنه تهجم على الشيخ أو استخدم عبارة جارحة.

هذه يا ضياء مسألة تقديرية ولا أطلب منك أن ترى وقعها عليك بذات درجة وقعها عليّ وكذلك لا يحق لك أن تصفني بالمفتري لو قلت أنك أسات إلى الشيخ بكلام جارح لا يجوز فيه وفي امثاله.

ما يفري الكبد كذلك أن ضياء هاجم الشيخ بدون أدنى مبرر غير أنه قال إنني (تعرضت لمكيدة وتم جري إلى فخ) وهو ما أثبته الشيخ بالوقائع، فهل يحق لضياء بعد هذا أن ينتقد الشيخ أم كان الأولى أن ينتقد من عرضوه لذلك الفخ الأليم؟!

اتفهم تماماً الدوافع التي جعلت ضياء ينافح عن قناة (سودانية 24) التي أغضبه أن البعض طالب بإغلاقها وشنوا عليها هجوماً كاسحاً ولكن هل كان ذلك يقتضي أن يتجنى على الشيخ ويقول له (خجلت ليك) ؟!

لقد ثبت أن قناة سودانية 24 هي التي اتصلت بالشيخ عبر بعض موظفيها ودعته للوقوع في (الفخ) وهذا وحده يقف دليلاً شاخصاً على أن الشيخ تعرض لمكيدة إذا استبعدنا الدعم الفني الذي اعترف مدير القناة أنه قدمه للقناة الألمانية التي بثت تلك الحلقة القبيحة ولمذيعها سيء الذكر.

لا أريد أن أطلب من ضياء إدانة قناة سودانية 24 لكني أطلب منه أن يتحرى الصدق ويحكم بالعدل وعلى الأقل ألا يشن الهجوم على الجانب المظلوم سيما وأنه شيخ كبير وعالم جليل فكفاه ما تعرض له من فخ قبيح وموقف مسيء من فتاة ناشز ومستهترة ومتمردة على قيم دينها لا تعرف للكبير توقيراً ولا لمجتمعها احتراماً وتقديراً فهو عندها مجرد مجتمع مريض فما أعجب محن هذه الدنيا؟!

أعجب ما في الأمر أن ضياء واصل انتقاد الشيخ وسأله :

(هل المكيدة أن تحاور من يحملون آراء مخالفة ولو كانت شاذة؟!

وهل الفخ أن توفر لك فرصة إعلامية لترد بقوة ومنطق على مخالفيك وتقنعهم بعدم صحة قناعاتهم؟!

يكتب ضياء ذلك بالرغم من علمه اليقيني أن الشيخ لم تتح له الفرصة ليرد (بقوة ومنطق) ولا لإقناع مخالفيه فقد كانت الفتاة المستهترة تقاطعه بمجرد أن يبدأ الحديث وهي رافعة صوتها ويدها نحوه بقلة أدب وتفاهة لا تشبه إلا أمثالها ثم أن المذيع الأجنبي (المثلي الشاذ) ما كان من الممكن أن يتيح له الفرصة وقد جاء أصلاً لتحقيق غرض معين ورسالة محددة تتسق مع شذوذه وانحطاطه الأخلاقي.

يعلم ضياء كل ذلك ثم يكتب واصفاً ما كتبته معاتباً له بـ(افتراءات الطيب مصطفى) فأينا المفتري وأينا الذي انتصر للحق والحقيقة ..أنا الذي دافعت عن الشيخ المفترى عليه والذي تعرض لظلم فادح أم هو الذي حمله دفاعه المستميت عن القناة المخطئة إلى أن يهاجم الشيخ ويجرحه ويبرئ القناة وجميع من شارك في ذلك البرنامج المسيء؟!

ثم يرجع ضياء إلى فترة سابقة ليقول عني إنني الآن تغيرت واعتدل مزاجي بعض الشيء بعد أن كنت متطرفاً ومنغلقاً على قناعاتي في فترات سابقة ثم يجتزيء فقرة كتبها قديماً ناصحني فيها بأن أقبل الآخر لأنه مشروع للدعوة بالحسنى.

أقول لضياء إنني ذات الرجل لم أتغير ولم أتبدل وبنفس القناعات ونفس الفكرة وأسال الله ألا أبدل حتى ألقاه .. ما تغير هو الظرف التاريخي الذي أكتب فيه ففي تلك الأيام كنا نواجه الحركة الشعبية التي كانت تحمل وزعيمها قرنق مشروعاً إقصائياً واستئصالياً كان يُشكل خطراً على السودان هوية ووجوداً، أما اليوم فقد تغير الحال والظرف التاريخي وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ لم يكن في مكة كما كان في المدينة بعد الهجرة.

طلبت يا ضياء من القراء أن يحكموا بيننا وهانذا أفعل ما فعلت بالرغم من الذي يعنيني هو رضا الله قبل رضا الناس.

أؤكد لك أنني لم أطلب إغلاق القناة ولن أفعل ويربطني ومديرها الأخ الطاهر حسن التوم كل ود واحترام، لكني لن أجامل في الحق ولم أتجاوز عندما طلبت منه الاعتذار للشيخ البروف، فقد كنت منذ أيام (الانتباهة) مروراً بصحيفة (الصيحة) أعتذر لكل من يٌصيبه ظلم مني أو من الصحيفة فالرجوع إلى الحق فضيلة.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى