اسحق فضل الله

بلاش هبل

> عثمان
> أنت وآخرون كلكم يصرخ بنا مستنكراً
: كيييف تقول إن ثورة أكتوبر الحلوة الجميلة هي أكثر من كارثة؟
> وكلكم لا يخطر له أنه جاء بالشاهد ضد صرخته
> فكلكم يصرخ .. إنها (جميلة).. والكارثة هي ما وراء هذه الكلمة
> وعن الجمال.. في المستشفى يذهلنا أننا ننظر لمشهد غريب
> في المشهد طبيب ضخم والطلبة من حوله وامرأة (مريض) تتقيأ بعنف / داخل سطل/ والطبيب ينظر إلى القيئ وهو يقول في بهجة
: جميل.. جميل!
> ويشتم رائحة القيئ والصديد و.. و.. ليقول في بهجة
: جميل.. جميل
> الجميل عند الطبيب هو أن القيئ هذا يكشف للطبيب وصفاً كاملاً للداء والمعدة والسلامة والإصابة
> الجميل عنده هو هذا
> وفتاة تنظر إليها عيونك وتتشبث بها.. فالفتاة لها فم ممتلئ مثير وعيون ساخنة وخدود مشدودة ملتهبة و..
> جمال!
> لكن الطبيب ينظر إليها.. ويصاب بالهلع..فالفتاة وبالصفات هذه يعرف الطبيب أنها مصابة بداء الصدر وأنها في مرحلة متأخرة من الإصابة
> وأكتوبرك ترى أنت أغانيه الشهية والألحان و.. وتراه جميلاً
> بينما نحن ما نراه هو أن أكتوبر كان مرحلة متقدمة من داء الصدر الذي يقتل الوطن
> فأكتوبر لم يكن أكثر من (عمل تقوم به الكنيسة الإنجليزية لإنقاذ تمرد الجنوب بعد أن أوشكت حكومة عبود على حسمه تماماً)
العالم يترصدنا من زماااان مثل الفهد بين العشب خلف الغزال
> والتمرد يُنقذ.. ثم يظل يتمدد حتى فصل الجنوب
> وأنت تغني لأكتوبر الأخضر..
> ثم لا مزرعة ولا مصنع ولا.. ولا
> وأكتوبر عندك أخضر لأن الأغنيات عنه جميلة.. وبس!
> والأمر كله يشبه أغنية رائعة ورقصة رائعة على الشاشة.. إن أنت حذفت الصوت لم يبق من الرقصة الرائعة إلا التخبط الأبله المجنون تحت عيونك
(3)
> وحديثنا عن تشريح السودان وعن (لماذا نحن متخلفين) حديث يصبح (أكتوبرك) ويصبح أسلوب (الجمال المسكر) جزءاً منه
> والخراب يستخدم هذا.. يستخدم أسلوب الطرب عندك ليسقيك السموم والتراب
وهاك.. عن كيف هو لذيذ وكيف يستخدم
> فالزنا لذيذ.. وكثيرون كثيرون لو أن كل واحد منهم استطاع أن يصل إلى ألف امرأة لفعل.. لكن…….
> والمخدرات ممتعة/ وإلى درجة أنها هي أغلى سلعة اليوم على وجه الأرض/
> والسكر لذيذ.. و
> والأغنيات والرقص أشياء لذيذة لكن
> لكن .. لذيذ.. شيء
> ومدمر.. شيء آخر
> وما نصرخ به هو أننا ندعو للتفريق بين ما هو لذيذ
> وما هو يصلح
>…
(3)
> والمعركة بين هذا وهذا (ما هو لذيذ وما هو صالح) مشهدها هو
> من يغني من يطعمك المحرمات و.. و.. من.. ومن.. ومن يفعل هذا هو شيء يخاطب (الآن) ويخاطب (لحمك).. الفنان مثل الذين غنوا لأكتوبر كلهم تقف عنده وتسهر الليلات ترقص معه لأنه يخاطب جسدك
> بينما المصلح الفقيه يخاطب الروح.. عندك والروح أخمدوها .. حسب المخطط.. لهذا لا تطرب أنت لحديثه
> و(لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص) هو عنوان رواية
> وأنت الآن لا تستطيع أن تفكر وأنت تجري.. تجري.. تجري.. لأن العالم اليوم يسوقك بالكرباج
> فالعالم الآن هو
> في الطب كنت أنت تعود من الطبيب بزجاجة .. دواء
> الآن تعود بكبسولة صغيرة هي أكثر فعالية
> ومثلها كل شيء يختصر
> في الاتصالات .. الالكترون يختصر كل شيء
> في الطعام.. الموائد تصبح ساندوتشات
> في الملابس .. أقل ما يمكن
> في الحديث.. في.. في
> الحياة تجري وأنت/ إلغاء عقلك/ شيء يتم باستخدام الاختصار هذا .. وبحقيقة أنه لا شيء ينتظرك ..فأنت يجعلونك تجري.. تجري.. ثم العالم يستخدم الجري هذا لقتلك
(4)
> مثلها إلغاء العقل يجعل أشياء مدهشة تحت عيونك.. دون أن تراها ففي العالم.. ومنذ سنوات.. العالم لا تجد فيه حرباً ضد منظمة قومية أو شيوعية أو بعثية.. أو.. أو
> بينما العالم يقاتل المنظمات الإسلامية فقط
> ثم لا أحد يسأل نفسه عن
: لماذا
لا تسأل لأن إلغاء عقلك عملية الآن تكتمل
> والجري…. (والسرعة كلما ازدادت تحول شكل الأشياء إلى خطوط أفقية لا ترسم شيئاً)
> الجري يجعل كل أحد/ في الأمة العربية بالذات../ يعجز عن الوقوف لحظة واحدة ليتساءل عن
: لماذا تنطلق سلسلة .. منذ السبعينات .. لقتل العلماء الأفذاذ.. في العالم العربي المسلم بالذات
> سامية ميمني.. سعودية.. جراحة قلب بدلت عمليات القلب المعقدة بأخرى بسيطة
> وقتلوها 2005
> والمشد (وهو من صنع المفاعل الذري للعراق)
> قتلوه 1980
> القليني (مصري) أعظم خبراء الصواريخ الدقيقة جداً
> قتلوه
> وحسن رمال لبناني .. فيزيائي له (119) اختراعاً
> قتلوه
وعشرة أو عشرون نعدهم.. ومن لم يقتلوه نقلوه إليهم ..
> وعندك أنت ألف نموذج
> والاغتيال الأعظم هو اغتيال عقلك بحيث لا تشعر بشيء مما يجري
>وبحيث تبقى في محطة
(وتسلحنا بأكتوبر لن نرجع شبراً)
> طيب.. وبعد أن تسلحت.. بأكتوبر ولم ترجع.. ماذا حدث؟!
> بلاش هبل
> السودان يعيد الآن التفكير وغسل الدمامل.. لينطلق
ونبدأ بالأسلوب هذا بعيداً عن بله الأغنيات
قال أكتوبر ..قال !

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى