محمد عبد الماجد

عثمان ميرغني (قام تاني جاب سيرة البحر)

(1)
> الزملاء في صحيفة (التيار) عرفوا كيف يواكبوا حركة التطور الاعلامي الذي أضعف نسيج الصحافة (الورقي) ، تنشط الغراء (التيار) في خلق (تيارات) جديرة بالاحترام والتقدير مثل منتدياتها المفتوحة (كباية شاي) و (المائدة المستديرة) ، اللذان اتمنى استمرارهما وتطورهما في الفترة القادمة ليكونا أكثر مواكبة وأكثر حراكاً.
> ومثلما للزملاء في صحيفة (التيار) القدح المعلى في ذلك الحراك ، أحسب أن ناشر ورئيس تحرير صحيفة التيار الأستاذ عثمان ميرغني من المجددين في الصحافة السودانية ، وليته ينتبه لدوره هذا فيكون أكثر ارشاداً وانفتاحاً ، فهو في مقدمة الركب.
> أتوقف كثيراً عند صحيفة (التيار) ، وأتوقف كذلك عند (أفكار) عثمان ميرغني التى أرى من منطلق شخصي أنها تحيد في أحياناً كثيرة وتخدم الجانب الفارغ من الكوب.
> لعل نشأة عثمان ميرغني (الإسلامية) والمتشددة ، تلقي بظلالها على خطواته وتجعله ينظر للأشياء من منطلق (بيتي) خالص.
(2)
> في ذكرى ثورة اكتوبر الذي صادف أمس الاحد كنت أتوقع عدداً (تاريخياً) من صحيفة التيار ، كما تعودنا منها في الكثير من المناسبات ، خاصة أن صحيفة التيار تضع شعاراً لها أيقونة محجوب شريف التي تتوافق مع تلك الذكرى (ماك هوين سهل قيادك ، سيد نفسك مين أسيادك).
> صحيفة التيار لم تكتف بتجاهل ذكرى ثورة اكتوبر التي تحمل الصحيفة بعض شعاراتها الى جانب انتفاضة ابريل ، وانما وضعت في عنوانها الرئيسي وفي ذكرى الثورة المجيدة هذا العنوان : (النور حمد: اكتوبر ثورة ما عندها لازمة) ، العنوان كان صادماً في ذكرى ثورة اكتوبر التي قدم فيها الطلاب شهيدهم (القرشي) وغنى لها محمد وردي ومحمد الامين بروائع محمد المكي إبراهيم وهاشم صديق.
> وللثورة ذكريات خالدة في وجدانيات الشعب السوداني حتى بالنسبة للذين لم يشاركوا فيها أو لم يكونوا على ظهر البسيطة عندما تفجرت.
> إذن يبقى للتاريخ احترامه وتقديره.
(3)
> أعرف ان الصحيفة غير مسؤولة عن تصريحات أطلقها الأكاديمي الخبير ذائع الصيت كما عرفته الصحيفة الدكتور النور حمد.
> لكن الاحتفاء بالتصريح ووضعه كعنوان رئيسي للصحيفة في صفحتها الاولى في ذكرى ثورة اكتوبر لم يكن موفقاً من أسرة تحرير الصحيفة أو دعوني أقول من عثمان ميرغني رئيس تحرير الصحيفة الذي أجزم أن التصريح صادف هوى في نفسه لذلك كان الاحتفاء به واظهار ه بهذه الصورة.
> احترم السياسة التحريرية لصحيفة التيار ، وقد يحسب أن ذلك تدخل غير (حميد) مني وقد يقطع بأنه تدخل (خبيث) ، لكن لا يهمني ذلك ، لأني أؤمن أن الصحافة والصحفيين والكتاب الذين ينتقدون الآخرين وينظّرون لهم أولى بالانتقاد واللوم ، ولست معني بما يمكن أن يصيبني من رشاش ، الذي أعرفه انه يجب أن تتوفر عندنا الشجاعة لمواجهة بعضنا البعض فكلنا نحمل شيء من (الجاهلية) يجب أن تصوب وتعدل ، بدلا من التغطي بستار (الزمالة) ، أو (المشي تحت الحيط) ، أو أن نبعد من الشر ونغني له كما يفعل السياسيين.
(4)
> شيئ آخر أجبرني على التدخل والاعتراض ، وهو ثقتي في أن رأي د. النور حمد الذي قال فيه (ان اكتوبر ثورة ما عندها لازمة) هو رأي عثمان ميرغني أيضاً ، أو هو رأيّه نفسه ، وذلك لأن عثمان ميرغني عنده آراء مجحفة في تلك الثورات وقد سبق السجال في احتفاء صحيفة التيار ايضا بالرأي الذي اعلن عنه ابراهيم منعم منصور احد وزراء مالية حكومة مايو الذي قال فيه في نفس المنتدى (كباية شاي) بنفس الصحيفة الآتي : ( إنَّ انتفاضة أبريل 1985 كانت محض اتفاق مسبق بين السيد الصادق المهدي وجهات أخرى منها بعض العسكريين.. وأنَّها انقلاب عسكري في زي ثورة شعبية).
> وقد كان احتفاء الاستاذ عثمان ميرغني بهذا الرأي والكتابة عنه في زاويته الشهيرة (حديث المدينة) صبيحة اليوم الثاني لذكرى ثورة ابريل، أي ان ذلك كان في 7 ابريل 2018م.
> وهذا يعني بوضوح تام ان عثمان ميرغني في ذكرى انتفاضة ابريل يقدم لنا رأي ابراهيم منعم منصور الرافض لانتفاضة ابريل ، وفي نفس العام وفي صبيحة ذكرى ثورة اكتوبر المجيد يحتفي عثمان ميرغني وصحيفته برأي د. النور حمد ويضعه كخبر رئيسي او هو كان العنوان الاول في الصحيفة وهو يقول فيه : (اكتوبر ثورة ما عندها لازمة).
> هل يمكن ان تكون كل هذه الاشياء مجرد صدف؟.
> كان يمكن ان اعتبر ان غرابة الخبر او مفارقته هو الذي جعل الصحيفة تقدمه ليكون عنواناً رئيساً لها بحثاً عن الاثارة والتشويق المطلوب في الصحافة ، لكن ارجح (هوى) عثمان ميرغني الذي توافق مع هذا الرأي واجزم قاطعاً انه يمثل رؤية لعثمان ميرغني وهو قناعة راسخة عنده.
> تاريخ هذا الشعب ومكوناته محل احتفاء وفخر، وهو تاريخا اهل للثقة والاعتزاز.
(5)
> أمر آخر أختم به – وهو أن عثمان ميرغني يشكك دائماً في كل منجزات هذا الشعب ومعجزاته مقارنة مع الشعوب الاخرى ، وليس هناك دليل على ذلك اكثر من ان استقلال السودان نفسه ، لعثمان ميرغني رأي سلبي فيه.
> عثمان ميرغني يرى ان الاستقلال أمر يجب أن يحسب للانجليز ، لأنهم خرجوا دون إراقة نقطة دم واحدة.
> أما الشعب السوداني – واسماعيل الازهري وعلي الميرغني وعبد الرحمن المهدي والمحجوب وزروق والفضلي فقد اكتفوا بوداع (الانجليز) وهم يلوحون لهم من على أرصفة محطة السكة الحديد بالخرطوم على طريقة الأفلام الهندية الرومانسية.
> عثمان ميرغني كتب عن الاستقلال : (والحقيقة التي يتحاشاها (الضمير الوطني المستتِر)، أنَّ هذا (الإجراء)– إعلان الاستقلال من داخل البرلمان- لم يكنْ مفاجئاً ولا غريباً ولا مثيراً لأية دهشة.. بل ولا حتى يمكن إدراجه تحت عنوان (بطولة)، لأنَّه من صلب نصوص اتفاقية الحكم الذاتي الموقعة بين بريطانيا ومصر في 12 فبراير 1953 ).
> وكتب ميرغني : (وأكرر ما كتبته هنا كثيراً.. الاستقلال الحقيقي الذي يجب أن يحتفل به باعتباره (اليوم الوطني) للسودان هو فتح الخرطوم في 26 يناير 1885.. ويظلُّ ما حدث في الفاتح من يناير 1956 هو ذكرى رحيل جيشي الحكم الثنائي).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى