صلاح الدين عووضة

شيطان الإغواء !!

*كان من أقبح صبيان القرية خلقةً؛ وأحسنهم خُلقاً..

*وهي كانت من أجمل نساء القرية مظهراً؛ وأكثرهن شراسةً..

*والعلاقة بين النقيضين هذين كانت مما تتسامر به القرية؛ رجالاً ونساءً وصبياناً..

*فقد كانت علاقة غريبة؛ لم يجد الناس لها تفسيراً إلى يوم الحادث..

*أو ربما يصح أن نقول: إلا يوم الحادث..

*ومبتدأ هذه العلاقة – ومنتهاها – كان حيث يجتمع صبية القرية للعب الكرة..

*فقد كان الملعب مجاوراً لبيتها… تلك (الوافدة) على القرية..

*وكان هو مداوماً على اللعب في خانة واحدة لا يجيد سواها؛ هي حراسة المرمى..

*وكان مما عُد من حسن خلقه تركه خانته فور رفع الأذان..

*ومن حين لآخر كانت الكرة تستقر داخل بيتها..

*ولحظتذاك كان الرعب يفعل في (أنفاس) الصبية ما لا يفعله فيها الركض..

* فشراستها وحدها لا يقدر عليها أحد؛ دعك من شراسة كلابها ..

*شراسة لا تتناسب والذي أُوتيت من حسن… وغنج… وجمال..

*ورغم علم الصبية بما يكمن من رعب هناك إلا أنهم كانوا يستبطنون لذة حياله..

*لذة غامضة؛ تُدَّخر – من تلقاء البعض – للحظات خلوة قادمات..

*فالكرة إما أن تُقذف نحوهم من داخل بيتها؛ بعد طول انتظار يبدو متعمداً..

*وإمّا أن يقع الذي يرفد ليالي القرية بمشهيات السمر..

*أي أن تشترط دخوله هو لأخذ الكرة… ولا أحد سواه..

*وهو يقسم – كعادته – ألا يلج داراً ليس فيها سوى امرأة وخادمتها..

*فزوجها هاجر (غرباً) منذ سنوات؛ ولا يأتي إلا لماماً..

*وقيل أن زوجته تلمح – دوماً – إلى أنه سبب حرمانها من (الخِلفة)..

*وبعد طول ترقب تطلق سراح الكرة وهي تزمجر (من يظن نفسه هذا القبيح؟)..

* وهو كان دميماً بالفعل؛ إلا أنه كان يُحسد على (بسطة) جسمه..

*وفي يوم (الحادث) أصرّت ألا تخرج الكرة من دارها إن لم يأت هو لاستلامها ..

* وكان يوم المواجهة الدورية الشهيرة بين فريقي بحري وقبلي..

* ودُفع المسكين دفعاً إلى داخل البيت الغامض؛ غصباً عنه..

*وخرجت الكرة من فوق سور البيت؛ ولكنه لم يخرج..

*وحين انقضت نصف الساعة واصل الصبية لعبهم بحارس بديل..

*وانشغلوا – مع مرور الوقت – بالكرة أكثر من انشغالهم بما يجري لزميلهم بالداخل..

*وحين خرج – أخيراً – انطلق كما السهم صوب (التحتانية)..

*واتخذ سبيله في البحر عجباً !!!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى