شيطان الإغواء !!
*كان من أقبح صبيان القرية خلقةً؛ وأحسنهم خُلقاً..
*وهي كانت من أجمل نساء القرية مظهراً؛ وأكثرهن شراسةً..
*والعلاقة بين النقيضين هذين كانت مما تتسامر به القرية؛ رجالاً ونساءً وصبياناً..
*فقد كانت علاقة غريبة؛ لم يجد الناس لها تفسيراً إلى يوم الحادث..
*أو ربما يصح أن نقول: إلا يوم الحادث..
*ومبتدأ هذه العلاقة – ومنتهاها – كان حيث يجتمع صبية القرية للعب الكرة..
*فقد كان الملعب مجاوراً لبيتها… تلك (الوافدة) على القرية..
*وكان هو مداوماً على اللعب في خانة واحدة لا يجيد سواها؛ هي حراسة المرمى..
*وكان مما عُد من حسن خلقه تركه خانته فور رفع الأذان..
*ومن حين لآخر كانت الكرة تستقر داخل بيتها..
*ولحظتذاك كان الرعب يفعل في (أنفاس) الصبية ما لا يفعله فيها الركض..
* فشراستها وحدها لا يقدر عليها أحد؛ دعك من شراسة كلابها ..
*شراسة لا تتناسب والذي أُوتيت من حسن… وغنج… وجمال..
*ورغم علم الصبية بما يكمن من رعب هناك إلا أنهم كانوا يستبطنون لذة حياله..
*لذة غامضة؛ تُدَّخر – من تلقاء البعض – للحظات خلوة قادمات..
*فالكرة إما أن تُقذف نحوهم من داخل بيتها؛ بعد طول انتظار يبدو متعمداً..
*وإمّا أن يقع الذي يرفد ليالي القرية بمشهيات السمر..
*أي أن تشترط دخوله هو لأخذ الكرة… ولا أحد سواه..
*وهو يقسم – كعادته – ألا يلج داراً ليس فيها سوى امرأة وخادمتها..
*فزوجها هاجر (غرباً) منذ سنوات؛ ولا يأتي إلا لماماً..
*وقيل أن زوجته تلمح – دوماً – إلى أنه سبب حرمانها من (الخِلفة)..
*وبعد طول ترقب تطلق سراح الكرة وهي تزمجر (من يظن نفسه هذا القبيح؟)..
* وهو كان دميماً بالفعل؛ إلا أنه كان يُحسد على (بسطة) جسمه..
*وفي يوم (الحادث) أصرّت ألا تخرج الكرة من دارها إن لم يأت هو لاستلامها ..
* وكان يوم المواجهة الدورية الشهيرة بين فريقي بحري وقبلي..
* ودُفع المسكين دفعاً إلى داخل البيت الغامض؛ غصباً عنه..
*وخرجت الكرة من فوق سور البيت؛ ولكنه لم يخرج..
*وحين انقضت نصف الساعة واصل الصبية لعبهم بحارس بديل..
*وانشغلوا – مع مرور الوقت – بالكرة أكثر من انشغالهم بما يجري لزميلهم بالداخل..
*وحين خرج – أخيراً – انطلق كما السهم صوب (التحتانية)..
*واتخذ سبيله في البحر عجباً !!!.