محمد وداعة

خبراء روس .. وضعوا ميزانية 2018م

أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الاستثمار السابق مبارك الفاضل عدم مشاركته في أي تشكيل حكومي قادم، وأوضح أنه سيتفرغ لحزبه فقط، وأشار إلى أن مشاركته في الحكومة الأخيرة جاءت بعد (إلحاح وإصرار) من المؤتمر الوطني للمكانة التي يتمتع بها خارجياً، وقال إنه وافق حتى لا يكسر بخاطرهم، وأعلن الفاضل تأييد حزبه لقرارات الرئيس الأخيرة، بيد أنه أكد أنها لن تحل الأزمة التي تعاني منها البلاد، وطالب رئيس الجمهورية بحسم قضايا السلام والتطبيع مع أمريكا.

وانتقد الفاضل عملية المحاصصة في تعيين رؤساء اللجان الشعبية بالأحياء، وأماط اللثام عن استعانة الحكومة بخبراء من روسيا لوضع ميزانية عام 2018 ودافع عن الاقتصاد السوداني، وقال إنه الأفضل في أفريقيا بشهادة عدد من المستثمرين.
وأضاف الفاضل أن الشعب وحده يعمل على إشانة سمعة اقتصاده، ودعا إلى ضرورة الجدية في إنشاء مفوضية للفساد، وتابع: (الكلام عن الفساد دون إجراءات أثر سلباً على الاقتصاد).
واعتبر الفاضل في مؤتمر صحفي عقده بداره يوم الأربعاء أن تغيير الحكومة السابقة مربوط بالجوانب النفسية للشعب، بالإضافة لتقليص عدد الوزارات، وأكد أن غياب المؤسسية في الحكم المحلي بولاية الخرطوم جعل حكومة الولاية غير قادرة علة عمل أي شيء.

واتهم الفاضل جميع وسائل الإعلام بأنها تتبع للحزب الحاكم، وطالب باستقلاليتها، وقال: (هدوا اللعب شوية وافتحوا المجال للإعلام حتى يكون مستقلاً)، وطالب بتقليص عدد الولايات وتحويلها الى محافظات، وبينما لم يتضح بعد كيف يعمل الشعب على إشانة سمعة اقتصاده، في وقت تستعين فيه الحكومة بخبراء من روسيا لإعداد الميزانية، وبغض الطرف عن إمكانيات الروس في وضع الميزانيات، أو إلمامهم بتفاصيل الاقتصاد السوداني، فإنه ليس مقبولاً من حزب حكم البلاد 29 عاماً أن تتقاصر إمكانياته عن وضع ميزانية، ودون تردد نقول إن الميزانية التي وضعها الروس تعد من أسوأ الميزانيات في تاريخ الإنقاذ، إن لم تكن الأسوأ، ولعل هذا أمر غريب، فهناك في وزارة المالية قسم لإعداد ومراقبة الميزانية، وكان يضع الميزانيات طيلة السنوات السابقة فما الجديد؟

ما كان رأي نائب رئيس الوزراء ووزير الاستثمار وبلاده تضع مصيرها تحت رحمة الروس ليضعوا لها الميزانية؟ هل الخبراء من جهة حكومية؟ أم شركة خاصة؟ وكيف اطمأن سيادته لهذه الميزانية 9 أشهر وينتقدها الآن؟ وهل كان سيصرح بهذا لو جاء وزيراً؟ وبهذا هل الروس أصدقاء أكثر من الكنديين الذين فضلهم مبارك شخصياً على روسيا البيضاء في عرض الصوامع الشهير والذي وصل لغطه للبرلمان؟ وكان غريباً اختيار العرض الكندي واستبعاد الروسي دون حيثيات؟

من حق مبارك أن ينتقد أداء الحكومة التي كان وزيراً فيها.. وربما من طبعه الإسراف في انتقادها بعد المغادرة، ولكن ليس من حقه اعتبارنا أغبياء، أو أننا سنصدق كلمة واحدة من تبريراته الجوفاء، لماذا مبارك غاضب لاستبعاد بكري من رئاسة الوزارة؟

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى