*سعدتُ بخبر وسط أحداث البارحة..
*وهو أن بعض أعضاء تشريعي الخرطوم طالبوا بمنع مكبرات الصوت بالمساجد..
*ليس منعاً على إطلاقه ؛ وإنما اقتصارها على الأذان فقط..
*أما ما يلي ذلك من صلاة… ومواعظ… وتلاوة…. فالسماعات الداخلية تكفي..
*وما دعا إلى مناقشة هذه القضية تزايد شكاوى المواطنين..
*ولعل هذا التزايد هو ردة فعل لتزايد الظاهرة التي سميتها قبلاً (التدين الصوتي)..
*فالنفاق صار السمة الغالبة لزماننا هذا… ووسيلته هي الصوت..
*أسمعوا صوتي العالي هذا؛ فأنا موالٍ…أسمعوا صوتي العالي هذا؛ فأنا متدين..
*ولم يسلم حتى الحج والعمرة ورمضان من مظاهر الرياء..
*وباتت هذه الشعائر الربانية فرصةً للتباهي الاجتماعي… والنفاق السياسي..
*وخلاصته؛ (شوفوني) حجيت… واعتمرت… وصليت التراويح..
*بل هناك من أضحى يفاخر بعدد مرات حجه..
*ووثَّق أحدهم لذلك قبل أيام – كتابةً – وهو لا يعلم مدى خطورة ما يفعل..
*وتكمن الخطورة في (لقد فعلت كي يقول الناس فعل… وقد قالوا)..
*أي إنك فعلت من أجل الناس… لا لوجه الله..
*وكذلك الأمر بالنسبة لمن (يصرخون) عبر ميكروفونات المساجد ليسمعهم الناس..
*فإن لم يكن الهدف إسماع الناس فلمَ الصراخ… خارجياً ؟!..
*فالذين هم بالداخل لا يحتاجون لمكبرات صوت تجلجل في كل فضاءات الحي..
*وقبل أيام سمعت من أحد الأئمة كلاماً يرتجف له علماء السلطان..
*قال إن المصائب التي تنهال علينا الآن ربما هي جراء تفشي النفاق..
*فالنفاق المقيت يحيط بنا – هذه الأيام – من كل جانب..
*نفاق للسلطان… نفاق للناس… نفاق للمسؤولين… نفاق للمستوزرين حديثاً..
*وتتكاثر ذبائح المنافقين أمام أبواب الوزراء الجدد الآن..
*وبعض هؤلاء الوزراء أنفسهم نالوا مكافأة (صراخهم) بنفاق يذل أعناق الرجال..
*وكان نتاج ذلك – يقول الإمام – أن نُزعت البركة عن أرضنا..
*وحتى قروشنا ما عاد فيها بركة… فالألف جنيه يمكن أن تذوب في طرف السوق..
*ونصيحتي للفريق هاشم عثمان أمس أن يتجنب المنافقين..
*فسوف يتهافتون عليه لنيل حظوة… أو تصديق… أو معتمدية..
*وقد بلغ حال هذه الولاية (الحد) الآن ؛ سوءاً… وتردياً… ووسخاً… و(تسولاً)..
*وبلغت الحد – كذلك – في ظاهرة النفاق الديني… بالمساجد..
*وليت الوالي الجديد يولي هذه المشكلة القدر ذاته من الاهتمام تجاه المشاكل الأخرى..
*فهي مشكلة دينية؛ وليسأل وزارة الشؤون الدينية السعودية..
*سيما إن كانت المساجد متقاربة؛ فيتداخل صراخ المكبرات في إزعاج عظيم..
*ويكفينا صراخ النفاق السياسي الذي بات يصم الآذان..
*وكلما مضى بنا الزمن تضاعفت معدلات النفاق الديني… والسياسي… والمجتمعي..
*حتى لتوشك بلادنا أن تصير (أرض النفاق !!!).