صلاح الدين عووضة

موضة نفاق !!

*سعدتُ بخبر وسط أحداث البارحة..

*وهو أن بعض أعضاء تشريعي الخرطوم طالبوا بمنع مكبرات الصوت بالمساجد..

*ليس منعاً على إطلاقه ؛ وإنما اقتصارها على الأذان فقط..

*أما ما يلي ذلك من صلاة… ومواعظ… وتلاوة…. فالسماعات الداخلية تكفي..

*وما دعا إلى مناقشة هذه القضية تزايد شكاوى المواطنين..

*ولعل هذا التزايد هو ردة فعل لتزايد الظاهرة التي سميتها قبلاً (التدين الصوتي)..

*فالنفاق صار السمة الغالبة لزماننا هذا… ووسيلته هي الصوت..

*أسمعوا صوتي العالي هذا؛ فأنا موالٍ…أسمعوا صوتي العالي هذا؛ فأنا متدين..

*ولم يسلم حتى الحج والعمرة ورمضان من مظاهر الرياء..

*وباتت هذه الشعائر الربانية فرصةً للتباهي الاجتماعي… والنفاق السياسي..

*وخلاصته؛ (شوفوني) حجيت… واعتمرت… وصليت التراويح..

*بل هناك من أضحى يفاخر بعدد مرات حجه..

*ووثَّق أحدهم لذلك قبل أيام – كتابةً – وهو لا يعلم مدى خطورة ما يفعل..

*وتكمن الخطورة في (لقد فعلت كي يقول الناس فعل… وقد قالوا)..

*أي إنك فعلت من أجل الناس… لا لوجه الله..

*وكذلك الأمر بالنسبة لمن (يصرخون) عبر ميكروفونات المساجد ليسمعهم الناس..

*فإن لم يكن الهدف إسماع الناس فلمَ الصراخ… خارجياً ؟!..

*فالذين هم بالداخل لا يحتاجون لمكبرات صوت تجلجل في كل فضاءات الحي..

*وقبل أيام سمعت من أحد الأئمة كلاماً يرتجف له علماء السلطان..

*قال إن المصائب التي تنهال علينا الآن ربما هي جراء تفشي النفاق..

*فالنفاق المقيت يحيط بنا – هذه الأيام – من كل جانب..

*نفاق للسلطان… نفاق للناس… نفاق للمسؤولين… نفاق للمستوزرين حديثاً..

*وتتكاثر ذبائح المنافقين أمام أبواب الوزراء الجدد الآن..

*وبعض هؤلاء الوزراء أنفسهم نالوا مكافأة (صراخهم) بنفاق يذل أعناق الرجال..

*وكان نتاج ذلك – يقول الإمام – أن نُزعت البركة عن أرضنا..

*وحتى قروشنا ما عاد فيها بركة… فالألف جنيه يمكن أن تذوب في طرف السوق..

*ونصيحتي للفريق هاشم عثمان أمس أن يتجنب المنافقين..

*فسوف يتهافتون عليه لنيل حظوة… أو تصديق… أو معتمدية..

*وقد بلغ حال هذه الولاية (الحد) الآن ؛ سوءاً… وتردياً… ووسخاً… و(تسولاً)..

*وبلغت الحد – كذلك – في ظاهرة النفاق الديني… بالمساجد..

*وليت الوالي الجديد يولي هذه المشكلة القدر ذاته من الاهتمام تجاه المشاكل الأخرى..

*فهي مشكلة دينية؛ وليسأل وزارة الشؤون الدينية السعودية..

*سيما إن كانت المساجد متقاربة؛ فيتداخل صراخ المكبرات في إزعاج عظيم..

*ويكفينا صراخ النفاق السياسي الذي بات يصم الآذان..

*وكلما مضى بنا الزمن تضاعفت معدلات النفاق الديني… والسياسي… والمجتمعي..

*حتى لتوشك بلادنا أن تصير (أرض النفاق !!!).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى