تحقيقات وتقارير

تحديات (أمنية جنوبية) على طاولة سودانية يرويها وزير داخلية جنوب السودان

 

كان وزير الداخلية بدولة جنوب السودان، الفريق مايكل شيانقجيك، صريحًا وهو يتحدث في المنبر الصحفي لمركز “طيبة برس” عن مستقبل العلاقة بين السودان وجنوب السودان عن ملفات الأمن والاستقرار في جوبا، وبدأ واثقًا أن حكومة بلاده في طريقها لتودع عهد الفوضي والاحتراب، ومبعث الثقة والتفاؤل هو اتفاقية السلام التي وقعها فرقاء الجنوب أمس الأول بأديس أبابا، ولم ينس الإشارة للدور الإيجابي الذي لعبته الخرطوم قبل توقيع الاتفاق، مبديًا أمله أن تشهد الفترة المقبلة تقدمًا في الملفات التي جري الاتفاق عليها، فماذا قال وزير الداخلية الجنوبي؟؟

دور إيجابي للخرطوم

استهل الوزير شيانقجيك حديثه بالإشادة بالدور الإيجابي الذي قامت به الخرطوم في جمع فرقاء الجنوب قبل بدء المفاوضات بالخرطوم، وهو ما مهد لتوقيع الاتفاق النهائي بأديس أبابا، وقال مايكل إن أهم دور قامت به الخرطوم والوساطة “الإيقاد” هو النجاح في إعادة الثقة بين الفرقاء، وأشار إلى أن الفترة السابقة لبدء التفاوض بالخرطوم كان عنوانها “الخلافات السياسية”، وزاد: لكن الآن وعقب جهود الخرطوم والوساطة تم حلها جميعها، وطالب المواطنين بالوقوف بقوة خلف الاتفاقية الموقعة وتعهد بسعي الحكومة في الجنوب لتنزيل بنود الاتفاقية وتطبيقها بإرادة سياسية قال إنها متوفرة، وأضاف: تنفيذ الاتفاقية سيحقق الأمن والاستقرار المنشود، لافتًا إلى أن وجود المعارضة في جوبا “مشلول”.

تدخل

قال مايكل إن تدخل حكومة الخرطوم بين الفرقاء كان راجحًا أن يأتي بنتيجة إيجابية بسبب معرفتها بطبيعة الصراع وثقة الطرفين في الخرطوم، وهو ما لا يتوفر في أي وسيط تفاوضي آخر.

تحديات

لم ينكر الوزير وجود تحديات تواجهها الاتفاقية خاصة في ملف الترتيبات الأمنية، لكنه أكد قدرة الطرفين على معالجتها والتفاهم حولها لمصلحة شعب الجنوب واستقرار الدولة، أما التحديات التي تواجههم في وزارة الداخلية فقال إنها تتمثل في انتشار السلاح على نطاق واسع بين المواطنين وخارج القنوات الرسمية، إضافة إلى المنافذ الوحيدة إلى شرق إفريقيا التى تتواجد به جرائم الاتجار بالبشر والإرهاب، موضحًا أن بلاده لديها الموارد والمقومات الجيدة لكي تنهض ولكن الحرب أثرت سلبًا دون الاستفادة منها، وزاد “شايفين ارتفاع الدولار في جوبا وفي الخرطوم” وأرجع الأمر لعدم الاستقرار بسبب الحرب.

علاقات عميقة

وكشف مايكل عن حوار يجري بين حكومتي البلدين مع المعارضة والإيقاد لحل الإشكال والخلافات السابقة وما قد يحدث عند تطبيق الاتفاقية، وقال إنهم قدموا تفويضًا للخرطوم لمعالجة الخلافات والمعوقات لمعرفتها التامة بالأمر وتفهمها لطبيعة الصراع الجنوبي ومعرفتها بالحكومة والمعارضة، قبل إن يعود ليصف العلاقة بين حكومة جوبا والخرطوم بـ “الإخوية” وقال إن الثقافة المشتركة بين السودانيين ما تزال موجودة ومهمة وتشكل عامل تقارب.

تحديات إقتصادية

قال مايكل إن التدهور الإقتصادي الذي عانت منه بلاده له أسباب معلومة وتحدث عن طي هذا التقرير، مشيرًا إلي الحرب وما تمثله من استنزاف للموارد، وتوقف ضخ النفط لوجود المعارضة في عدد من المناطق، لكنه أكد أنه هذه المشكلات غير محصورة في جوبا فقط وموجودة حتي في الخرطوم، وقال “مشاكلنا لا تنفصل عن بقية مشكلاتكم” قاطعًا بأن الحكومة مسؤولة وقادرة على القيام بمسؤوليتها تجاه شعب جنوب السودان بعد توقيع الاتفاقية.

الصلح

ودافع وزير الداخلية الجنوبي عن مخرجات الاتفاقية حول تقاسم السلطة، وقال إن تكوين حكومة ضخمة بالجنوب أفضل من الحرب وزيادة المعاناة على كاهل المواطنين والدولة، مشيرًا إلى أن الحكومة الجيدة هي التي تاتي بالسلام، وفي ذأت الوقت رفض تجربة الجيشين، ووصفها بأنها تجربة “غير مفيدة” مؤكدًا على أن القوات سيتم دمجها خلال فترة وجيزة بعد تدريب الكوادر في الخرطوم بناءً على الاتفاق الذي سيتم بموجبه تدريبهم بالسودان وتأهيلهم، وزاد “نحن دايرين نستفيد من خبراتكم”، معلنًا عن دعوة المفتش العام لشرطة جوبا للمفتش العام بالخرطوم لزيارة جوبا، وقال إن الزيارة قد تتم خلال الأيام القليلة المقبلة.

تعاون

وكشف الوزير عن تعاون بين الخرطوم وجوبا في المجال الأمني، وقال “بدينا بصورة كويسة” مشيرًا إلى أن التعاون خارج المنظومة الإفريقية لافتًا إلى وجود مشتركات عديدة تربط بين السودان والجنوب، وجدد شكره لحكومة السودان لدورها الإيجابي في الوصول لإتفاقية السلام التي تمت بين فرقاء الجنوب، ونحن كحكومة ساعين لتنفيذ بنود الاتفاقية للاستقرار، مشيرا لوجود مصالح مشتركة بين الدولتين والشعبين، وقال نحن ساعون نجذر الامن والاستقرار فى جوبا لموقعها الإستراتيجي. وأضاف مشاكلنا الآن سياسية ولا تنفصل عن بقية المشاكل التى تحدث حتى في الخرطوم، وقال إن هنالك أحاديث مشوشة وغير صحيحة تقال عن جيش دولة الجنوب وهو جيش نظامي معتبرًا أن الجنوب محظوظ، وزاد “نحن أحسن من نيروبي وكمبالا وكل مناطق دول غرب إفريقيا وشرق إفريقيا بها نزاعات ونحن وضعنا أفضل في التعايش والأمن”.

ووصف شيانقجيك الأحداث التي تقع على مناطق التماس وفي المناطق الحدودية بين الجنوب والسودان بأنها أحداث مؤسفة جدًا، ونحن لا نقبلها ونؤكد علي أي أن مواطن من الشمال يعتبر مواطنًا في الجنوب ولا يجوز التعرض عليه بأي شكل، وقال إن تجارة البشر في حال استمرت الحرب ستصبح مهددًا أمنيًا خطيرًا تصعب السيطرة عليه كاشفًا عن أنهم حرروا مؤخرًا بعض الأطفال الصوماليين في منطقة أويل من قبضة تجار البشر.

تقرير : جمعة عبد الله

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى