تحقيقات وتقارير

عثمان محمد يوسف كبر نائباً للرئيس (شيخ الولاة) المحنك في القصر

منذ بداية عهده في التعليم كان الرجل شغوفاً بالسياسة ودائماً ما كان يتزعم الاحتجاجات المطلبية للمواطنين.. انتظم في صفوف الحركة الإسلامية؛ وأخلص لها حتى وصل لمنصب أمين الحركة الإسلامية بمحلية الطويشة منذ العام 1984م. تدرج في السياسة من رئيس مجلس تشريعي بولاية شمال دارفور إلى أن وصل لمنصب والي ولاية شمال دارفور خلفاً للفريق إبراهيم سليمان الذي في عهده دخلت حركات دارفور إلى الفاشر في العام ٢٠٠٣م وبدخول الفاشر اهتزت صورة الحكومة فسارعت بعزل الفريق إبراهيم سليمان وتعيين عثمان محمد يوسف كبر؛ الذي ينحدر من قبيلة البرتي (إحدى قبائل دارفور)، وولد بمدينة الطويشة (شرق دارفور) في 13 يناير 1955م.
وظل كبر والياً لولاية شمال دارفور لأكثر من (١٣) عاماً كأطول فترة يحكمها والٍ على كل ولاة دارفور، وكان حتى قبيل عزله يُطلق عليه (شيخ ولاة دارفور)، ويعتبر من أهل الثقة لرئيس الجمهورية، لنجاحه في كل ما يوكل إليه من مهام، فهو يعرف كيف يدير شأن ولايته؛ وله شخصية وكاريزما كبيرة تمكنه من تفادي مطبات السياسة وحفر الإخوان. عُرِفَ عن الرجل صاحب سرعة البديهة؛ الردود الدبلوماسية لأجهزة الإعلام سواء كانت داخلية أو خارجية، بالإضافة إلى الحنكة في الردود على الأسئلة التي يطرحها الأجانب إبان أزمة دارفور، فيما يعده المناوئون للحكومة “مراوغة وفهلوة” من الحكومة أو كبر، بل يقولون إن لكبر قدرة فائقة على الخروج من كل المطبات بجزالة العبارات وقوة الحجة.

تعرض الرجل إلى أعسر امتحان في حكمه عندما نشأ ما يسمى بسوق المواسير، كان ذلك في العام ٢٠١٠م، وفيها أدخل أهل الفاشر ومعظم أهل دارفور أموالهم وبضاعتهم في تجارة الكسر أو التخلص من البضائع بأثمان زهيدة نقداً أو بشيكات، وفي النهاية ابتلع السوق كل أموال التجار وأدى إلى إفلاس عام أعقبته تظاهرات راح ضحيتها العشرات ما بين قتيل وجريح بالإضافة إلى ضياع المليارات. قامت الحكومة الاتحادية بتحقيق عن السوق أسفر عن دفعيات للمواطنين ومن ثم توقفت. أخيراً تم إعفاء الرجل وتعيين بدلاً عنه عبد الواحد يوسف.

ينقسم أهل دارفور ما بين مؤيد لكبر ورافض له، خصوصاً الزعيم القبلي موسى هلال – المعتقل حالياً – إبان تفجّر أزمة (جبل عامر) المنطقة الغنية بالذهب، في ذاك الوقت طالب موسى هلال بعزل الوالي عثمان كبر من الولاية.

وبحسب المصادر، يتمتع الرجل بعلاقات قوية مع الرئيس، بل من المقربين إليه خاصة في مسألة إعادة ترشيح البشير لـ٢٠٢٠م.. ولم يكن من ضمن الخيارات المطروحة لعامة الناس ليكون نائباً لرئيس الجمهورية خلفا لحسبو محمد عبد الرحمن.
كبر يرى أن فتنة دارفور لم تكن وليدة حقبة معينة ولا حكومة بعينها، وأن الحروب القبلية في دارفور بدأت عام 1918م؛ وقال إن جولات التمرد في دارفور بدأت بمنظمة اللهيب الأحمر في الخمسينيات ومن ثم منظمة (سوني) في الستينيات مروراً ببولاد إلى التمرد الحالي. وعدد كبر أسباب الصراع في دارفور ومن ضمنها أسباب مهنية بحثاً عن الموارد، ثم تحولت إلى قبلية، وأشار إلى أن انتشار السلاح كان سبباً أساسياً في نشوب الحروب. وكثيراً ما امتدح كبر نظام الحكم الحالي للولايات في استفتاء دارفور السابق، قائلاً إن الإقليم الواحد له سلبيات كثيرة منها هدر الموارد، وأشار إلى أن عاصمة الإقليم الواحد ستؤدي إلى نزاع بين الولايات.

تقول سيرة الرجل الذاتية إنه تحصل على درجة الدكتوراه في العام الماضي، وتلقى مراحله التعليمية في: (الطويشة الأولية، اللعيت المتوسطة، الفاشر الثانوية). أما المؤهلات العلمية: نال (شهادة تدريب معملي المرحلة المتوسطة – بخت الرضا، دبلوم تربية – بخت الرضا، بكالوريوس شريعة وقانون – جامعة أم درمان الإسلامية، ثم ماجستير شريعة وقانون).

الخبرات العلمية: (أمين الحركة الإسلامية بمحلية الطويشة منذ العام 1984م، أول أمين للمؤتمر الوطني بمحلية الطويشة عام 1990م، رئيس اللجنة الشعبية الطويشة غرب خلال الفترة 1990 – 1994م، ممارساً للعمل الإداري الرياضي لشرق دارفور، لاعباً في فرق رياضية في مختلف أنحاء السودان، متمرّساً في العمل الثقافي والاجتماعي والنشاط الطلابي، نائب رئيس المجلس التشريعي الأول لولاية شمال دارفور 1995-1999م، رئيس المجلس التشريعي لولاية شمال دارفور 1999 – 2002م، نائباً عن دائرة الطويشة للمجلس التشريعي الولائي لثلاث دورات خلال الفترة 1995م – 2003م، عضو آلية الأمن لولايات دارفور، والي ولاية شمال دارفور 2003-2014م).

بروفايل : محجوب حسون

الخرطوم (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



ابراهيم احمد

يغطي القضايا الأمنية والعسكرية، ويتمتع بعلاقات واسعة مع مصادر الأخبار الأمنية.
زر الذهاب إلى الأعلى