الفاتح جبرا

الحكاية وراثة

(ما خلصنا) وإنتهينا من تناول حبوب الضغط والسكري والمرارة بعد تصريح السيد رئيس اللجنة المالية والإقتصادية بمجلس تشريعي الخرطوم الذي أدلى به مؤخراً مفتياً بأن (محاربة الفقر لا تجوز لأنها حرب على الله) حتى تداولت الأسافير مقطعاً لخطاب ألقاه السيد حسبو محمد عبدالرحمن النائب الأول لرئيس الجمهورية في الجلسة الإفتتاحية لمجلس التشريعي بمناسبة ذكرى إعلان الإستقلال من داخل البرلمان وقد كان ذلك في 18 ديسمبر 2014 وتداول إعادة بث الخطاب المذكور على (الميديا) وتزامنه مع تصريح زولنا رئيس اللجنة الإقتصادية يؤكد تماماً بأن (الشعب صاحي) ويقوم بالتوثيق (صورة وصوت) لكل مسؤول يتخذ من إرادة الله سبحانه وتعالى مرجعاً للفشل الذي منى به ما يعرف بمشروع الجبهة الإسلامية التي إستولت على السلطة بليل حالك السواد.

يقول (السيد حسبو) إن وفد (تقييم صندوق النقد الدولي) قد زاره في مكتبه ليس لتنويره بتقرير (وصفة الإصلاح) المعروفة التي يقوم البنك بالإعتناء بها، بل جاء الوفد مستغرباً ومتعجبا من المؤشرات الاقتصادية (الموجبة) لاقتصاد كان من المفترض أن ينهار بعد فترة وجيزة من انفصال جنوب السودان الذي خرج 70-80% من بتروله من الموازنة العامة، فضلاً عن إحكام الحصار عليه ولكن مع كل ذلك ولاستغراش فريق الصندوق فأن الاقتصاد السوداني لا يزال قوياً ومتماسكاً بل سجل معدلات نموء ومؤشرات إيجابية أخرى كثيرة!

وإزاء هذا الوضع (الغرائبي) كان أعضاء فريق صندوق النقد الدولي (الزائر) ينتظرون رداً وتفسيراً لهذا (اللغز الاقتصادي المثير) والذي ضرب بعرض الحائط بكل المعايير الاقتصادية المعروفة التي وضعها أساتذة الجامعات في العالم؟ فإذا بالسيد (النائب الأول) يكشف عن السر و(يفحم الجماعة) إذ أخبرهم بان هذا هو اقتصاد (التوكل على الله)، و(ما معناهو) أن سر هذه (الوصفة) الخطيرة هي انك ما دام أصلحت علاقتك برب العباد فلن ينالك أو يضرك شيء والأمور كووولها ح تمشي (باسطة)، وهنا يا سادتي يكمن السر في كونهم ولأكثر من ربع قرن من الزمان باقون في السلطة واقتصادهم مستقر والسر هو كون أنهم محافظون على علاقتهم الحسنة برب العباد (شوفتو كيف؟)، ولم ينس (السيد حسبو) أن ينصح فريق صندوق النقد الدولي لنقل هذه التجربة (الإنسانية) ليتم تدريسها في جامعاتهم في الغرب (لعلهم يهتدون)!

إنتهى تلخيص ذلك الجزء من الخطاب الذي ألقاه السيد حسبو محمد عبدالرحمن النائب الأول لرئيس الجمهورية في الجلسة الإفتتاحية لمجلس التشريعي بمناسبة ذكرى إعلان الإستقلال من داخل البرلمان وقد كان ذلك في 18 ديسمبر 2014 ونحن الآن في سبتمبر من العام 2018 (بعد حوالي 4 سنوات) فهل لا زالت تلك الوصفة (الإلهية) تعمل معهم؟ وهل الإقتصاد ينعم بالإستقرار والنموء؟ وماذا يقول (السيد حسبو) لفريق صندوق النقد الدولي الذي أوصاهم بنقل هذه التجربة (الإنسانية) ليتم تدريسها في جامعاتهم في الغرب وقد إنهار الإقتصاد تماماً وأصبح الكل يصيح (يا أبو مروه)!

لقد أستشطنا غضباً من تصريحات (زول اللجنة) وفتواه (العجيبة) بأن محاربة الفقر هي محاربة لله رب العالمين و(أتاري) القصة (وارثنها من كبارهم) فأصحاب (المشروع) لا يرمش لهم جفن وهم (يلصقون) كل (الفشل) والتدني والتخبط الذي تعاني منه البلاد إلى الإرادة الإلهية بل والأنكى من ذلك أنهم يتوهمون مؤازرة الله لهم ومدهم بجنود من السماء تعزز من إستقرار عافية ومتانة الإقتصاد رغم كل المؤشرات التي تدل على تدنيه وإنهياره، بل إذا قمنا بإتباع الحيثية المنطقية التي تقول بأن النتائج تتبع المقدمات فساداً و صلاحاً نجد أن ما وصلنا إليه من رهق وتعب ما هو إلا نتيجة حتمية للبعد عن الله وإختفاء خط هيثرو!

كسرة:
نطالب بمجانية أدوية (المرارة)!
• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 101 واو – (ليها ثمانية سنين وخمسة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 60 واو (ليها خمسة سنين).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى