محمد عبد الماجد

قطوعات الكهرباء (كبشنوها)

(1)
> يشهد التيار الكهربائي أكثر فترة (تذبذب) تحدث له في تاريخه (الكهربائي) القريب ، اذ أصبح الأصل في الكهرباء (القطوعات) ، في الوقت الذي أصبح فيه استمرار التيار الكهربائي أو حتى وجوده يمثل (الاستثناء).
> يمكن ان يقطع التيار الكهربائي في اليوم بل في الليلة الواحدة اكثر من مرتين ، وقد يستمر قطوع التيار الكهربائي لمدة ساعات طوال ، وما أن يأتي التيار حتى يعود لينقطع مرة أخرى.
> عودة التيار الكهربائي أصبحت مثل (الفاصل الإعلاني) نخرج اليها لنعود بعدها للقطوعات.
> يحدث ذلك بشكل (فوضوي) ، مفتقدا حتى لنظام (برمجة) القطوعات التي كانت تفاخر بها الهيئة القومية للكهرباء عند حدوث أزمة في هذا المرفق ، فتخرج الهيئة بقائمة لبرمجة القطوعات ، وفي بالها أن ذلك إنجاز لها.
> فيما يبدو ان إدارة الهيئة القومية للكهرباء فقدت حتى سيطرتها على (القطوعات) ، واصبح الأمر برمته يدار بشيء من التخبط والفوضى العميقة والعشوائية المطلقة.
> لا أعرف ماذا تفعل (إدارة) الكهرباء في السودان ، وما دور قسم الإعلام والعلاقات العامة في هذا المرفق الهام؟
> بل ما جدوى وجود كل هذا الكم الهائل من الفنيين والمهندسين في الكهرباء ، والأعطاب الفنية في هذه المصلحة تتكرر في اليوم الواحد عشرات المرات، بنفس التفاصيل والأسباب.
(2)
> أصبحنا نشتهي (قطوعات) مبرمجة ، هذا كل ما نتمناه ، نحن لا نريد نظاما في استمرار الكهرباء – كل ما نريده هو ان يكون هناك نظام في القطوعات ، لأن المساواة في القطوعات (نور).
> بعض الأحياء في ولاية الخرطوم يقطع التيار الكهربائي فيها بشكل مستمر ودائم ، وبعضها لا تحدث فيه قطوعات في الكهرباء إلّا من حين لآخر.
> كذلك نجد ان بعض المدن الكبيرة في ولايات السودان المختلفة تشهد قطوعات طويلة ومستمرة، في الوقت الذي تنعم فيه مدن أخرى بشيء من (الاستقرار) في التيار الكهربائي.
> وان كان الدخول الى مواقع التواصل الاجتماعي أثناء الليل، يؤكد أن السودان كله يعيش في ظلام دامس بسبب القطوعات.
> يظهر ذلك حتى في عدم اكتمال وقيام مباريات كرة القدم في السودان، إذ أصبح من النادر اكتمال مباراة في كرة القدم بسبب انقطاع التيار الكهربائي ، حتى وإن كانت المباراة تلعب على استاد (شداد – حليم) في قلب الخرطوم.
(3)
> مثلما كانت هناك تعديلات وتغييرات في كثير من القطاعات الاقتصادية في السودان، يجب ان يكون هناك تغييرات في وزارة الكهرباء وفي الهيئة التي تدير ذلك القطاع المهم والحساس.
> لا أعتقد ان المعاناة التي يتعرض لها الشعب السوداني بسبب انقطاع التيار الكهربائي الآن، قد تعرض لها في السنوات الأخيرة ، هذه اسوأ فترة للكهرباء في السودان إذ يغلب انقطاع التيار الكهربائي في السودان على استمراره. معظم الأحياء في الخرطوم الآن تحت قبضة حديدية للبعوض بسبب فصل الخريف وضعف المردود الصحي لوزارة الصحة ، ليجد البعوض من انقطاع التيار الكهربائي الأجواء الملائمة كي يرعى في خلق الله ويسدر.
> أضف الى ذلك ان أغلب المنازل المفتوحة والمسطحة في ولاية الخرطوم تحولت الى عمارات و(شقق) مغلقة ، انقطاع التيار الكهربائي فيها يخلق أضراراً صحية كبيرة ، خاصة بالنسبة للأطفال.
> المؤسف ان القطوعات في الكهرباء تحدث بصورة تفتقر للمبالاة ، وكأن القطوعات أصبحت شيئا طبيعيا وعادياً، لا يثير اي قلق لدى السلطات وهي لا توليه أدنى اهتمام.
> ربما كان ذلك بسبب الأزمات الكثيرة التي تعرض لها الشعب السوداني في الفترة الأخيرة ، حتى ان قطوعات التيار الكهربائي أصبحت لا تشكل (هاجساً) للسلطة.
> موت يا حمار!!.
> بل إن الشعب نفسه تأقلم على تلك القطوعات وأصبح يكتفي من الكهرباء بشحن الهواتف الجوالة لا أكثر ليقضي ليلته متجولا بين مواقع التواصل الاجتماعي ومعلقا على قطوعات الكهرباء.
(4)
> التدهور الذي تعيش فيها الهيئة القومية للكهرباء ، والحالة التي وصل لها التيار الكهربائي ، تستوجب الوقفة والمحاسبة ، فقد عدنا الى الوراء كثيرا ، وأطفالنا أصبحوا يرددون في فرح عريض (الكهربة جات أملوا الباقات) كما كان يفعل آباؤهم قبل عشرات السنين.
> رجاء (كبشنوا) هذه القطوعات ، واعترفوا بها ، وتعاملوا معها باعتبار وجودها ، بدلا من (مطارشتها) بهذه الصورة!!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى