الهندي عز الدين

إعفاء الشريف “حسين” .. مفارقات (اللا) سياسة !!

فوجئت كآخرين ، بقرار الرئيس “البشير” أمس إعفاء وزير الدولة بالتعاون الدولي الشريف “حسين الهندي” ، وتعيين الأستاذة “منى فاروق” بديلاً له !!
أتفهم .. أنه ربما يكون قرار الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الدكتور “أحمد بلال عثمان” ، قبل أن يكون قرار الرئيس “البشير”، ولكني أعلم أيضاً أن المؤتمر الوطني تأخر كثيراً عن إعفاء وزراء ودستوريين طالبت أحزابهم الشريكة بإقالتهم خلال السنوات الماضية ، إبتداءً من وزراء ونواب كانوا تابعين لـ(حزب الأمة – الإصلاح ) ، ما يزالون على مقاعد الوزارة والنيابة بالبرلمان منذ أن طالب رئيس الحزب السيد “مبارك الفاضل المهدي” باستبدالهم قبل (16) عاماً يوم أن كان مساعداً لرئيس الجمهورية .

القيادي الاتحادي الشاب الخلوق الشريف “حسين”، هو سليل الأسرة الثالثة في السودان في مقامات الولاء الديني و الطائفي .. سادة الطريقة الهندية ، بعد(آل المهدي) و(آل الميرغني) .
و إذا كانت قيادة الدولة حريصة على استبقاء السيدين “عبدالرحمن الصادق المهدي” ، و”محمد الحسن الميرغني” مساعدين لرئيس الجمهورية ، وأضافت لهما السيد “إبراهيم الميرغني” وزيراً للدولة بوزارة الاتصالات ، وثلاثتهم تسبقُ أسماءُ أجدادهم .. كسبَهم الشخصي ، فإن المفارقة تبدو واضحة في قرار إعفاء الشريف “الهندي” ، الذي ظل كلما التقيته يحدثني عن ضرورة التمسك بالرئيس “البشير” حتى يخيل إليّ أن محدثي هو الدكتور “كبشور كوكو” رئيس شورى المؤتمر الوطني وليس القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي !!

الأغرب أن الرئيس “البشير” – شخصياً – هو الوسيط المتفق عليه في تسوية خلافات الحزب الاتحادي الديمقراطي ، وقد جمع إليه في داره بالقيادة العامة قبل أشهر كلاً من الدكتور “أحمد بلال” ، الأستاذ “محمد الدقير” ، الأستاذة “إشراقة سيد” ، ورابعهم الشريف “حسين الهندي” ، وطالبهم بوحدة الحزب والالتزام بالعمل سوياً قبل عقد المؤتمر العام للحزب ، وقد عاهدوه على ذلك ، ثم تفرقوا إلى بيوتهم دون أن يجتمعوا ثانية .

ويبدو جلياً أن المبادرة لم تتقدم متراً ، وأكبر دليل على ذلك القرار الجمهوري الصادر أمس بإعفاء الشريف “حسين الهندي” !!
رحم الله الزعيم الخالد .. علم السياسة السودانية الخفاق .. البطل الذي أحمل أنا اسمه ولا يربطني به رحم .. الشريف “حسين الهندي” .. وصدق الرئيس الراحل “جعفر نميري” خصم “الشريف” اللدود .. وهو يقول لنائبه الفريق “عمر محمد الطيب” لحظة إبلاغه خبر وفاة الشريف عام 1982م : (أمانة .. ما مات راجل) !!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى