الطاهر ساتي

وبالأبيض أيضاُ..!!

:: جريمة بالأبيض تهز الرأي العام هناك، وهي من الجرائم الغريبة على بالأهل بشمال كردفان ..نسأل الله الصبر والسلوان لاسرتها وأهلها، لقد تم اغتصاب الطفلة أمنية عثمان ذات الست سنوات، وقتلها ثم رمها في بئر سايفون بعد تقطيع جسدها النحيل ..فالخرطوم والقضارف هي الأكثر تصديراً لأخبار جرائم اغتصاب الأطفال وقتلهم إلى وسائل الإعلام، ثم عواصم و مدن ولايات السودان الأخرى، ولكن الأبيض (لا)، وقد تكون هذه الجريمة هي الأولى ..!!

:: وفي جرائم الاغتصاب، وكانت أبشعها ماحدث للثلاثة أشقاء بأمدرمان في مارس الفائت.. وعقب تلك الجريمة قد أرسل النائب العام مولانا عمر أحمد محمد في إرسال رسالة قوية للمجتمع السوداني، بحيث يكون مطمئناً على (قوة العدالة)، وذلك بتقديم خطبة الاتهام – إنابة عن المجتمع – أمام محكمة الطفل.. ويومها كتبن بالنص : فالجدير بالانتباه، في كل المآسي ذات الصلة باغتصاب الأطفال، هو أن الجاني لا يكون غريباً.. و أن الحقيقة التي نتهرب منها، في بلادنا لا يدفع الطفل ثمن سوء أخلاق الجاني فقط ، بل يدفع ثمن جهل وإهمال أسرته، وهذا ما يجب التحذير منه دائماً..!!

:: نعم ليس بالضروة أن يكون المعتدي على الطفل (غريباً)، وهذا الظن ( خاطئ جدا).. فالشاهد أن وراء كل جريمة تحرش وإغتصاب علاقة – عمل، جوار، رحم – ما بين المجرم و أسرة الضحية .. ولذلك كان – ولايزال – تحذير وتنبيه علماء التربية والقانون بأن ندرس ونفحص العائلة وعمالتها والجيران و الرياض والمدرسة و الخلوة و الملاعب وكل الأشياء التي حول الطفل بوعي و دقة..أي يجب فحص الدائرة المجتمعية الضيقة التي يتحرك فيها الطفل بحرية وبراءة، لأنها الدائرة المحفوفة بالمخاطر..!!

:: فليكن عقاب الإغتصاب رادعاً إلى حد الإعدام، وليس في ساحات السجون فحسب، بل في (ميدان عام)، بمحلية الطفل الضحية أو بمنطقته، وتحت سمع وبصر الناس ، كما يطالب البعض، وكما الحال في السعودية .. مع ذلك، فان العقاب – مهما كان رادعاً – بمثابة علاج لهذا الوباء الأخلاقي .. ولكن الوقاية خير من العلاج.. وليس من الوقاية أن توفر الأسر لأطفالها مناخ التحرش والإغتصاب، بحيث تعجز عن مراقبة طفلة – في عمر الست سنوات – حتى تقع في براثن الذئب اللعين، كما حدث بالابيض ..!!

:: وعليه، فالعقاب وسيلة من وسائل مكافحة الجرائم، ولكن الوسيلة الكبرى هي أن توعية الأسر ونشر ثقافة الرعاية والحماية في المجتمع .. وأكرر، ليس من الرعاية توفير مناخ الإغتصاب، كأن نرسل الأطفال إلى الأسواق أو يصبح ذهابهم إلي الدكان ( شئ طبيعي).. وعلى سبيل المثال الراهن، لقد خرجت الطفلة أمينة إلى الدكان ولم تعد، ثم عثروا عليها في بئر السايفون .. وعليه، كما تعاقب الجاني، فان فالقوانين الواعية تعاقب أيضاً ولي أمر الطفل على الإهمال، ويجب أن ترتقي قوانين بلادنا لهذا الوعي..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى