ناهد قرناص

إعادة اختراع العجلة

والمصطلح أعلاه يطلق على كل من يهلل لصنع شيء.. موجود أصلاً.. ويعلمه الصغير قبل الكبير.. فالعجلة تم اختراعها منذ عهد الفراعنة.. وهي موجودة برسمها في نقوشاتهم على الجدران.. وأغلب الحضارات القديمة تعرفها ووظفتها في الحياة اليومية والحروب وخلدتها في المعابد والأهرامات .
حكينا القصة أعلاه.. لكي نقول للعبقرية التي تفتقت عن فكرة (الأشعريون).. بأن قصة تقاسم لحوم الأضحية مع الفقراء والمساكين.. هي (العجلة) بالنسبة لنا نحن السودانيين.. ذلك أننا من (تبينا قمنا ربينا)، كنا نقسم الأضحية إلى ثلاث.. حسب السنة المحمدية.. نقسم ثلت للفقراء ونرسلها لهم في بيوتهم دون أن نذكر من أين أتتهم.

. وربما اجتمعت للفقير عدة (أكياس لحم) لا يعرف أيها من أين أتى.. ولم نكن نتوقع أن السادة في لجنة الأفكار الرسمية لم يسمعوا بهذا الأمر من قبل.. والله لو كنا نعرف كنا (كلمناكم).. وقلنا ليكم هذه القصة لا تحتاج إلى مبادرة.. ولا صور.. ولا (ذراع خروف) ولا يحزنون ..
يا ما تقاسمنا الحلوة والمرة.. وياما مرت علينا أيام وقفنا فيها بالطاقة للجيران.. أدونا بصلة ولا شوية ملح.. وياما استقبلنا عطايا تمور الشايقية بعد الحصاد.. وفول السليم من الدناقلة.. وبت تمودة من المحس.. وياما بادلناهم قمح الشمالية.. وقراصة الحلفاويين وتلقينا عصيدة الجعليين.. نحن أشعريون بالفطرة.. في الكره والفرح.. والجد والهزل.. والذي يريد أن يعلمنا كيف نتقاسم الزاد.. سنقول له: يا بني إن هذا حق هو إعادة اختراع العجلة

ولو أتينا لفكرة (أشعريون) ذاتها.. والتي حكى عنها أفضل الخلق أجمعين.. فهي أن الأشعريين كانوا إذا ألمت بهم ضائقة.. جمعوا كل ما يملكون وجعلوه في ثوب واحد.. ثم تقاسموه.. فيما بينهم.. فلو أردتم تطبيق الفكرة.. فتعالوا إلى كلمة سواء.. ولتأتونا ما جمعتموه في البنوك داخل البلاد وخارجها.. وما تكنزون من ذهب وفضة.. وما تملكون من دور وقصور.. ومزارع وبساتين.. ولنقسمها بيننا قسمة (الحلال والبلال).. تلك هي فكرة الأشعريين (ست الاسم).. وفيما عدا ذلك.. فلا يعدو أن يكون مبادرة كغيرها من المبادرات التي تجعلنا نتبسم ضاحكين من قولهم ونتساءل: ترى من الذي يفكر هذه الأفكار التي لم تخطر على قلب بشر؟

خذ عندك على سبيل المثال وليس الحصر.. مبادرة اسمها (مبادرة وقف الشواء).. فتوقفت حقيقة عن التفكير برهة.. إذ لم أعرف ماذا يعني العنوان (يعني نوقف نشوي؟ ولا هناك وقف اسمه الشواء؟ ولا المفترض نعمل شية.. ونتبرع بها للجهة صاحبة الإعلان والتي ستجعل منها وقفاً؟؟).. فالمصيبة ليست فقط في الأفكار التي ما أنزل الله بها من سلطان.. ولكن حتى في التعبير واستخدام الكلمات المناسبة لإيصال الفكرة الفريدة في عصرها.. بالله عليكم لو في إمكانية.. أكتبوا رقم هاتف خاص بالتفسير نتصل عليه لنعرف المقصود من المبادرات حتى نستطيع المشاركة ولا يضيع علينا ثوابها .

أما الشيء المضحك المبكي.. فهو أن هذه المبادرات تصحبها ضجة وصور وتتبعها أدلة من القرآن والسنة.. ومقالات وروايات.. وحاجات وشنو.. وتجد من يكتب عنها و(يغني) فيها و(يدوبي).. ويمجد صاحبها الذي يسير مختالاً كما أرشميدس عندما صاح (وجدتها).. في لحظات كهذه كل ما نتوق له هو أن نهتف قائلين: (الفكرة دي قدددييييييمة).. أقدم من العجلة ذاتها.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى