الطاهر ساتي

الظُلم القادم

:: التهانئ لصغارنا الذين نجحوا في اجتياز المرحلة الثانوية بنجاح، وبالتوفيق في العام القادم بإذن الله لمن خرجوا من إمتحانات هذا العام بالتجارب والدروس، ونُذكرهم بأن النجاح الحقيقي للمرء هو هزيمة اليأس ثم التحلي بروح العزيمة والأمل .. وبما أن الذين نجحوا على موعد مع التقديم للجامعات في مقبل الأيام، فليس هناك ما يمنع إزعاج السلطات المسؤولة عن التعليم العالي – مرة أخرى – بالطرق على نصوص ظالمة بلائحة القبول لمؤسسات التعليم العالي لسنة (2003)، والصادرة عن المجلس القومي للتعليم العالي ، والتي تم تعديلها في عامي (2009، 2014) .. !!

:: ونناشد مرة أخرى – ونأمل أن تكون الأخيرة – السادة بالتعليم العالي بإلغاء هذه النصوص، هذا إن كانوا يؤمنون بمبدأ المنافسة الشريفة والعادلة ..فالنصوص تكرس الظلم وتهدر قيم المنافسة الشريفة والعدالة، وتدمر معايير القبول الأكاديمية، ليحل محلها معيار (الخيار والفقوس)، بحيث يذهب حق طالب إلى طالب آخر (غير مستحق).. وعلى سبيل المثال، لايزال النص باللائحة يوجه الجامعات بالآتي : ( يسمح لكل جامعة أن تقبل أعداداً إضافية من الطلاب للدراسة على نظام النفقة الخاصة، بحيث لاتزيد المقاعد المخصصة لكل كلية عن (25%) للعدد الكلي للقبول العام بتلك الكلية)..!!

:: ثم إرتفعت تلك النسبة من (25%) إلى (50%)..وهذه هي سياسة التعليم (لمن يملك المال)، وعلى حساب من لا يملك المالك ولو كان متفوقاً على ذاك في النسبة الأكاديمية.. لقد عجزت ميزانية التعليم عن الوفاء باحتياجات الجامعات، وفشلت في تحسين حال الجامعات، ولذلك رفعت عبقريتهم نسبة النفقة الخاصة إلى (50%)..فالفشل في الوفاء باحتياجات الجامعات (حكومي)، و من يدفع ثمن هذا الفشل هم الناجحين من أبناء الفقراء.. ثم نقرأ النص : (يتم قبول أبناء مجالس الجامعات في القبول على النفقة الخاصة بدفع (50%) من الرسوم في جامعاتهم)، هكذا تستثني اللائحة أبناء مجالس إدارات الجامعات من نصف الرسوم..!!

:: علما بأن رئيس أو عضو مجلس الإدارة بالجامعة قد يكون مسؤولاً نافذاً بالدولة أو رجل أعمال و ربما من (القطط السمان)..ومع ذلك فالتحايل على العدالة غريب، بحيث ينال ابنه غير المستحق للمقعد – بالمعيار الأكاديمي- المقعد على حساب طالب مستحق، ويتم ذلك بنص الـ (50%، نفقة خاصة)، ثم تعفيه اللائحة ذاتها عن دفع (50%) من رسوم النفقة الخاصة..وكل هذا فقط لأن والده رئيس أو عضو مجلس إدارة الجامعة، وليس مزارعاً معسراً أو عاملاً محدود الدخل .. والنص التالي – لذاك – إحترازي، يقول : (يتمتع الطالب بهذا الامتياز حتى تخرجه من الجامعة)، وهذا يعني أن يظل الطالب معفياً من نصف القيمة حتى لو غادر والده مجلس إدارة الجامعة..!!

:: ثم الأدهى ، ما يلي : (يتم قبول أبناء وزوجات العاملين بمؤسسات التعليم العالي على نظام النفقة الخاصة، ويشمل الذين تكلفهم الدولة لشغل مناصب دستورية أو تنفيذية، بعد دفع قيمة (50%) من الرسوم إن كان قد أمضى عاماً في الخدمة، وبعد دفع (25%) إن كان قد أمضى عامين).. بمعنى أي مسؤول دستوري أو تنفيذي بالدولة، عمل عاماً أو عامين بأية جامعة يحظى ابنه بالحسنيين، أي يستولى – بنسبة 50% – على مقاعد الطلاب المستحقين بمعيار المؤهل الأكاديمي، ثم يكتفي بدفع25% أو 50% من قيمة النفقة الخاصة..ليبقى السؤال، ما الذي يُميز أبناء أعضاء مجالس الجامعات – عن أبناء المزارعين والعمال والموظفين- لكي يحظوا بكل هذه المزايا..؟؟

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى