ابراهيم الصديق

اختلالات الأجندة الإعلامية

بينما كانت وسائل الإعلام السودانية ومعها الوسائط الإقليمية تتابع بلهفة توقيع اتفاق السلام بين الفرقاء في جنوب السودان في الخرطوم ، كانت وسائل الإعلام العالمية وخاصة المحطات التلفزيونية الكبرى والبريطانية تناقش قرار القضاء السودانى بتخفيض عقوبة «نورا» من الإعدام إلى خمسة أعوام ، ودفع الدية ، ولئن كان قرار القاضي قد حفظ شخصاً واحداً من الإعدام ، فإن اتفاق السلام حمى الآلاف وحفظ أرواحهم ، وحفظ كرامة الملايين في المهاجر والنزوح ، فما هي معايير وأجندة وسائل الإعلام الدولية والعالمية؟ وما هى منطلقاتها؟.

في يوم الأربعاء الماضي ، وقد بدأت وفود فرقاء الجنوب تحط في السودان ، كانت الأسافير السودانية تحتفل بفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، ومع احترامنا للمتعاطفين مع الرئيس التركي ، فأيهما أحق بأن يكون في صدر الاهتمام بالنسبة للسودان ، فوز أردوغان أم تحقيق السلام في جنوب السودان ، وما هى الحدود بين السودان الوطن ومصلحته ، وبين الانتماء السياسى أو التعاطف الوطني ، إن الجنوب مرتبط ومؤثر في السودان اقتصادياً ، حيث حركة النفط والمعابر والحدود ومازالت بيننا قضايا الحل النهائي وأبيي ، وارتباط اقتصادي وبيننا شراكة نفطية تمثل أحد خيارات التعافي الاقتصادي ، إن الأهمية وحجم التأثير يعتبر من القواعد الأساسية في اختيار الأجندة ، وليس العواطف السياسية ودغدغة المشاعر.

(2)

إ

 

ن اهتمام القوى الغربية بصغائر الأمور يشير إلى حقائق معروفة ، وأولها ، أن الإعلام الغربي تحركه دوائر ذات أجندة خاصة ، قد يكون من بينها تفتيت بنية المجتمعات وأعرافها وتقاليدها ، والتركيز على قضايا محددة تندرج في إطار مصالحها وأهدافها ، وأحيانا ، الإعلام الغربي يخاطب مواطنه باهتماماته وصورته على عالمنا ، أكثر من محاولته وسعيه عكس الحقيقة ، وجانب آخر ، إن القوى الغربية قد لا تهتم بإنسان أفريقيا وحروبه وسلامه .

إن هذا الأمر ، يقودنا إلى ضرورة تحليل مضمون الرسالة الإعلامية ، ومحتواها ، والملاحظ أن هناك تركيزاً كبيراً على الأجهزة الإعلامية وعلاقاتها ، والتحكم في التصديق لها ، دون إجراء تحليل دقيق للرسالة الإعلامية ، إن هناك ما يقترب من 27 قناة تلفزيونية سودانية ، وأكثر من 40 إذاعة «موجات قصيرة » تبث في نطاقات محدودة وتنعدم في مناطق أخرى ، ولكنها في النهاية تحدث تأثيراً ، في حياتنا اليومية وسلوكنا ، إن أنماط أعراسنا تغيرت ، وأتراحنا تغيرت ، هناك أشياء جديدة ، لا تمت للأعراف والتقاليد ، ولا تستند إلى دين أو مبدأ فقهي ، إنها إنتاج الوسائل الإعلامية هذه ، ودون أن نشعر و نحس بالتغيير ، ومن باب المسؤولية ينبغي أن تتخصص جهة ما ، للنظر في أداء هذه الوسائل لتعزيز الإيجابيات ومحاصرة السلبيات . والله المستعان

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى