الوجع راقد

احاول جاهدة منذ الامس ..ان (ابتلع ) التفسير الذي ساقه اعلام الشرطة عن مقتل الشاب في شارع النيل (رحمه الله وتقبله في من عنده ..من الصديقين والشهداء والصالحين ..والهم أهله الصبر وحسن العزاء) ..لم استطع ان اصدق ان المجموعة المناط بها حفظ الامن ..قد ضبطوا الشاب في وضع مخل بالاداب العامة ..حاول الهرب منهم ..طاردوه …وعندما امسكوا به ..اردوه قتيلا ..كدا بس ..نفس انسانية تروح هدرا ..لانه أرتكب خطا ..يغفره له رب العالمين اذا اعلن توبته و رفع يده للسماء طالبا المغفرة ..

البيان الرسمي للشرطة يقول ان الشرطة اطلقت النار لتعطيل القتيل ..!! غريب جدا ..ان ..الطلقات اصابته مباشرة !! لانها كانت على الزجاج الامامي وليس اطارات السيارة ….وطبعا كالعادة تم تفتيش الهاتف (لازم دا يحصل ..)..وصرحوا كذلك بانهم وجدوا حشيش ….يعني مخالفة اداب عامة ..وحشيش ..وهروب من الشرطة ..طيب كل هذه التهم مجتمعة ..هل تبيح قتله في شارع النيل؟؟

كنت اتوقع ان يكون بيان الشرطة منصفا ..ان يقول لنا..انه سيكون لجنة للتحقيق مع فريق المطاردة ..ان لا احد فوق القانون ..وان العدل سيسود ولو بعد حين ..كون لجنة يا سعادة الفريق ..مرة واحدة ..قفوا بجانبنا ..بجانب تلك الام التي خرج ابنها ..وكانت تعتقد ان هناك من يحرسه في الشارع ..فصار ذلك الحارس هو من أرداه قتيلا ..بجانب ذلك الأب الذي مضى الى عمله مطمئنا ان هناك من يقوم بتوجيه ابنه للصواب ان حاد عنه ..واعادته الى بيته سالما ..فصار ذلك الملجأ ..هو الذي منه يكون الحذر.

كونوا لجنة يا ناس الشرطة ..عاقبوا المخطئ منكم ..ليس هناك من معصوم من الخطا ..لكن العيب كله في العزة بالاثم التي تعتري الاجهزة الرسمية عند انفلات منسوبيها وتجعلهم كأنهم ملائكة لا يخطئون .. كونوا لجان للمحاسبة ..للمراجعة ..وعاقبوا المخطئ ..وابعدوا المتفلت ..وانصفوا من ظن فيكم خيرا طوال عمره .ارجعوا بالشرطة الى عهدها الأول ..عندما كانت صديقة المواطن ..وكانت مراكز الشرطة في الاحياء ..تقدم خدمات للشعب بلا مقابل ..كنا الى عهد قريب لا نخاف على اولادنا من الخروج الى الشارع ..هناك من يحرسهم ..من يوقفهم ان تمادوا ..وينصحهم ان حادوا .

وبالله يا ناس القانون ..ابحثوا لينا عن اصول قانون النظام العام دا ..الذي اصبح سببا لذهاب الأرواح ..مرجعية تتبع الناس الى حد ان تزهق الانفس ..من اجل ماذا؟ ما الفائدة التي عادت للمجتمع عندما مات هذا الشاب ؟ و تم القبض على الفتاة .والتي ستكون (فضيحتها بجلاجل ) ..بعد هذه الحادثة ..فهل هذا هو المغزى من القانون ؟ ان تفضح بنات الناس ويقتل اولادهم ؟

على اي اساس استند القانون ؟ لا اعتقد الشريعة الاسلامية ..فالحديث المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما معناه (من ستر مسلما ..ستره الله في الدنيا والاخرة ..) ..ذلك يعني ان يبدا الشرطي بالنصح اولا …خاصة ان كانوا صغارا في السن ..ومن ثم التهديد والوعيد ..وبعد ذلك بالاتصال بالاهل وتنبيهم لاخطاء الابناء ..ومن ثم بعد ذلك تكون العقوبة غير المؤذية والتي لا تصل بأي حال من الاحوال حد القتل ..هذا لو كان السند هو الشريعة الاسلامية ..لكن لو كان الاستناد على غير الشريعة الاسلامية ..يبقى فعلا ..الوجع راااقد . ..