تحقيقات وتقارير

الهجرة غير الشرعية .. أرقام… حقائق ومؤشرات

3 آلاف من المهاجرين لقوا مصرعهم في 2017 بينما عبر 156 ألفاً إلى أوروبا
المفوضية العليا للاجئين : 90% من غرب أفريقيا يمرون بالنيجر ثم ليبيا ومن بعدها أوروبا
هولماير: لابد من شل حركة مهربي البشر ووقف الرحلات غير الشرعية التي تقتل العشرات
السودان يستقبل (1750 – 1200) طالب لجوء يوميا ببوابتي البلاد الشرقية و الجنوبية.
وزير التنمية الالماني يحث البرلمان الأوروبي لمعالجة قضايا الشباب الأفريقي قبل الهجرة

آخر الاحصاءات الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية كشفت عن ثلاثة آلاف من المهاجرين الذين لقوا مصرعهم غرقاً وهم يحاولون العبور إلى أوروبا ، 156 الف مهاجر و لاجئ وصلوا إلى أوروبا عبر البحر منذ بدايات العام يناير 2017 وكان لايطاليا النصيب الأكبر من استقبال المهاجرين حيث استقبلت 73% من المهاجرين منذ بداية العام – وعلى الرغم من تراجع نسبة المهاجرين في ذات الفترة من العام الماضي (التي بلغت 341 ألفاً في الفترة ذاتها من 2016). إلا أن ارتفاع عدد الضحايا أثار اهتمام الاتحاد الاوروبي الذي عقد مؤتمراً خاصاً في الثاني عشر من نوفمبر الجاري لبحث قضايا المهاجرين واللاجئين الأفارقة –كما التقى مسؤلو 13 دولة أوروبية وافريقية لتحسين ظروف المهاجرين واللاجئين خاصة في ليبيا التي تعد أكبر معبر ووجهة يتخذها الحالمون بالوصول لأوروبا – كما شمل الاتفاق بين هذه الدول مكافحة تهريب البشر عبر الصحراء الكبرى والبحر المتوسط .
فيما قرر الاتحاد الاوروبي مواصلة دعمه وتدريبه لخفر السواحل الليبي بغرض مساعدتهم في مكافحة الهجرة غير الشرعية على أن تتولى ايطاليا التي تعد أكبر الدول الاوروبية استقبالاً للمهاجرين تقديم الدعم المالي والفني في هذه التدريبات .
آخر قائمة للمهاجرين
آخر محاولات الامم المتحدة لمساعدة اللاجئين والمهاجرين تمثلت في اجلائها ل25 مهاجراً تعود أصولهم لأثيوبيا وارتريا والسودان ومن بين اللاجئين 15 امرأة وأربعة أطفال – كانوا عالقين في ليبيا حتى تخضع طلباتهم لاعادة التوطين لمزيد من الدراسة .
سوابق محزنة
قصص المهاجرين المحزنة لم ولن تنتهي لكن ما يجري الان يعيد للأذهان الكثير من المآسي التي كانت حاضرة ومن بينها ما حدث في أغسطس الماضي حيث نقلت سفينة إنقاذ «604» مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط ينحدرون من خمس عشرة دولة إلى باليرمو في صقلية، «204» أطفال بعد أن كادوا يفقدون حياتهم غرقاً في مياه المتوسط، ونفذت السفينة أكواريوس التابعة لمنظمة «إس. أو. إس المتوسط الخيرية» مع منظمة «أطباء بلا حدود» سلسلة عمليات إنقاذ استمرت ليومين، وتم نقل المهاجرين الذين ينحدرون من سوريا ومصر ومالي والجزائر وبنين إلى صقلية.
وبحسب البيان الصادر عن منظمة «إس. أو. إس المتوسط» فإن عمليات الإنقاذ كانت في نطاق جغرافي واسع مما يشير لتفاقم الأزمة الإنسانية وإستمرارها حيث تم خلال ثماني عشرة ساعة من مباشرة مهامها إنقاذ نحو «25» شخصاً في عرض البحر تم إستقبالهم على متن السفينة أكواريوس، أما وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي فأعلن أن عدد الوافدين من المهاجرين عبر تركيا وتونس والجزائر إلى بلاده سجلوا إرتفاعاً ملحوظاً…
إزاحة الستار
كشفت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن أن 90% من المهاجرين القادمين من غرب القارة الافريقية يمرون بالنيجر أملاً في الوصول إلى ليبيا ومن ثم بعدها أوروبا، وأشارت المفوضية الى مشاكل المهاجرين قديمة وتنامي معدلاتها جعلها ظاهرة تستوجب الوقوف عندها من قبل السياسيين وصناع القرار.
وترجع العلاقة التي تجمع بين الاتحاد الأوروبي والنيجر إلى الاتفاق التعاوني لمعاهدة روما التي أبرمت في عام 1957م، إلا أنها تندرج الآن في إطار اتفاق كوتونو الشامل لعام 2000م الذي وقعت عليه الدول الافريقية والاتحاد الاوربي ، والذي ينص على تقديم مساعدات عامة للتنمية تأتي من الصندوق الأوروبي المخصص لذلك .
لكن اللافت أن التعاون بين الاتحاد والنيجر متنامي ومتزايد كونها دولة معبر ويشمل الاتفاق أيضا الجوانب الامنية والتنمية الخاصة بدول الساحل التي تبناها الاتحاد الأوروبي عام 2011 وتم التصديق عليها في عام 2014.
حلم الحياة الأفضل
يظل حلم البحث عن حياة أفضل هو السبب الرئيس لتدفق المهاجرين الأفارقة الى أوروبا سواء كان الدافع المحرك للرحيل عن البلد الام هو الحرب أو الفقر
ولعل ذلك ما دفع وزير التنمية الألماني لتقديم خطة تحتوي على استثمار الأموال الاوروبية في مشاريع للبنى التحتية في القارة السمراء لتقليل عدد المهاجرين
ودعا البرلمان الأوروبي لضرورة البحث عن حلول لمشاكل الشباب الأفريقي في أوطانهم و العمل على علاجها قبل وصولهم إلى أوروبا .
أموال ضخمة
بحسب مانشرته صحيفة “فيلتآمزونتاغ” الألمانية في الثاني عشر من الشهر الجاري فإن المفوضية الأوروبية ستخصص 30 مليون يورو لتمويل تدريب خفر السواحل في ليبيا باعتبارها الدولة الاكثر استقبالا للمهاجرين ويتم عبرها الولوج إلى أوروبا على أن توفر ايطاليا مبلغ 16 مليون يورو إضافية لذات الغرض .
واعتبرت مونيكا هولماير المتحدثة باسم حزب الشعب الأوروبي ،والمختصة بشؤون السياسات الداخلية،مسألة تدريب خفر السواحل في ليبيا أمراً جوهرياً وضرورياً لشل حركة مهربي البشر مع العمل الدائم على منع الرحلات غير الشرعية التي تتسبب في مقتل العشرات من الأشخاص .
ولم يفوت غونترماير رئيس مركز أبحاث العالم العربي بجامعة ماينز في تصريحات لـDW هذا الأمر حيث علق عليه بالقول “إن العاملين بخفر السواحل يحصلون في الغالب على رواتب سيئة، و بالتالي فإن المشاركة في عمليات التهريب تجلب لهم أموالاً إضافية”. وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر الصيف الماضي سداد (199) يورو أسبوعياً نظير المشاركة في البرامج التدريبية، بهدف جذب المزيد من المهتمين.
من جانبها قالت وزارة الشرطة والعدل السويسرية في بيان “إن المشاركين يريدون رفع التحديات التي يطرحها الوضع المأساوي على طول طريق الهجرة باتجاه شمال إفريقيا،من خلال تحسين سبل تجنب تهريب المهاجرين ومكافحة الاتجار بالبشر ودعم العودة الطوعية بإتجاه البلد الأصلي”.
الأوضاع في السودان
ووفقاً لما أوردته مجلة (اللاجئون في السودان الماضي، الحاضر و تحديات المستقبل) التي تصدر عن معتمدية اللاجئين فإن اللاجئين وطالبو اللجوء 70% من حالات الإتجار بالبشر بسبب الأوضاع الإنسانية والمعيشية غير المناسبة لكثير من اللاجئين الذين لا تقدم لهم مساعدات أو أن ما يقدم لهم لا يكفي مما يجعلهم عرضة لتجار البشر، ووجود اللاجئين نفسه في البلاد يشكل تحدياً حيث ينعكس أثرهم السلبي على ميزانية الحكومة لضغطهم المتزايد على خدمات المدن سواء كانت صحية أو تعليمية أو في سوق العمل بجانب تأثيرهم على القطاع النباتي وإستهلاكهم حطب الوقود وضغطهم على المراعي والمياه بالإضافة لما يكلفه العمل الإغاثي من جهود في مراحل إستضافة اللاجئين وتدفقاتهم والحاجة لمعينات أمنية وشرطية خاصة بمناطق الحدود ووجود أعداد كبيرة من اللاجئين في البلاد 60% منهم لا يتلقون إعانات في ظروف يعاني منها المواطن نفسه.
وبحسب المهندس حمد الجزولي مروءة معتمد معتمدية اللاجئين التابعة لوزارة الداخلية فإن السودان إستضاف خلال الأعوام الأخيرة أعداداً كبيرة من سوريا واليمن ليصل عدد اللاجئين في جملة أعدادهم إلى مايزيد عن المليوني لاجئ ومازالت التدفقات مستمرة بمعدل بين (1750 – 1200) طالب لجوء يومياً ببوابتي البلاد الشرقية والجنوبية.
ورغم كل ذلك ظلت المعتمدية تتعامل مع قضية اللجوء منذ عهود بعيدة سبقت المواثيق الدولية الخاصة بالفئة حيث إن لاجئي دولة الكنغو طرقوا أبواب البلاد منذ العام 1961م بسبب النزاعات السياسية في بلدهم حتى العام 1963م والذي تزايدت فيه أعدادهم بشكل ملحوظ لكنهم لم يعطوا صفة لاجئ إلا في العام 1965م وهم أول لاجئين يطبق عليهم ميثاق جنيف لسنة 1951م كلاجئين للسودان .
تغيير السياسات
الدكتور أحمد طه صغير المتخصص في الاقتصاد والعلوم السكانية يرى أن السياسات بالدول النامية تحارب السوق الهامشي لمصلحة المزيد ممن يمتلكون الثروة أي القلة الرأسمالية ونتيجة لذلك وحسبما يضيف وجد الشباب أنفسهم مجبرين على تحمل التبعات دون أن تكون لهم يد.
ويضيف وفي إطار عملية إستئصال رأسمال الفقراء الأقل حظوة بتركيز الثروة لدى آلاف الأشخاص الذين يمتلكون أكثر من ربع ثروة العالم وجدت دول العالم النامية أنها مجبرة على تقبل الآثار الضارة لذلك وفي بلادنا هناك 70% من جملة العمالة بالسوق الهامشي وسياسات الدول النامية تحارب تلك العمالة.
المنظمة الدولية للهجرة والسودان
مدير منظمة الهجرة الدولية ويليام ليسي سوينق أكد إن منظمته تعمل بشراكة وثيقة مع الجهات النظيرة في السودان في مقدمتها معتمدية اللاجئين وإدارة شؤون الأجانب، جهاز المخابرات والأمن الوطني، سلطات مطار الخرطوم الدولي كما تعمل بالشراكة مع مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين وسفارات بلدان إعادة التوطين في السودان.
بالاضافة الى برامج مستمرة لمساعدة المهاجرين واللاجئين حيث بلغ عدد المستفيدين من برنامج الحوكمة الذي نفذته المنظمة بالتعاون مع وزارة الداخلية «1.008» مهاجر من المحتاجين بينهم «30» من ضحايا الإتجار بالبشر المساعدات المباشرة للمهاجرين خلال الفترة الممتدة من 2015م حتى يونيو 2016م
ومواصلة لمجهوداته في ذات الاطار إفتتح مركز الموارد والاستجابة للهجرة بالخرطوم لتوفير مساعدات الحماية المباشرة للمهاجرين خلال الفترة الممتدة من 2015م حتى يونيو 2016م كما إفتتح مركز الموارد والاستجابة للهجرة بالخرطوم لتوفير مساعدات الحماية المباشرة والإحالة، والوصول الميداني وتم تقديم المساعدات النفسية والطبية والغذائية وغير الغذائية الضرورية وفي حملات التوعية بمخاطر الهجرة غير المنتظمة إستفاد «460» مهاجراً من جلسات رفع الوعي من مخاطر الهجرة غير المنظمة
قضية تشغل العالم
باتت الهجرة الآن أحد القضايا الهامة التي تشغل بال العالم باكمله سيما وأن اضرارها لا تقتصر على الضحايا من القارة الافريقية او الاسيوية بل تطال اوروبا التي تعاني من آثار الهجرة غير الشرعية على اقتصادياتها وامنها وسلامة مواطنيها ومابين حالم وباحث عن حياة أفضل وإن كان ثمنها الموت ودول تسعى لايقاف زحف القادمين اليها عبر المنافذ والحدود بطرق غير رسمية يظل النزيف مستمراً حتى إشعار آخر .

 

 

حنان كشة

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى