أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

الناشطون السودانيون “بالأسافير” والضربات السعودية الموجعة

وجهت المملكة العربية السعودية صفعات موجعة لمايسموا بالناشطين السياسيين بالأسافير من السودانيين المقيمين بأراضيها، وذلك بسجنهم ثم تسليمهم للأجهزة الأمنية ببلدهم .
فلم يفق الناشطون السودانيون المعارضون للحكومة السودانية عبر الأسافير من صدمة إعتقال السلطات السعودية للمقيم السوداني وليد الحسين مؤسس موقع الراكوبة المعارض للحكومة السودانية قبل عامين، حتى جاءت صفعة إعتقال الناشط السياسي محمدأحمد ودقلبا، الذي كان يخفي صورته وإسمه الحقيقي، من قبل السلطات السعودية وتسليمه إلى الخرطوم الثلاثاء 29 مايو 2018، مما جعل الناشطون الآخرين يستدعون المثل الشعبي السوداني الدارج “أخوك كان حلقوهوا بِل رأسك” .
وكان الناشط المتخفي بإسم “ودقلبا” قد قاد حملة شرسة على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” يقول إنها تهدف إلى كشف مقارّ أجهزة الأمن وأدوارها، وفضح العاملين في أروقتها بالصور والأسماء والصفات، وأطلق على الحملة إسم “ارصد رباطي”، و”الرباطي”، بالعامية السودانية، يعني قاطع الطريق.
إلا أن الكاتب السوداني الساخر الأستاذ حسين ملاسي يقول : ” عدم القبض علي أسعد التاي وترحيله من السعودية إلى السودان يدحض فرضية أن القبض على (ود قلبا) وترحيله إلى السودان قد حدثت بسبب كتاباته المهاجمة لنظام الخرطوم في فيسبوك “.
مُلمحاً أن القبض على “ودقلبا” ليس بسبب مهاجمته لنظام الخرطوم وإلا لتم القبض على الناشط المعارض الآخر “أسعد التاي” .
إلا أن ناشطين على مواقع التواصل زعموا أن “التاي” قد غادر الأراضي السعودية ولم يعد مقيماً بها منذ أشهر.
وكتب الكاتب الصحفي “ابومهند العيسابي”
أن السُلطات السعودية دوماً ما تتحفظ وتحذر من ممارسة أي نشاط سياسي ” صغُر أو كبر” للمقيمين مُنطلقاً من أراضيها ، وقد سلّمت السودان قبلها عدة مقيمين معارضين إسفييرين أو غيرهم كما فعلت ذلك أيضاً الإمارات بتسليم العميد المعارض عبدالعزيز خالد قائد قوات التحالف المسلح قبل سنوات، كما سلّمت السعودية دول أخرى أيضا معارضين إسفيرين في الفترة الماضية من رعايا مصر والأردن والمغرب ، بذريعة عدة تهم بينها تأليب الرأي العام ومحاولة إثارة القلاقل الأمنية والإساءة لسمعة دول صديقة والتحريض ضد الأنظمة.
ويضيف “العيسابي ” أن السعودية تعد من أسرع الدول تجاوباً مع ما تطلبه الأجهزة الأمنية من الدول الصديقة لها .
كما لها خبرة متقدمة ومتطورة جداً في التتبع ، وليس لهاتف خاص بك مسجل بهويتك، بل حتى ولو إستخدمت خدمة انترنت من غير رقمك أو بمقاهي عامة تستطيع أن تصل إليك وقد لاحظت ذلك خلال حربها على الإرهابيين الذين إستطاعت القبض على معظمهم بمجرد دخولهم شبكات التواصل من مقاهي.
مُضيفاً : من المهم أن يعلم المعارضين أو الناشطين الإسفيريين أن المملكة السعودية، ليست أرضاً مناسبة توفر لهم امكانية ممارسة نشاط سياسي أو حتى الجهر بآرائهم المعارضة لحكوماتهم، هي بلد بغرض الحصول على (لقمة العيش) فقط، وقد عشت فيها أكثر من عقد من السنوات وتابعت عن قُرب حساسية السلطات الأمنية المفرطة في المملكة تجاه أي نشاط سياسي حتى ولو كان لصالح الحكومة نفسها خارج المسلك الدبلوماسي.
ويختم “العيسابي ” أن النشاط السياسي للمقيمين بأراضيها خط أحمر بالنسبة لها وتنظر إليه بشكل إستراتيجي قد يحفز أو يلهم شبابها أو يخلق وعي مجتمعي للاقتداء به ضدها، علاوة على إحترام إتفاقياتها الأمنية في التبادل مع الدول.
وتشير (كوش نيوز) إلى أن المملكة العربية السعودية تتعامل بحساسية مُفرطة تجاه ممارسة أي نشاط سياسي للمقيمين بأراضيها ولاسيما بالأسافير التي تفرض عليها رقابة عن كثب، كما ترتبط بإتفاقيات تعاون أمني وثيق مع جارها السودان، عززتها مساندته لها بمشاركة قوات سودانية في التحالف باليمن.
الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى