حوارات

الأمين العام للأرصاد الجوية: الفواصل هي السبب في حدوث المناخ الشاذ

كشف الأمين العام لهيئة الأرصاد الجوية عمار مختار جمعة جابر أن عدد المحطات العاملة بالهيئة بلغ (28) محطة تقليدية حتى العام 2014م أضيفت لها عقب ذلك (50) محطة أتوماتيكية تم توزيعها في عدد من مدن البلاد الكبرى وقال في حوار أجرته معه كوش نيوز أمس الأربعاء أن الفواصل هي السبب الأساسي في حدوث المناخ الشاذ في الآونة الأخيرة…

بدءاً على ماذا تستند قراءات الأرصاد الجوية؟
أحد أساسيات عمل الأرصاد الجوية إجراء رصد للغلاف الجوي لمعرفة عناصر الطقس وبينها درجات الحرارة، سرعة وإتجاه الرياح، الضغط الجوي، نوع السحب وكميتها بإجراء رصد دوري كل ثلاث ساعات بما يعادل ثمانية مرات في اليوم وبناء على ذلك يتم توقع ما سيكون عليه الطقس خلال الفترة المحددة.
ما هي المعينات التي تحتاجها عملية الرصد؟
العملية تحتاج عمليات رصد على السطح وفي ساحل البحار لجمع أكبر قدر ممكن من اليابسة ومن المياه.
كم يبلغ عدد محطات الرصد؟
منذ العام 2014م يمضي عدد المحطات في تزايد حيث كانت (28) محطة تقليدية أضيفت لها (50) محطة أتوماتيكية تم توزيعها في عدد من مدن البلاد الكبرى وبعض المناطق.

ما هو السبب في ظهور تقلبات غير ثابتة في مناخ البلاد؟
معلوم أن المناخ في السودان ساخن في الصيف ، شبه معتدل في الخريف ،متقلب في الشتاء من دافئ إلى بارد ، لكن هناك أمر مهم هو الفترات الانتقالية وهذه هي السبب المباشر في حدوث المناخ الشاذ المتطرف كأن تصل درجة الحرارة إلى (48) درجة في الشمالية مثلا أو إرتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ خلال أيام محددة ويكثر الحديث عن ذلك والسبب في ذلك (الفواصل) أي الإنتقال من فصل إلى آخر.
هل يدخل ذلك فيما يعرف بالتغيرات المناخية؟
يمكن أن يدخل لكن بحدوث تكرار خلال فترة زمنية معلومة مثلاً كم مرة زادت درجات الحرارة خلال العشر سنوات الماضية عن الـ ( 48) درجة أو هطول أمطار في غير أوانها في منطقة ما.

لكن خلال السنوات القريبة الماضية كانت الأمطار تهطل كأننا نقع في منطقة مناخ البحر الأبيض المتوسط. هل من إشكالية؟
مناخنا بأي شكل من الأشكال لن يصبح مثل مناخ البحر الأبيض المتوسط ما لم يحدث تغيير مناخي وكل ما يحدث في ذلك الإطار يدخل ضمناً في التقلبات المناخية داخل الموسم الواحد مثل وجود جفاف في فصل الخريف وعادة ما يكون الموسم بدأ متأخراً أو ينتهي باكراً والإستمرارية هي التي تقود للتغيير بحيث تمضي المؤشرات في إتجاه واحد زيادة أو نقصان لكن حدوث تقلبات في فترات متقطعة يسمى بالتذبذبات وتلك طبيعة المناخ.
لماذا لا نتأثر بالمناخ الإستوائي رغم قربنا منه؟
وفقاً للتقسيمات المناخية فإن الجزء الشمالي من بلادنا يدخل ضمن المناخ الصحراوي ثم شبه الصحراوي ويعقبه السافنا الفقيرة فقط حيث أن السافنا الغنية كانت في الجنوب وبذا فقدنا مناخها في الجزء الجنوبي من البلاد.

بشكل عام مناخ السودان صار قاحلاً. لماذا؟
هناك سببين الأول عوامل طبيعية والثاني عوامل من صنع الإنسان كالقطع والرعي الجائرين مما يساعد على الزحف الصحراوي ، ولمعالجة ذلك يمكن إجراء عملية عكسية بإستزراع غابات والآن هناك مشروع قاري يجري تنفيذه شمال القارة الأفريقية من الساحل إلى الساحل.
هل للهيئة دور مباشر في مكافحة المناخ القاحل؟
الأدوار متفاوتة لكن فيها تضامن وصلاحيات الهيئة توفير معلومات عن المناخ وتجري البحوث في المجال لمن يستفيد منها كما أنه توفر توقع ما سيكون عليه المناخ خلال الأربع وعشرين ساعة مع إعطائها إنذار مبكر قبل أكثر من ثلاثة أيام حال حدوث ظاهرة كبيرة وتجهيز التوقع الفصلي بدرجات الحرارة وتوفيرها لكل من يطلبها.

هل من أسباب مباشرة لإرتفاع درجات الحرارة الملحوظ خلال الفترة الماضية؟
سبب ذلك الإنتقال من الشتاء للصيف حيث كانت الشمس جنوب الكرة الأرضية والآن هي في رحلتها لشمال الكرة الأرضية مروراً بالسودان وفي شهر مايو من كل عام تبدأ الشمس في التعامد على شمال البلاد وهذا وضع طبيعي.
ماذا عن ثقب الأوزون الذي شكل هاجساً خلال الفترة الماضية؟
ثقب الأوزون الآن في طريقه للإلتئام بعد المجهودات الكبيرة التي تم إتخاذها بدأت إشكاليته في التلاشي لكن الإشكالية الأكبر هي الغازات الدفيئة وهي ما ينتج عن حرق الوقود الأحفوري وممارسات الإنسان اليومية السالبة التي تؤثر على البيئة وذلك وغيره يؤثر في إرتفاع درجة الحرارة بسبب عدم مقدرتها على النفاذ خارج الغلاف الجوي وذلك يبدو جلياً في دفء ساعات الليل المتقدمة عنه في أوقات سابقة.
ما هي توقعاتكم لخريف هذا العام؟
الهيئة العامة للأرصاد الجوية تعكف على إعداد التوقعات الموسمية وسيتم الإعلان عنها تفصيلاً نهاية مايو الحالي.

ما مدى صحة ما يردده البعض من أنه كلما ارتفعت درجات الحرارة صيفاً كلما زادت معدلات هطول الأمطار؟
لمعرفة ذلك على وجه الدقة لابد من إجراء تجارب لكن فيما يلينا لم نجر دراسة حالة للوقوف على ذلك حتى الآن  والأمطار التي تهطل في بلادنا ليست نتاج السحب التي تنشأ فيها إنما هناك سحب تأتي من جهات أخرى كالمحيط الأطلنطي وموضع الأمطار شائك.
ما هو الطقس المتوقع خلال الأيام القادمة؟
يتوقع إستقرار درجات الحرارة مع هطول أمطار في مناطق شرق وجنوب وغرب البلاد مع وجود غبار مثار في عدد كبير من مدن البلاد منها الخرطوم، الأبيض، الفاشر، حلايب، شلاتين، الفاشر وكوستي.

حنان كشة
الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى