تحقيقات وتقارير

دموع المسئولين .. هل تصلح ما أفسدته السياسات الاقتصادية؟

(تقليعة) ابتدعها المسئولين بسكب دموع غزيرة كلما أشتد غمار الأزمة عليهم سار على نهجها وزير الخارجية السابق دكتور إبراهيم غندور وهو يودع وزارة الخارجية عقب إقالته من منصبه كوزير لها، وأمس سالت دموع وزير الدولة بوزارة النفط سعد الدين البشرى تحت قبة البرلمان وهو يتحدث عن أزمة الوقود الطاحنة التي شهدتها البلاد مؤخراً ، وواصل بعدها إفاداته بما يشير إلى أن الأزمة ستنفرج لكنه لم يقرن ذلك بتاريخ محدد وتركه مرهوناً بمجريات غير واضحة الملامح في المستقبل.


وفي وقت سابق سالت دموع نفر من المسئولين بينهم الدكتور نافع علي نافع والفريق عبد الرحيم محمد حسين والدكتورة سعاد الفاتح وفي كل الحالات مسحت الدموع بمناديل ناصعة البياض…
فهل يكون سكب الدموع بداية الطريق لإصلاح السياسات الإقتصادية التي أثبتت فشلها عند التطبيق أم أنه مجرد إستدرار عطف القاعدة أي ما كانت سواء كانوا برلمانيين أم عامة الشعب؟.

الحل في الاستقالة

الخبير الإقتصادي دكتور محمد الناير لــ(كوش نيوز) قال إن ذرف الدموع لا يجدي حلاً مشيرا إلى أن الأمر كاد يصبح عرف لدى المسئولين كلما فشل أحدهم في إدارة مؤسسة ما عمد لسكب الدموع ممعناً في التشبث بالكرسي الذي يجلس عليه ، ويرى أن الأجدى نفعاً هو التقدم بالاستقالة في موقف شجاع يجد التقدير والإشادة والاحترام من الشارع العام والعمل على إفساح المجال لمن هو أجدر بالجلوس في الكرسي وإدارة ملفات عجز المسئول الباكي عن إدارتها ، ذلك من جانب ومن جانب آخر حسبما يقول دكتور الناير فإنه يجب أن تضع الدولة إجراءات صارمة فيما يتعلق بتقليص الوظائف بالمركز والولايات وختم بأن الشعب السوداني لا يريد دموعاً إنما إجراءات تمكنه من العيش الكريم.

ظلم الوزير

الخبير الإقتصادي محمد عبد الله الرمادي له رؤية أخرى إنطلاقاً من إفادة له ساقها لـ(كوش نيوز) بقوله أنه يكبر كل من ذرف دمعة على حال الشعب السوداني ،معتبراً أن ذلك لا يصدر إلا عن شخص يكتنز نزعة إنسانية وشعور بمعاناة الآخرين مشيراً إلى أن الشخص في هذه الحالة صادق وإلا لما ذرف الدمع.

ومضى الرمادي ليقول أنه بالعكس فإن ذلك المسئول يستحق الإشادة والتقدير لمجرد إحساسه بمأساة المواطنين الذين ذرفوا دموعاً  أغزر جراء الحرمان وشظف العيش حيث أن الحرمان في الغالب يكون ناجماً عن عجز المسئول بإحداث تغيير إيجابي لصالح المواطن بسبب تداخل حلقات عديدة إحداها المؤسسة التي يديرها المسئول مما يقوده قسراً نحو الفشل فيبكي حرصاً منه على الإعتذار وإبداء الأسف للمواطنين.

ويمضي الرمادي ليشير بأصبع الإتهام للبنك المركزي بإعتباره السبب المباشر في ما آل إليه إقتصاد البلاد والنفط جزء من المتسببين في الأزمة وزاد القول أنه لمعرفته اللصيقة بوزير النفط فإنه حسبما يقول من أنزه في التشكيلة الوزارية الحالية ويواصل أن الإعلام ظلم الرجل وأنه ليس من حق الإعلامي أيا كانت الوظيفة التي يشغلها في المؤسسة التي يعمل بها تجريم المسئولين.

حنان كشه

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى